جراسا -

اكثم الخريشة - داهم ما يسمى بفيروس كورونا المستجد اغلب دول العالم، وتعاطت معه قيادات الدول كل بطريقة تختلف عن الاخرى رغم توصيات وقرارات منظمة الصحة العالمية والتي اخذت تعمم بعض الاجراءات حسب عدد الحالات، الا ان الواقع المرير يحتم على اي دولة ان تكون مليئة ماليا "عظامها ذهب" لتنفذ القرارات القسرية دون كلل او ملل او ان تنتقص جزئيات ربما تكون هامة بسبب القدرة المالية.

في الاردن، تحديدا ومقارنة بكبريات الدول ومقارنة بمثيلاتها تفوقت في اجراءاتها رغم قساوتها ورغم مايعنيه اقتصادها خلال السنوات المنصرمة، الان التكاتف الذي حصل بين كافة مؤسسات الدولة واجهزتها اذاب الشكوك وكشف المستور عن قوة ارادة الدولة في مواجهة الفايروس وان كل ماكان يشاع في السابق مجرد اوهام لاحلام يقظة كان الهدف منها زعزعة الثقة بين المواطن وحكومته واجهزة الدولة والتي اثبتت مقدرتها على اتخاذ القرار وتنفيذه دون تردد وهو ما كنا بحاجة اليه في اوضاعنا الطبيعية.

وبالتعمق بالقرارات الحكومية لمواجهة الجائحة التي تعبر العالم، فاننا نجد عظمة الاردن الذي سطر اسمه عاليا في اجراءاته حيث راعى كرامة الناس وحقوقهم وقدم لهم الرعاية باعلى مستوياتها مقارنة بالدول العظمى.

ومن ناحية اخرى ومايبث في النفس من راحة وطمانينة عندما انتشرت القوات المسلحة الباسلة والاجهزة الامنية (كبار البلد)، على مداخل المحافظات الامر الذي لاقى ارتياحا كبيرا ومؤشرا على ثقة كافة المواطنين بتلك الاجهزة باعتبارهم كبار البلد بكل ما تحمله الكلمة من معنى ودلالالة، فهم الحصن المنيع الذي يذود عن تراب الوطن في كافة الاوقات ويلبوا النداء بلا تراخ او تقاعس مهما كانت قسوة الظروف وضخامة الحدث.

وبالنهاية وباعتراف الجميع فان الدولة قدمت ما عليها والتزمت باعلى معايير الخدمة لمواطنيها ووفرت كافة احتياجاتهم من مواد اساسية وادوية، يتحمل الان المواطن دورا كبيرا في الالتزام بالتعليمات وتنفيذ القرارات حرصا على السلامة العامة فلم يعد هناك مبررا للخروج الا للضرورة ولم يعد هناك سببا لعدم الالتزام بالنداءات المتكررة من اجهزة الدولة بضرورة التقيد والالتزام ليعود الاردن لطبيعته قويا متينا متماسكا عظيما بقيادته وحكومته واجهزته وشعبه.