ع الدفتر سجل


بقالات الماضي الجميل كانت داخل المناطق السكنية تمثل مول للحارة يوجد بها كل شيء تحتاجه من براميل الغسيل والنيلة والكاز والليف والبوظة " الأيمة " واللبن الفرط والعجوة والسكر والرز المصري والحلاوة الفرط وألواح الكعكبان وحتى دواءالأسبرين والكوسدين دي وقماش الملاحف والشبة وحضار وفواكة والتتن وورق لف التتن وقداحات الكاز والسيرف واللافكس وملاقط الغسيل الخشب وتسمى أيضاً «الدكان» او التكان في ذلك الزمن يرتادها الصغار والكبار، ذكوراً وإناثاً، فيجدون فيها كل ما يخطر على بالهم من حاجيات غذائية وسلع أخرى في أدق تفاصيلها، حتى الإبرة والخيط، وأعواد الثقاب، والشموع والقناديل والكازوز والأسكيمو والطحينية والذي له أبريق خاص والمسلات وخيطان المصيص والمخشرمة وملبس حامض حلو وشوكلاطة مترو وسلفانا وركس وتوفي ناشد وغيرها؛ لذا تفتح في الصباح الباكر، وتغلق في وقت المساء ، في زمن كان زمن الطيبة ومحبة الجار للجار والأمانة طابعاً مميزاً. وكانت ابواب الدكاكين جلسات للتعاليل والتحليل السياسي وذاكرة زمان وحياة فلان وشدينا الوطيات وحرب 48 والعدوان الثلاثي ع مصر وهتلر ورومل وموسوليني وسجل ع الدفتريا حجي فستق قضامة كازوز أيمة براد كيكس هريسة . وهم يتجمعون للتسلية والمسامرة، وكانت لعبة النقلة او المنقلة أو طاولة الزهر هي اللعبة التي تمارس عند البقالات،وللكازوز قصة ولاد الحارة ولعبة فارت وهي أن يشتروا من البائع زجاجة مملوءة بمشروب غازي، خاصة الذي يتفاعل عند رج الزجاجة؛ كالبيبسي او كراش او اورانجو وفرش وتيم أو غيرهما، ثم يرج أحدهما الزجاجة حتى الفوران، ويتم تحديد برسم خط على الزجاجة ففي حال حزر يربح الزجاجة في حال شراء زجاجات المشروبات الغازية يتم أخذ رهن لغاية ارجاع الزجاجات الفارغة ومن العادات القديمة في دكاكين الزمن القديم البيع بالدين حيث يوجد دفتر كبير عند البائع يسجل المواد المراد أخذها مثل وقية حلاوة وقية مرتديلا يونيوم وقية جبنة كرافت دفتر طبيعات حبتين تويست ألخ ويتم تسجيل تلك المواد على دفتر صغير موجود عند الزبون وفي نهاية كل شهر يتم مقارنة المواد بين الدفتر الكبير والصغير والسداد ولا يتم البيع بالدين إلا بوجود الدفتر الصغير بناء على موافقة الطرفين في بعض المرات يتم سرقة الدفتر الصغير من موقعه والذهاب للدكانة للشراء وكانت أمانة البائع والمشتري تمثل صورة جميلة تعكس روعة أخلاق السابقين في الصدق والأمانة والسماحة. تبقى بقالات ذاك الزمان تمثّل نشاطاً اقتصادياً جميلاً انعكس على الواقع الاجتماعي،الذي تعيشه الحارة والطابع الأخلاقي لجيل عرف المحبة والتعاون والتآزر وحُسن المعاملة، فكان مثالاً يحتذى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات