اللواء الحواتمه يؤدي واجبه


إحدى ظواهر النقد التي يمارسها البعض من ابناء الوطن ، لا تتعلق بالنقد الايجابي ، فهو حق من حقوق البشر ، شريطة أن يبُنى النقد على حقائق وحوادث ونلم بها ونطلع عليها ، لكنها تتعلق بالنقد السلبي وعلى طريقة "عنزة ولو طارت " دون معرفة الحقيقة ولمجرد الخوض مع الخائضين ،فباتت شيمة البعض التسرع بالحكم وتوجيه النقد السلبي المكحل بالسب والإيذاء الشخصي ، مع إضافات لا منطقية لا صحة ولا اساس لها نشاهدها على مواقع التواصل كثيرا.

اسوق المقدمة هنا للحديث عن حادثة السير التي جمعت اللواء الحواتمه مساء امس السبت، وهو خارج عمله الرسمي مع سائق شاب يسوق بطيش وسرعة خطرة ، فتبين ان كل المعلقين الذين كتبوا بغضب وتحليل حادثة اللواء الحواتمه مع السائق، لا يعرفون بالضبط تفاصيل الحادثة التي دفعت مدير الأمن الى ايقاف الشاب ، فالفيديو يظهر فقط ماحدث من جدال ، لكن ما قبل ذلك لم يشاهد احد ما حدث ولم يكلف احد نفسه لانتظار الحقيقة .

عندها انتظرنا الحصول على كامل القصة وشاهدنا نصف الحادثة وليس كلها من خلال الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل ، واحطنا بالمعلومات ، فتبين ان الشاب يقود سيارته بتهور واندفاع وسرعه ، مما يشكل تهديدا لحياة الناس ولنفسه ، وكانت سيارة اللواء الحواتمه ومعه بعض ابنائه تسير بنفس الشارع ، تراقب سلوك الشاب وسط الشارع ، فتصرف اللواء الحواتمه كمواطن عادي ومن ثم كرجل أمن يرفض هذا السلوك المخالف للقانون و مكلف ايضا بحماية ارواح البشر ، فطلب من الشاب التوقف ،فلحقه ، وطلب اليه التوقف والنزول ، وبكل تأكيد كان يمكن للواء الحواتمه الابلاغ عن السيارة وايقافها واعتقال الشاب ، لكنه الرجل آثر ان يعالجها بعيدا عن اجراءات السير ، لكن السب والشتم والعصبية التي اظهرها الشاب دفعت الأمور الى ما وصلت اليه ، ثم انتهت القصة وغادر الجميع الموقع .ويبدو من صوت احد المتواجدين الذي حضروا الحادثه انه كان يطالب الشاب باحترام الرجل بقوله هذا عيب .هذا مدير الأمن .مما يثبت ان اللواء تعرض للسب والشتم وخرج لمعالجة الحالة .

اسوأ ما جرى هنا ، أن البعض نقل الحادثة ووضعها تحت عنوان غريب بالقول ان اللواء الحواتمه يعتدي على " ابن عباد " ويسب ويشتم العبابيد!! ولكن خال الشاب وهو رجل محامي اكد ان اللواء الحواتمه لم يشتم ولم يسب ، وهذا واضح من خلال الفيديو المنشور .وهل كان اللواء الحواتمه يعرف ان الشاب من عائلة عباد حتى يشتم ويسب العائلة والهشيرة ، او يتصيد له لأنه من عشيرة عباد !!

لا ينفي احد ولا يستطيع احد ان ينفي ظاهرة التهور والسرعة الزائده و " التخميس " وغيرها من السلوكات الشائنه التي يمارسها الشباب اليوم وسط الشوارع الرئيسة وما تؤديه من حوادث مؤلمة وخسائر بشرية ومادية ، لكن نصيب هذا الشاب ان يمارس هوايته بسرعة وتهور على مرآى اللواء الحواتمه .

لا يحتاج الأمر الى تحليل وشطح وقدح وذم وتفسير سلوك اللواء الحواتمه في هذه الحادثة بوصفه تسلط وجبروت كما ذهب البعض ، فالرجل كان مديرا عاما لقوات الدرك ، والكل يشهد بعلاقته الطيبة مع الناس وحسن ادارته لكل الأزمات ، وما قام به من تصرف يكافأ عليه ولا يعاتب به ، فعلى الأقل تحرك الرجل من موقع المواطنه إن شئتم او من موقع المسؤولية لوقف سلوك متهور وسط الشارع ، كان ممكن ان يؤدي الى حوادث لا يعلمها إلا الله . ومن المعيب ايضا ان ندرج حادثة تقع كل يوم وسط شوارعنا ويتصدى لها رجال الأمن والسير على أنها استهداف للمواطنين او يتم ادراجها تحت مسميات عشائرية بغيضة ،بل ويشطح البعض بالتحليل أنها بدايات قمع وارهاب يهيأ لها في بلادنا ! بل وربطها البعض بصفقة القرن وغاز الاحتلال !!

كنا ولا زلنا نطالب بملاحقة كل من تسول له نفسه تعريض حياة الناس للخطر ووقف ممارساتهم التي تشكل تهديدا لهم وخاصة ظواهر السرعة والتجاوز والتخميس في وسط الشوارع والساحات ، فما الذي حدث اليوم حتى نساند الطيش والزعرنه ونتهم الصالحين في بلادنا من رجال الأمن والسير بالتسلط والجبروت ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات