ظاهرة "التقنفذ" في مجتمعنا


تقول الابحاث البيولوجية ان لدى حيوان القنفذ الطبيعي اكثر من (5000) شوكة حادة, وعند شعور القنفذ بالخطر يستطيع خلال جزء من الثانية ان يتأخذ شكلا يشبه كرة من الشوك تغطي جميع اعضاء جسمه دفاعا عن نفسه, وتكون كل شوكة من هذه الشوكات بمثابة ابرة حادة, يقوم هذا الحيوان الصغير بمراقبة الفرائس او الاعداء بمهارة وكفاءة عالية, ويقوم بمناورات عسكرية غريبة عجيبة عجز عن تفسيرها اشهر علماء البيولوجيا, وعند زوال الخطر يعيد ترتيب شكله من جديد ليصبح حيوان صغير وكأنه يرتدي سترة قصيرة من الشوك في اعلى ظهره, ويروح بنظراته التلصّصية هنا وهناك, ويسير على الارض بخطى مطمئنة بأربعة ارجل قصيرة ناعمة, وانف مستطيل واذنين شبه دائرتين.

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة, فقد بدأت ظاهرة التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض بالانتشار التدريجي في مجتمعنا يوما بعد يوم, ويمكن تلخيص هذه الظاهرة بان يقوم بعض الاشخاص بإطلاق عدد كبير من البدع الاجتماعية, او اطلاق عدد كبير من الاشاعات المغرضة, او اطلاق عدد كبير من الرسائل المحوّلة التي ليس لها طعما ولا رائحة ولا لون, او اطلاق عدد كبير من التغريدات المتناقضة في جميع الاتجاهات, مع ان مثل هذه البدع الاجتماعية, والاشاعات المغرضة, والرسائل المحوّلة الهابطة المضمون والرخيصة الشكل, والتغريدات المتناقضة, كل ذلك يشبه تماما ما يطلقه القنفذ الطبيعي من الاشواك الحادة والاشواك السامة في آن واحد لارهاب من حوله.

التقنفذ بالأشواك السامة لدى البعض, يعني اختباء المتقنفذين خلف اشواك بعض البدع, وخلف اشواك بعض الاشاعات, وخلف اشواك بعض الرسائل المحوّلة, وخلف اشواك بعض التغريدات, واغتنام الفرض لنشر الفساد بين الناس, وبث الفتن بين البشر, وافتعال المشاكل عند خلق الله, وتعظيم السلبيات لدى البعض, وتصغير الايجابيات لدى البعض الاخر,..نعم التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض, يعني ان يسرق هؤلاء فرحة الناس, وان يخطف هؤلاء امل الناس, وان يرمي هؤلاء الناس بسهام الحقد الحبيس, ورماح الحسد الدفين, وان كان لدى حيوان القنفذ الطبيعي اكثر من(5000) شوكة حادة, فان لدى المتقنفذين ضد الناس اضعاف اضعاف هذه العدد من السلوكيات السامة.

ظاهرة التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض, تعني فشل هؤلاء المتقنفذين في الانخراط في مكونات المجتمع, وتعني اخفاق هؤلاء المتقنفذين في التكيف مع ثقافة المجتمع, وتعني هروب هؤلاء المتقنفذين من مواجهة حقائق المجتمع,..لقد احاط هؤلاء المتقنفذين انفسهم بأشواك سامة من جميع الجهات, ثم ان ظاهرة التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض تعني كره النفس وكره المجتمع, وتعني جلد الذات وجلد المجتمع, وتعني تدمير النفس وتدمير المجتمع, هذه الظاهرة للأسف الشديد تحاول ان تأخذ جزء من عقول وعواطف الناس, وتحاول ان تأخذ جزء من وقت الناس, من خلال وسائل التواصل الاجتماعي, هؤلاء ليس لديهم اية مبادئ ايجابية, فهم كعنصر الزئبق سرعان ما تهبط قوامهم, وهم كورقة التوت سرعان ما تسقط صفراء على الارض لينكشف امرهم, ولديهم للأسف الشديد تمييز جيني وراثي لمن حولهم بطريقة خفية.

والغريب في الامر ان هذه الظاهرة منتشرة بشكل واسع وملحوظ لدى شعوبنا وامتنا التي تدعي الايمان, وغير موجودة عند الشعوب والامم الاخرى التي نتهمها بالكفر, وقد يتساءل البعض هل ظاهرة التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض تعمل كتيار, ام تعمل كحزب, ام انها تعمل كمذهب في مجتمعنا؟ ام ان هذه الظاهرة تمارس بشكل فردي هنا وهناك, الاعتقاد السائد لدى الكثيرين ان ظاهرة التقنفذ بالأشواك السامة عند البعض تعمل بشكل تيار يشبه التيار الكهربائي, ويقاس هذا التقنفذ بوحدة (الأمبير)..كيف لا وتنشط هذه الظاهرة في الظلام, تماما كانتشار القنافذ واستيقاظ اشواكها السامة ليلا.

من صفات القنفذ الطبيعي سرقته لغذائه, وعدم غيرته على اناثه, وتبعيته لم يرمي له العظام,..ولمعرفة عدد اسنانه يمكن وضعه في قليل من الماء الدافئ, فبالماء الدافئ يرفع رأسه فوق سطح الماء قليلا, ويفتح بحذر نصف فمه مبتسما بسمة صفراوية,..فهو (يطيش على شبر من الماء), ولا يجيد السباحة, ولله في خلقه شؤون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات