ترامب يعود الى سوريا من اجل سرقة النفط


بلغة غليظة فجة وبأسلوب غوغائي وسوقي ممجوج طغىت عليه مكاره العنجهية والغطرسة والكبر وبتفاخر أعمى وزهو أحمق وباستعراض اخرق لسارق بلطجي ولص محتقر يتصرف كزعيم شرير لعِصابات المافيا وراعي ارعن لقطعان المجرمين وقائد منفلت لميلشيات قطاع الطرق يبتز بوقاحة ويعتدي بسفالة ويستغل بقذارة.

قال ترامب قبل أيام قليلة خلال مؤتمر صحفي عقد بشأن العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتل زعيم داعش البغدادي (ما أعتزم القيام به ربما يكون عقد صفقة مع شركة " اكسون موبيل " أو إحدى شركاتنا لتذهب إلى هنالك لإعادة توزيع ثروة النفط السوري الذي غذى تنظيم داعش وعملاته ويجب ان نأخذ نحن حصتنا منه وسأقوم بصفقة مع شركات عالمية بهذا الخصوص).

تذكرون كم من المبررات والمصوغات الكاذبة التي قدمها وساقها ترامب لتبرير سحب القوات الأمريكية من سوريا حين وصفها بأنها ليست سوى بلاد ( الرمال والموت ) وشكك في ثقته بولاء وقدرات المقاتلين الأكراد الذين كان يدعمهم لوصوله إلى غاياته المبيتة وها هو اليوم وبعد مكالمة هاتفية مع " مظلوم عبدي " القائد العام لقوات سورية الديمقراطية أكد خِلالها تراجعه عن قرارِه بسحب قواته وبين أنها ستبقى في شِمال شرق سورية لفترة طويلة حيث أعاد إرسال الجنود والدبابات والعربات المدرعة للسيطرة على مناطق احتياطات النفط في الحسكة وشرق دير الزور لسرقة النفط السوري بذريعة حمايته من السقوط في أيدي قوات الدولة الإسلامية ( داعش ).

بينما أعلن ترامب نفسه في أكثر من مرة عن انتهاء الحرب مع " داعش " وان امريكا انتصرت عليه حتى أنها أخيرا تمكنت من تصفية زعيمه أبو بكر البغدادي وهو ما يؤكد انتفاء ذريعة بقاء القوات الأمريكية في سوريا وسقوط شرعية محاربته لداعش فلماذا لا يرحلون ومن غير المستبعد أن يستولي ترامب عبر شركات أمريكية مثل " إكسو موبايل " و" شيفرن" على النِفط السوري وتصديره وجني عوائده إلى الخزينة الأمريكيّة لتغطية تكاليف القوات الأمريكية المتواجدة على الأراضي السورية أو دعم حركات وقوى المعارضة السورية المختلفة.

ما تفعله امريكا حاليا من وضع اليد والسيطرة على حقول النفط شرق سوريا بعدما استعادها المقاتلون الأكراد " قوات سوريا الديمقراطية " من تنظيم الدولة يدل بكل بساطة على عقلية عرفت عبر التاريخ ( باللصوصية ) الأمريكية التي خالفت كل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وضمن تصرف الان لا يليق برئيس دولة عظمى خاصة بعدما كشفت وزارة الدفاع الروسية عن قيام واشنطن بسرقة النفط السوري وتهريبه الى خارج البلاد لتكريره تحت حراسة العسكريين الأمريكيين شرقي الفرات قبل وبعد دحر إرهابيي داعش وقد نشر الروس صورا فاضحة كشفت المستور تم التقاطها بالأقمار الصناعية لقوافل من الصهاريج تتجه إلى خارج سوريا وقد وصفت موسكو هذه العملية من خلال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف بـ ( سطو ونهب على مستوى الدولة ).

الحقيقة المؤكدة أن ترامب لا يريد أن يمنع احتياطات النفط والغاز السورية من الوقوع في يد داعش كما يدعي زورا وبهتان وإنما يريدها ان لا تقع تحت سيطرة القوات السورية النظامية لحِرمان الدولة السورية من هذه الثروة (350 ألف برميل من النفط يَوميا ) لاستِخدامها في سد احتياجاتها من الطّاقة أولًا وتَوظيف ما يتبقى من عوائدها في مشاريع إعادة البناء والأعمار.

لقد تحولت مهمة الولايات المتحدة من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظّمة إرهابية في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار النظام السوري على تغيير سلوكه عبر مصادرة نفطه حيث تحاول إدارة ترامب جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة من أجل إجبار القوات السورية والروس على قبول مطالبها واستثمار تواجدها في شرق سوريا كورقة لتأمين مصالحها ومصالح ربيبتها " إسرائيل " في اي تسوية للازمة السورية مستقبلا بعد ان فقدت كل أوراقها هناك بفضل صمود الشعب والجيش السوريين إضافة إلى سعيها لتحقيق الهدف الأكبر بإبقاء الخنجر الأمريكي مغروس في خاصرة سوريا بهدف استنزافها وضرب الجهود التي تبذلها الحكومة السورية مع حلفائها لفرض سيادتها على كامل الأرض السورية ومحاولة إعادة الحياة فيها الى سابق عهدها.

في عام 2016 شن ترامب هجوما لاذعا على إسلافه الذي خاضوا الحروب في العراق وأفغانستان وسوريا دون ان يحصلوا على " غنائم " تلك الحروب وقال بالحرف الواحد "في الأزمنة اللاحقة عندما نخوض حرباً ستكون الغنائم من حق المنتصر".

من العار والذل والهوان أن يصمِت العالم الحر على هذا ( الاحتلال الأمريكي غير الشروع ونَهب الثروات غير قانوني ) والسرقة المنظمة في وضَح النّهار من هذه الدولة المارِقة التي أثبتت أنها أشد خطَرا واختِراقًا للقانون الدولي من داعش نفسه التي تدعي محاربته وهي الراعي والداعم الأول لجميع أعماله الإجرامية ومن المصداقية القول ان لا العراق ولا سوريا دخلتا في حرب ضد امريكا حتى تشن امريكا حربا عليهما وتقوم بسرقة ثرواتهما تحت اسم " غنائم " حرب فأمريكا هي المعتدية وهي التي غزت البلدين دون أي حق او مسوغ شرعي او قانوني.

هذه امريكا المتوحشة التي تدعي رئاسة العالم الحر تحتل الدول تحت ذرائع الديمقراطية وحقوق الإنسان وسِيادة القانون أليس ذلك أمر صادم ولا يصدقه عقل او عاقل او يقبله منطق لكنه غير مستغرب من ( التاجر ترامب الشيلوكي الجشع ) الذي لا يفهَم غير لغة التربح والصفقات وجمع المال بأي وسيلة مهما كانت منحطة او قذرة مع معرفته الراسخة بأن كافة الثروات الباطنية الموجودة في الأراضي السورية هي ملكا للجمهورية العربية السورية وشعبها وليست لإرهابيي داعش أو حماتهم الأمريكيين أو أزلامهم الأكراد.

الممارسات الأمريكية تشكل مخالفة صريحة لكل الأنظمة والشرائع والمواثيق الدولية كما تمثّل اعتداءً على دولة ذات سيادة وعلى مقدراتها وثرواتها النفطية حيث تتاجر أمريكا بالنفط السوري وتسرق منه شهرياً ٣٠ مليون دولاراً منذ القضاء على داعش حتى الآن.

لكن ومع هذا الجنوح والجنون الأمريكي وغير الأخلاقي للرئيس المارق ترامب يعتقد كثير من خبراء الطاقة والأمن إنه من غير المرجح أن تكون هناك أي شركات أمريكية مهتمة بالمخاطر الهائلة والأرباح المحدودة التي قد تترتب على مثل هذا الأمر حتى في ذروته كان إنتاج النفط السوري متواضعاً ولا يوجد إمكانات قصيرة الأجل لتحقيق إيرادات محدودة بسبب التحديات اللوجيستية أمام بنية تحتية دمرتها الحرب وخطوط أنابيب تمر عبر مناطق صراع عدوانية خطرة علاوة على الانخفاض غير المعتاد في مستويات النفط بحد ذاته.

يذكر أن سوريا كانت تنتج نحو 380 ألف برميل من النفط يوميا وقدرت ورقة عمل صدرت عن صندوق النقد الدولي في 2016 بأن إنتاجها جراء الحرب ونهب نفطها تراجع إلى 40 ألف برميل يوميا.

وخلاصة القول إن الطريقة القانونية الوحيدة والأمثل لجني الأموال من حقول النفط السورية هي العمل بالتعاون مع روسيا والنظام السوري لوضع العائدات في حساب خاص لضمان المساعدة في تمويل إعادة الأعمار في سوريا بعد انتهاء الحرب.

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات