بِوَحْي ٍ مِنْ لَدُنْهَا .. صدقي ممدوح


جراسا -

خاص لـ "جراسا نيوز"


ريْثُمَا تلِد ُ القصيدة
أنتِ لي
ريْثُمَا يبدأ ُ الحُدَاء
أنت ِ لي
حين يَصْهل ُ في عِرْقي فَيْلق
أنت لي
وحين يعكس ُ وجهي كوكب
أنت ِ لي
 ..بين دهشتي
وقفزة ِ عُصْفور ٍ .. أنت ِ لي
بيني وبيني أنتِ لي !

وفيك ِ أوغل ُ دغلا ً
وأنضح ُ سَوْسنا ً فريدا
كنت ِ أم لم تكوني
أنتِ لي .. !

فهل تُراك ِ تُوشّين َ نَوْمَك ِ
قصورا ً وأخياد ْ
أنا فارس ُ الحسْنَاء
أنا سُمُوُّك ِ المُرْتجى
وأنتِ غادتي
و عَهْد ُ الصِّبا ..

ارْقُصي ما شَاء َ لك ِ
اقْرئي ما شاء َ لك ِ
اكْتُبي ما شَاء َ لك
الْبسي ما شَاء َ لك
اسْمَعي ما شَاء َ لك
كيفما كنتِ أقْبَلُك ِ
وكيفما قلت ِ أحبك َ ، أحبُّك ِ !

على صَهْوة ِ الريح ِ
مدائن ُ أزهرت ْ
حكاية ُ الجلّنار ِ يتناقلها المسافرون
كما ثغرك ِ !
يقولون َ خَوْدا ً في هاتك ِ البلاد ِ
لا يُجْدِب ُ من رآها
فيها كُل ُّ ناعسة ٍ
تحمل ُ الهُدْب ُ شآما
وعلى الخَد ِّ يتسرّب ُ الأقاح ُ
ويركد ُ الزّمان ُ ضَحْضَحا ً هنيئا !
قد رَقَيْت ِ مكانا ً عليّا
لا تبرحي عريشة ً في حُزَيْران ِ
القصيدة ؛
أعرف ُ كُل َّ نخيل ِ الخريطة
أعرف ُ جنوب َ البحر ِ
أعرف ُ صَوْب َ كُحْلِك ِ الفاتن
أعرف ُ أن نهدَك ِ خريطة !!

وأراك ِ كما لم يرك ِ أحد ٌ غيري
أسكن ُ عينيك ِ كما لم يسكن ُ أحد ٌ غيري ،
أطوف ُ حولَك ِ
أسعى حولَك ِ
أنشد ُ حولك ِ
أنشز ُ حولك ِ
أهفو حولك ِ
أرنو حولك ِ
ألوذ حولك ِ
أعبق ُ حولك ِ
أنتصر ُ حولك ِ
إنّي صفة ُ الموج ِ
يحضن ُ زوبعة ،
أبشّر ُ النّوارس َ بشَالِك ْ
وأحتفي بجوقة ٍ في سِرِّك ْ !
ألا قومي لفُتوحاتِكْ
لا أقبل ُ هُدْنة ً !

أنثى التوغُّل ِ النجيب
أنثى السنابل ِ في محفل ِ الشّمس
أنثى الزّبد ِ يمسح ُ الشُّطْآن َ
تأملا ً مُتنهّدا
واصْعدي خاتمتي منبرَ أمان
ورُشّي رُفاتي سُكّرا !
إنني في منتصف ِ القصيدة
زخم ُ الكلام ِ تبدّد ْ
افتحي عُرْوة ً في سَحَرِكْ
واتركيني أنهل ُ من صلوات ِ
البائسين !
إنني في منتصف القصيدة
يتملّكُني عجز ُ القصيدة
يؤسفُني شحوب ُ القصيدة
أقتنع ُ بك ِ جِدّا ً
! وتقتنع ُ القصيدة

هاتي كلاما ً كثيرا ً
هاتي عصافيرَ كثيرة
هاتي وشاحَك ِ
هاتي قلادة ً .. وجديلة
إنني في منتصف القصيدة
 ادْخُلي القصيدة !
تأوّدي مُهَفْهفة ً
قالوا : ما نعتُها ؟!
قلت ُ : غَيْلم ٌ ، تنام ُ حُسْنا ً .. تصحو حُسْنا ً
ريقُهَا كوثر ُ المُهَج ِ
وضّاءة ٌ كالسّجنجل ، تفضح ُ النّدى
صبوحة ٌ قلبي مُعلّق ٌ عندها
مطمح ُ البلوغ ِ
قنديل ُ دُجُنّتي
غيم ُ السّفر
وإنها لشادن ٌ
يُقبّل ُ سمتَه ُ في انعكاس ِ النهر السّاجي
تُخبِّؤُني ككَرْزة ٍ برزت
من تخيُّل ٍ طفولي ّ
كعقد ٍ تتهافت ُ عليه النحور
أشرق ُ بك ِ ثورة َ سنابل ْ
وأنضح ُ طيبا ً من عود ِ بخور ٍ
في غُرّة ِ غسقْ !

من مثلي ، وأنت ِ
في قراراتي ، أبراج ُ اليمام ْ
و شَعْفة ُ سروة ٍ طروب !
ألا من مثلي
وأنت ِ في صلاتِك ْ
في تجلّيك ِ السابح
من مثلي
والحَب ُّ بين يديك ِ عَصْف ٌ
والرّيْحان !!!!

عبير ُ كفِّك ِ تَحْنَان ْ
لَعْس ُ شفتيك ِ مُدام ُ
صُبّي لي ريقَك ِ في تُوَيْج السّرور
أنبعُك ِ عَسْجدَا
أهطُلُك ِ شُهْبَا
أعبر ُ من قراشة ٍ
أمشيك ِ بيسانَا
أقولُك ِ صُبْحا
ألاحق ُ كوكباً
أنتميك ِ قُدْسَا
أسمّيك ِ جوقة ً
أُسمّيني عَرْعَرا
أسمّينا أرخبيلا ً 
والكتابة ُ بَحْر ٌ !

أحْسَبُك ِ كُلّما رن َّ وتر ٌ
يتوه ُ أصيل ٌ بين جوانحي
شامة ٌ على صدري ، فضاء ٌ مستحيل !
والسنونوة ُ نائمة ٌ
على اسمِك ِ نائمة
أغطّيها بشال ٍ
تركتيه ِ لي على هلال ٍ ناصع !

وتنزوين َ تحت الجفن ِ
حُبُور َ غُصْن ٍ
أتثاءب ُ نهدَك ِ
أتكاسل ُ نهدَك
أتجاوب ُ نهدَك
أتناوب ُ نهدَك ، جوابا ً وقَرَار ْ !
غداة َ السّهْو ِ
تركت ُ ظِلّي ،
وأتيت ُ إلى كفّك ِ
نَقْشا ً حُلْوا ً
وبرقا ً يستكينْ !

أنا حالة ٌ بين الشرق ِ والغرب ،
أنا حالة ٌ بين الفِكْر ِ والسُّكْر ِ
أنا حالة ٌ بين السُّهْد ِ والنّهْد ِ
أنا حالة ٌ بين السُّقْم ِ والنَّجْم ِ
أنا حالة ٌ بين الجِن ِّ والفَن ِّ
أنا حالة ٌ بين العِطْر ِ والنّبْر ِ
أنا حالة ٌ بين الحُب ٍّ والحُب ِّ
أنا حالة ٌ هي أنت ِ !
يلهث ُ خلفَك ِ السّنى
تركضين َ مُسرعة ً
نحو الحصاد ِ
تنشرين شَعْرَك ِ
تُبيحين َ نَحْرَك ِ
 يأتيني هُدْهُد ٌ ،
بخبر ٍ يقين !!!
خُذيني كلأ ً لصَبْرِكْ
إن رُمْتِني ليلكا ً أكون ْ
إن رُمْتِني نورسا ً أكونْ
إن رُمْتِني سُنْدُساً أكونْ
وأنْتَظِرُك ِ كليلة ٍ قَدْر ٍ
وأقيم ُ شعائري كاملة ً
وأُهجّي اسْمَك ِ
لا أترك ُ فاصلة ً
إلا وكحّلتُها إثمدا !!

وأُشْهِرُك ِ مع الأسراب ِ
نصف َ حكاية ٍ
ونصفا ً وترا ً شربلي ّ النغم ْ !
تكبرين أجاصة ً
من أهازيج ِ صُوفيّتي
وبين الغيم ِ كَشْكَش ٌ
أرنو للمْسِه ِ
أخْطُفُه ُ لأُزيّن َ وجودَك ِ النّزيه !
أحبك ِ عُمْقا ً حتى أصل َ عَدَما ً
أحبك ِ صُعُدا ً حتى أبلغ َ قبَسَا ً
وأتهادى بين السّببين ِ
أصطاد ُ أجنحة ً
ألقيها على سَطْح ِ دارِكْ !

طُلّي من شُبّاكِكْ ،
أتهاوى نُدَف َ بَدْر ٍ
شمّه ُ غيث ٌ هزيل !!!
وبي رعشة ُ دَلَه ٍ
رقراق ٌ صمتي َ المذهول !
أبُثُّ شجوي في كُل ّ أين ٍ
أدّعي خريرا ً
و جِذْع َ بلُّوطة ٍ
أحفر ُ النّشيد َ اسْمي
وأحفُر ُ الحُسْن َ سِهامَا
قالوا : مااسْمُهَا ؟!
قُلْت ُ : سِهامَا
قُلْت ُ : سِهامَا
قُلْت ُ : سِهامَا 

* الشاعر صدقي ممدوح / من شعراء الداخل الفلسطيني / خان يونس



تعليقات القراء

مدير التحرير
لم يخب ظني .. فبعد أن التقيته عبر أثير الكتروني كان قد لفتني بعمق ما يورده من عبارات وجمل هي في محصلتها قصائد وقد تكون متكاملة على الرغم من قصرها !

نص متعب بحق !

ثمة شاعر حقيقي وراء هذا النص، شاعرنا صدقي.. صاحب لغة قوية وجزلة بصورة مخففة، انه التضاد الممتع في إلقاء المفردات والصور لتكتمل فكرة النص ، لغة حصيفة حديثة مشوبة بالقديم شكلاً ومضموناً!

ينقلك بفعل السحر ربما وهو يأخذك من لغة الحداثة الى مفردة الشعر الجاهلي وضّاء ٌ كالسّجنجل وكحّله إثمدا رقراق !!

حضور المرأة في شعر صدقي يدفعك للاعتقاد بأنك أمام شاعر ناهز الستين، لتفاجأ بأنك أما شاب عشريني مليئ بالحياة تحتل المرأة في قصيدته اعلاه حيزا غير مسبوق التوصيف وقد مازج بين القديم والمعاصر في نقل صورتها من جواه الى جوانيتنا !!
10-10-2010 12:19 PM
مناور الخليلي
بعد طول انتظار احسنتو الاختيار يا جراسا
حقا انها قصيدة قوية جدا
قرأتها اكثر من مرة ورافقت الشاعر في اختلاجاته وقفزاته وتوصيفاته
رائعة
10-10-2010 01:19 PM
♥ نبضات قلب ♥
نص ممتع جداً وكلمات جريئة جداً من رجل شرقي ....
اعلن حبه في زمن يعتقد فيه ان الرجل الشرقي ليس من الشهامة ان يعلن ذلك ......
حروف ....تخرج بغاضب من قلب طال صمته ليعلن لحبيبته ان الهوى الصامت اصبح لايطاق فخرجت هذه الكلمات المجنونة بأسلوب هستري جميل جداً وبتفاصيل جميلة اعطت الحرية للعاشقين لكي يعبرا بفرح عن هذا الجنون .........
..........
نصك رائع واكثر من ذلك .......احييك على هذه الشجاعة الراقية ............
.......................
انتظروا .............بقية نبضة :تركت ُ ظِلّي ،
وأتيت ُ إلى كفّك ِ
نَقْشا ً حُلْوا ً
وبرقا ً يستكينْ !...........................................♥ نبضات قلب ♥
10-10-2010 01:22 PM
الى نبضات قلب
بانتظارك دائما .. وتحية خالصة لكِ من قلب جراسا نيوز ومن قلب خان يونس حيث مسقط الابداع !!
رائده
10-10-2010 01:39 PM
هاشم
من مثلي ، وأنت ِ
في قراراتي ، أبراج ُ اليمام ْ
و شَعْفة ُ سروة ٍ طروب !
ألا من مثلي
وأنت ِ في صلاتِك ْ
في تجلّيك ِ السابح
من مثلي
والحَب ُّ بين يديك ِ عَصْف ٌ
والرّيْحان !!!!

اقتباس الدلالة والصورة القرانية هل هو مجاز؟؟
10-10-2010 02:17 PM
إلى العزيزة رااااائده
شكراً على التحية الجميلة كجمال ابداعاتك ...........
وإليك نبضة ممزوجة بالحب ومعطره بالياسمين .....من قلبي ................♥ نبضات قلب ♥
10-10-2010 03:41 PM
محمد البرغوثي
ليعذرني الشاعر وارجو ان لا يفهمها على غير مقصدها
انني متابع للكتابات الشعرية الممتميزة
لقد قرأت تعليق المحرر واتفق معه لكن هناك صور قريبة من شعر نزار قباني
لكن هذا النقد لا يمس القصيدة بسوء خاصة ان قباني مدرسة شعرية مشهود لها
جميلة قصيدتك وبانتظار المزيد يا جراس
10-10-2010 03:57 PM
إيناس
إصرار جميل......وجنون في الحب أجمل.......
رائعة تلك المشاعر والكلمات...........................
10-10-2010 06:25 PM
صاحب الوعد
عذرا لن أجامل ... لا تغريني هذه الكلمات ..
فهي في الغالب تثير أوجاعا من الفراغ .... تنبت هموما من الفتات ..
تضيعني هذه الكلمات في عوالم من مثالية مصطنعة ... حتى و إن لم تكن عند كاتبها كذلك ..
و أنا حقا شرقي ... و أرى أنه ليس شهامة أن يعلن الشخص عن من يحبه للعالم كله ..فما بالكم بوصف هذا الشخص و الأوقات معه وصفا مفصلا ..
لو كان الأمر بيدي ... لاستبدلت كل هذه الكلمات بكلمة واحدة : لا تقلقي, ستكونين بأمان ........ أو ربما بأغنية سبيستون الشهيرة :"صغيرتي ستنام , بهدوء و سلام .. " ههههه

نكون معهم .. و نخاف أن نصير مثلهم .. نخاف أن نضيع من أنفسنا .. كما سبق و ضعنا ربما... و عندئذ نختارما يدعونه (الهرب).... و لكننا نحن لا نسميه هربا .. نسميه شيئا آخر ...و ليظن الجميع ما يشاء ..

أتمنى أن أرى شيئا مرحا يوما ما .. أتمنى أن أرى شيئا بسيطا.. شيئا يشبه الطفولة ربما ... لا أدري ....
تحية للمرح .. تحية للفرح ...........
10-10-2010 11:26 PM
ناصر الريماوي
جميلة هذه الغنائية من الشاعر، كنتُ أتمنى لو بمقدوري أن أقدم تحليلا كافيا ولكني لست بناقد أو محلل... فقط متذوق لكل ما هو جميل ...
لكن ذلك لا يمنع من الإدلاء بما يمليه ضمير المتلقي... فالشاعر متمكن من أدواته وصوره جميلة ومبسطة ...هذه القصائد غنائية ، والجمع بين الحسي والفردي والعام سمة الحاضر في الطرح، تنم عن خبرة وتجربة... رائدة شكرا لإختيارك
وتحياتي للشاعر
11-10-2010 03:36 AM
ايمان البنا
الحب حاله انسانيه جميله والاجمل اعلان الحب .....كمتذوقه للشعر جميل وممتع وجذل تنساب الصور بسلاسه .فعلا استمتعت ولكن هناك نقطه اختلاف مع الشاعر وطبعا لن نستطيع ان نفرض على اي حاله ابداعيه رأينا ولكن وجهه نظر ...ازعجني انحرافه قليلا عن الرومانسيه واشعر هنا انها بدل اعلان حب اصبح فضيحه حب .هذا لا يعيب الشاعر الناس اذواق فمثلا نزار قباني كتب لكل الاذواق ولكل الحالات ولكن انا اعتبر الحب حمايه وشئ خاص جدا حتى عندما يقرأ تشعر انه يلامس شغاف القلب ولكن عندما نجنح بالحب الى......... يسحب بعنف من القلب ليأخذ منحا اخر . استذكر كلمات اغنيه لعبد الحليم كلمات بسيطه ولكن روعتها بسياج الحمايه للمحبوبه .......لا تخافي واهدأي ياصغيرتي ...اخفي هواك عن العيون ...لا تبالي انني يا حبيبتي ...فكيف مني يعرفون ...حبيبتي انا من تكون ...صغيرتي انا لم اقل شيئا...فحرصي عليك كحرص نفسي .....تحياتي للشاعر واتمنى ان تتقبل منا واعلم ان الطريق وعر وعليك الصمود
11-10-2010 07:30 AM
لمـــيس
هي قصيدة ....وما يعيبها
سوى انها قصيدة ..ََََََََََاحتوت على كثير من الصور الفنية الرائعة ....فضلا عن التشبيهات الاكثر من رائعة
لم اقصد نقده حينما قلت ما يعيبها سوى انها قصيدة ...فهي احتوت على
مشاعر انسانية قد يخفيها البعض منا ....خوفاً من تبيانتها كما ذكر صاحب الوعد
جميل جداً ما خطه صاحب هذا القلم
11-10-2010 02:15 PM
الى القاص الجميل ناصر الريماوي
جميل ان أراك مجددا هنا .. وأثمن مداخلتك .. وبانتظارك دائما
رائده
11-10-2010 02:38 PM
إلى صاحب الوعد
اولاً تحياتي لك ......
اتفق معك على انه ليس من الشهامة ان يعلن الشرقي عن حبه على الملاْ
وانه ايظاً ليس من الاخلاق بشيء ان يروي تفاصيل .......ولكن من الجميل ان يعلن فقط لمحبوبته ما يجول بخاطره .....فالكثير من الشرقيين لايستطيعون او لا يريدون ان ينطقوا بكلمة حب خوفاً على الهيبئة وعلى ان ينتقص من الشهامة في شيء امام من يحبوا ......ويبقى الصراع دائر في حنايا قلوبهم ......وهذه قصيدة جميلة لا اكثر ولا اقل ..............
...........
تقبل مروري ....واعذرني على المداخلة وعلى الازعاج .........♥ نبضات قلب ♥
11-10-2010 03:25 PM
إليك صاحب الوعد
أويدُ عزيزتي نبضات بما كتبت....والحب أحيانا يفضح صاحبه وإن حاول إخفاء حبه..
إن أحببت يوما بحق.. ستُجن مثله وأكثر..........وإن إختصرت الكلام بلا تقلقي...من أين سيأتي الشعر وتلك الكلمات ؟!!..دعهم يكتبوا ويعبّروا..لنقرأ نحن ونشعر بهم....
************
ونحن مثلك نتمنى أن نرى شيئا مَرحا بسيطا...ما رأيك أن تُرنا أنت ....؟!..وهل هناك أجمل من الطفولة....!!....تحية للمرح..وتحية للفرح....وتحية للطفولة...وتحياتي لك عزيزي..........
إيناس
11-10-2010 06:36 PM
صاحب الوعد
عذرا , لم أقل أن القصيدة ليست جميلة ,و لم أقل أن الكاتب ليس مبدعا ... بل على العكس تماما , التصاوير رائعة .. لغة محكمة القوة .. و اختيار أروع للكلمات المناسبة في مواقعها .. بل أني أعتقد - و بما أن الكاتب ما زال في العشرينيات- أنه قادر على مضاهاة عظماء الشعر في هذه الساحة يوما ....

و لكن عندما يقرأ أحدنا نصا (أدبيا بالخصوص), يجب أن تكون القراءة هذه واعية .. ناقدة , لا تكتفي بتلقي ظاهر ما في النص كأنه الحقيقة الوحيدة ... بل يجب أن تغور فيه لتصل إلى ما يخفيه .. إلى ما يعنيه , إلى ما يرمز إليه ...

ما قصدته بكلامي عن المثالية.. هو أن لا مرأة بتلك الروعة لتستحق كل هذا الكلام ... و لا رجل بهذه الروعة لينطق بكل هذا الكلام( ببساطة ), بل إن كثيرا من هؤلاء الشعراء لم يعرفوا الحب المستحيل الذي يتغنون به يوما ..... بل هو بالنسبة لهم غاية يقصدونها على الدوام .. و نادرا ما تحصل لهم..
ما في الأعلى جميل جدا ... لكني أفضل شيئا أكثر صدقا و واقعية .. أكثر بساطة ...

و من ثم .. و ليس في عرف (الشرقيين) فقط .. بل في العالم كله ,في العرف, الرجل النبيل لا يتحدث عن نسائه .. لا يصفهن لإحد .. و لا يصف الأوقات معهن لإحد...خوفا عليهن و حماية لهن ... حقا كنت أريد أن أذكر الأغنية التي ذكرتها الأخت (إيمان البنا) , و لكني لم أرد أن أثقل عليكم ..

نبضات قلب :
تحية لكِ و أتفق معكِ .. و لكن الأمر إن زاد عن حده انقلب شيئا آخر ... و معظم العاشقين هذه الأيام نادرا ما يكتفي بمحبوبة واحدة ,بل كل مدة يغير واحدة .. فأي شهامة في قول : "أحبكِ" ؟؟؟
أظن عليكِ أن تعذري الرجال أحيانا ... فالنفس العفيفة تأنف عن ما يخالطه القبح و الدنايا.. و كل هذا من باب الشرف و الشهامة طبعا ...

النساء بشكل عام تغريهن الكلمات و ينسين ما وراءها ,, هي حقيقة فالرجل يعشق بعينيه و المرأة تعشق بأذنيها .... و المرأة دائما ترغب بإن تكون آخر من يدخل قلب الرجل و ليست تبالي بتاريخه .. على العكس تماما من الرجل ..

إيناس :
تجية لكِ أيضا , اعذريني , فلست أظن أن الجنون يجب أن يكون مرافقا للحب ... بل أجمل الحب هو ما يكون بوعي ... لا يغيب عندما يعود المرء إلى رشده ...
و ما قصدته ب"لا تقلقي " هو أن صدق الرجل يكمن في بساطته .. من غير أن "يلف و يدور"
و هنا تماما تكمن مأساة الحب .. فالمرأة تبحث عن من يغرقها بجميل الكلام , و صدق الرجل عادة ما يترافق مع بساطته و بساطة كلماته و قلتها ..

طبعا لست ادعي الفهم الخارق و لا احتكار الحقيقة .. ما أقوله مجرد كلام مبني على أساس و مشاهدات, و هذا الكلام يحتمل الصواب و يحتمل الخطأ ...من كان عنده رأي آخر ... ليتكلم

تحياتي و شكري جميعا ... و عذرا على الإطالة
12-10-2010 08:07 AM
عبير الجوري
نص جميل لم أقرأه بل تسلل عطر شذاه الى اعماق روحي .


ما أجمل هذه العاطفه الساميه وما أجمل أن نعيش لحظات الحب الغامره وأن نشعر من خلالها

أننا على قيد الحياه .

صاحب الوعد ليس عيبا ان يعبر الرجل الشرقي عن مشاعره وحبه تجاه من يحبها على شرط أن تكون الحبيبه هي الزوجه لما سؤل رسول الله صلى الله عليه وسلم من احب الناس اليك قال فورا عائشه قيل له نسألك عن الرجال يا رسول الله .

الاجابه العفويه السريعه كانت بالاعلان عن حبه لزوجته عائشه .

لما لا نتأسى بهذا النهج الكريم المبارك صدقني هناك من الرجال والنساء من يستحقون أن

يكتب بهم دواوين من اشعار الحب والغزل .

هناك من يستحق ..وهناك من تستحق ....وسيبقون نبلاء على الرغم من التصريح بحبهم

وجرب مره أن تأخذ عيني محب لترى بهما كيف يرى محبوبه وبأي عين .
12-10-2010 03:33 PM
إلى صاحب الوعد
بالتأكيد أجمل الحب ما يكون بوعي لا يغيب عندما يعود المرء لرشده...هُنا أتفق معك تماما.....
لكن عندما نعشق بصدق نصل إلى مرحلة الجنون التي لا شفاء منها..جنون لا يغيّب العقل كاذي نعرفه...بل جنون من نوع آخر ...جنون يخلقُ إبداع....كمجنون ليلى...صدّقني ستدرك ما أعني عندما تُحب بوعيك.....
اللف والدوران في الحب ليس مرغوبا لدي..تكفي كلمات بسيطة ..قليلة..صادقة يتبعها فعل يثبتها..
وما قصدته عندما نكتفي بلا تقلقي من أين سيأتي الشعر وكلمات الحب والغزل..؟؟

تحياتي لك مرة أخرى أيها الرجل الشرقي...
إيناس..
12-10-2010 03:56 PM
صاحب الوعد
عبير .. جميل ما كتبته ... و بالفعل .. النص يتسلل إلى الروح .. مع تأكيد اعتراضي على بعض ما جاء فيه .. من حيث العقل ..
و أتفق معكِ تماما في ما وجهته إلي...و أود أن أسمع أكثر أيضا ...
مجرد سؤال و لست مجبرة على الإجابة: هل ما علينا البحث عنه هو الحب أم النبل , و متى برأيكِ يلتقيان؟؟؟

إيناس ...
بصدق .. لا مجنون ليلى و لا حتى أي مجنون (بفوت براسي)
مجنون ليلى .. أتى بعده من يدعي أنه لم يجن إلا بعض الجنون .. هههههه
"جنون يخلق الإبداع ".. أعجبتني طريقة تعبيرك و لكن : "احبب حبيبك هونا ما ... "
جميل وجودكِ يا إيناس ...حقا ألفت كلماتك ... أتمنى لكِ دوام السعادة و الرضى

تحياتي جميعا
13-10-2010 09:34 PM
إيناس
أحبب حبيبك هونا ما............هُنا غلبتني
ربما مأساتي أنني أُحب بكل إخلاص وقوّة...وأنسى ذاك الحديث الشريف
..تحياتي صاحب الوعد
14-10-2010 03:59 PM
ريم.....من خانيونس
قصيدة قوية جدا وأكثر من رائعة....
فى الحقيقة....لقد تعبت جدا وأنا أقرأها...وأحاول أن أسبر غور معانيها...وكما قال مدير التحرير: (نص متعب بحق..).ولكنه ممتع...وجميل جدا
أهنئك يا شاعرنا الواعد وأتمنى لك مستقبلا زاهرا...وفى إنتظار المزيد من إبداعاتك
16-10-2010 02:49 AM
من هنا نبدأ "كفرت بالفصحى التي تحبل و هي عاقر"
في وعكتي الصحية علمت ما معنى الصحة فيبدو أن المرض يعرفك بقيمة الصحة و نعمائها و يجعلك تشكر الله جل و علا على نعمه السابغة...
فأحمدك ربي كثيرا أن جعلت المرض لنشعر بالصحة و قيمتها و أن جعلت الظلمات كي نشعر بالنور و جماله و أن جعلت القبيح لنشعر بالجميل و أثره في النفس...
و العكس يأخذ المعنى ذاته فإذا لم تر الا القبيح و لم تر الجميل فسوف تختلط عليك المعاني و لعلك تظن القبيح حسنا!!
هب أن -حلوة هب هنا- رجلا كان بلا قدمين في مكان يعيش في أناس بلا أقدام فسوف يظن أن الأصل هو أن يكون الإنسان بلا قدمين!!
قرأت هذه الكتابة لصدقي ممدوح و جال بخاطري قصيدة أبي القاسم الشابي "صلوات في هيكل الحب" و مر بذهني المرهق آخر الفحول "محمد مهدي الجواهري" جمال العبارة و قوة التأثير و الفصحى التي ننحني لها إجلالا و مر بخاطري قول الأعشى:
ودع هريرة إن الركب مرتحل و هل تطيق وداعا أيها الرجل.. و كنت ذات مرة أستمع إلى عميد اللغة العربية الدكتور ناصر الدين الأسد و كان يشرحها شرحا مغايرا تماما ما ورد في شروحات علماء اللغة بيد أن الدكتور ناصر الدين كان مقنعا فهو بحق أستاذ اللغة الأول....
عدت لنفسي بعد أن قرأت ما كتبه صدقي ممدوح و أرهقني أن هذا يسمى شعرا!! فهل هذا شعر!! ثم فكرت ماذا نستفيد من كلام لا قيمة أدبية فيه و لا أخلاقية و ليس له هدف؟؟
ثم عدت مرة أخرى و وجدت الإجابة الشافية نعم أجمل ما في كتابته أنه لا قيمة له!! اذ لولاه و لولا نزار قباني ما عرفنا قيمة مهدي الجواهري و لا قيمة أبي القاسم الشابي!! اذ لولا الظلام ما عرفت قيمة النور!!
هل هذا شعر!! و هل هذه صور فنية!!
وتنزوين َ تحت الجفن ِ
حُبُور َ غُصْن ٍ
أتثاءب ُ نهدَك ِ
أتكاسل ُ نهدَك
أتجاوب ُ نهدَك
أتناوب ُ نهدَك ، جوابا ً وقَرَار ْ !
تتثائب ماذا!! و تتكاسل ماذا!!
هل هذا شعر و أدب!!
أنت ِ لي
حين يَصْهل ُ في عِرْقي فَيْلق
لقد صهلت فوق رأسك و فوق رؤوس إخوانك فيالق اليهود و والله ما تركوا مكانا فيهم و فينا إلا أذاقوه صهيل الفيلق!! فأي قلب لديك!!
تذكرت أبا سفيان عقب غزوة بدر إذ أقسم أنه لن يمس طيبا و لن يقرب النساء و لن يقيم حفلا حتى يثأر من النبي الكريم و أصحابه و كان له ما أراد و رأيت حال اليهود أُسِر جندي من جنودهم فأقاموا الدنيا و ما أقعدوها و قتلوا و شنعوا و أرهبوا و دمروا ثم يأتي صدقي ممدوح و يصهل في عرقه فيلق!! أي فيالق يا هذا و أي نهد و أي تناوب بين صد و رد!!
ثم عدت لنفسي بعد أن كظمت غيظي و جرعت مرارة في حلقي و نفسي ما هي المشكلة يأتي شخص لا يعرف عن اللغة العربية و عن استعمالها الا النهد و فيالق العروق و فوق رأسه فيالق الجيوش و الصواريخ فهل هذا شعر!! أم أنني أصبت في تفكيري و الناس يستمتعون بالصور الفنية النهدية و أنا لا أستطيع أن أتناوب نهدا على الملأ كما يفعل صدقي ممدوح!! هكذا يعبر عن حبه شخص أهله مكلومون بسبب القتل و الدمار!!
لما سُئل النبي الكريم من أحب الناس إليك؟ قال عائشة و ما تردد في أن يعبر عن حب زوجي طاهر عفيف أمام لفيف من الرجال الكرام يفهمون منطق الحب السليم و منطق العفة و الرجولة و الوفاء و الإخلاص إن حب النبي أساسه الإخلاص و الوفاء و الحب اليوم أساسه "للمتعة فقط" و كان الأجدر أن يكون تعلم الوفاء و الإخلاص في الحب أهم من تعلم تجاوب النهد بين اخذ و رد...
ثم عدت بنفسي الى شاعر المهجر أحمد مطر إذ قال ذات مرة
كفرتُ بالأقـلامِ والدفاتِـرْ .
كفرتُ بالفُصحـى التي
تحبَـلُ وهـيَ عاقِـرْ
كَفَرتُ بالشِّعـرِ الذي
لا يُوقِفُ الظُّلمَ ولا يُحرِّكُ الضمائرْ .
...لَعَنتُ كُلَّ كِلْمَةٍ
لمْ تنطَلِـقْ من بعـدها مسيرهْ
ولـمْ يخُطِّ الشعبُ في آثارِها مَصـيرهْ
لعنتُ كُلَّ شاعِـرْ
ينامُ فوقَ الجُمَلِ النّديّـةِ الوثيرهْ
وَشعبُهُ ينـامُ في المَقابِرْ .
لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يستلهِمُ الدّمعـةَ خمـراً
والأسـى صَبابَـةً
والموتَ قُشْعَريـرهْ

لعنتُ كلّ شاعِـرْ
يُغازِلُ الشّفاهَ والأثداءَ والضفائِرْ
في زمَنِ الكلابِ والمخافِـرْ
ولا يرى فوهَـةَ بُندُقيّـةٍ
...حينَ يرى الشِّفاهَ مُستَجِيرهْ !
ولا يرى رُمّانـةً ناسِفـةً
حينَ يرى الأثـداءَ مُستديرَهْ !
ولا يرى مِشنَقَةً
حينَ يرى الضّفـيرهْ !
**


و أخيرا قال:

لعنتُ كلّ شاعِـرٍ
لا يقتـنى قنبلـةً
كي يكتُبَ القصيـدَةَ الأخيرهْ

فما أدري هل هذا شعر أم أن هنالك سرا وراء الفيلق الذي يصهل في عرقه؟؟
17-10-2010 02:53 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات