رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني لمشروع التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي


بدأت الإصلاحات الأخيرة في قطاع التعليم في أوائل التسعينات وتسارعت وتيرة هذه الإصلاحات مع تولي جلالة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الحكم في بداية عام 2001 برؤية لتحويل الأردن إلى مركز تكنولوجي إقليمي ولاعب نشط في الاقتصاد العالمي ،وحددت الرؤية والرسالة الوطنية للتعليم التي وضعت وتم اعتمادها في أواخر 2002، الاتجاه المطلوب للتعليم العام في البلاد ،لقد كانت الوثيقتان الاستشاريتان الرئيسيتان اللتان ساعدتا في تشكيل الرؤية الوطنية وأيضا في تحديد اتجاهات مبادرات إصلاح التعليم هما رؤية الأردن 2020 ومنتدى الرؤية 2002 لمستقبل التعليم، تمتد هاتان الوثيقتان من رياض الأطفال إلى التعليم المستمر مدى الحياة وقد أقر المجلس الاقتصادي الاستشاري الإستراتيجية الشاملة التي اقترحها المنتدى في أكتوبر/تشرين الأول 2002. وأُدرجت إستراتيجية التنمية الوطنية ونتائج منتدى الرؤية في خطط معينة للتنمية وهما خطة التحول الاقتصادي والاجتماعي وخطة التعليم العام 2003-2008.

وفي يوليو/تموز 2003، أطلقت الحكومة الأردنية برنامجا طموحا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كلها، وهو برنامج إصلاح التعليم من أجل الاقتصاد القائم على المعرفة وهو برنامج متعدد المانحين مدته عشر سنوات، وقدم البنك الدولي لهذا البرنامج 120 مليون دولار أمريكي، وسعى البرنامج إلى إعادة توجيه السياسات والبرامج التعليمية بما يتماشى مع حاجات اقتصاد قائم على المعرفة، وتحسين بيئة التعليم المادية في معظم المدارس، وتشجيع التعليم في سنوات الطفولة المبكرة، وامتدت المرحلة الأولى للبرنامج من 2003 إلى 2009 واختتمت في يونيو/حزيران 2009.

أما المرحلة الثانية من برنامج إصلاح التعليم من أجل الاقتصاد القائم على المعرفة الذي ينسجم مع إستراتيجية المساعدة القطرية التي وضعها البنك الدولي للإنشاء والتعمير ومؤسسة التمويل الدولية للمملكة الأردنية الهاشمية، فستمتد من 2009 إلى 2015. ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز الإصلاحات التي طبقت في إطار المرحلة الأولى وإضفاء الطابع المؤسسي عليها، مع تركيز خاص على التنفيذ على مستوى المدارس وكفاءة المعلمين، وستعزز هذه المرحلة من البرنامج القدرات المؤسسية لوزارة التعليم على مستوى السياسات والتخطيط الإستراتيجي، والرصد والتقييم، وتحسين معدلات توظيف المعلمين والاستفادة منهم، وسياسات التطوير المهني وتطبيقها، وسيساعد البرنامج أيضا في تطوير المناهج ووسائل تقييم الطلبة لضمان مواءمتها للاقتصاد القائم على المعرفة .

وتهدف الرؤية الملكية السامية من من مشروع التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي الى ما يلي : تنمية القدرة على التعلم واكتساب المعرفة وتوظيفها وانتجاها وتبادلها ، وتنمية القدرة على البحث والاكتشاف والابتكار ، واكتشاف قدرات الفرد ورعايتها وتعظيمها ، وتمكين الفرد من تحمل مسؤولياته ، و تنمية القدرات العقلية والابداعية دعما للتفوق والتميز والانجاز ، و تمكين الفرد من توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ، وتنمية القدرة على الفهم المتعمق والتفكير الناقد والتحليل والاستنباط والربط ، وتمكين القدرة على الحوار السليم الدي يحقق رفاهيته في ظل مجتمع متماسك وتوسيع الخيارات والفرص المتاحة أمامه ، وكسر حواجز الزمان والمكان لتحقيق الدات في الاطار المجتمعي .

ان أهتمام حضرة صاحب الجلالة بمشروع التطوير التربوي نحو الاقتصاد المعرفي يمثل علامة بارزة ، وخطوة تهدف الى تفعيل التغيير التربوي في الأردن لتنمية الموارد البشرية كي تنسجم مع الاحتياجات الوطنية والتحديات العالمية في القرن الحادي والعشرين انسجاما مع طموحات جلالة الملك بجعل الأردن محورا ومركزا للتجارة الحديثة في المنطقة ، من خلال تطبيق خطة طموحة للتحديث الشامل في التربية والتعليم والاقتصاد والمجتمع بشكل عام ، اعتمادا على تطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع الميادين الخاصة بالتعلم والعمل .

حيث تم ادخال تدريس اللغة الانجليزية والكمبيوتر لجميع المدارس الحكومية ، حيث أصبح تعليم اللغة الانجليزية يتم الان اعتبارا من الصف الأول الابتدأئي ، والتركيز على اللغة الانجليزية في المرحلة الثانوية ، وأصبحت نسبة الطلاب الى عدد أجهزة الكمبيوتر الآن 51 طالبا مقارنة 120 طالبا عام 1999، وبلغ الإنفاق على التعليم في الأردن نحو 10%، ويوجد في الأردن 8060 باحث لكل مليون شخص،و معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في الأردن 98.01% بحلول عام 2015، وهو من أعلى المعدلات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم. ويحتل الأردن المركز الأول عربياً والعاشر عالمياً في نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى النساء الكبيرات في السن (65 عاماً فما فوق)، وبشكل عام بلغت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الأردنيات البالغات (15 عاماً فما فوق) 97.4 % عام 2012 وبذلك احتل الأردن المركز 39 من بين 158 دولة.

ووصلت نسبة الالتحاق الإجمالية بالتعليم الأساسي إلى 100 % بحلول عام 2007، وفي عام 2013 بلغت نسبة الانتقال إلى التعليم الثانوي 98.8 %، وبلغت نسبة الانتقال إلى التعليم العالي 85 % من خريجي المدارس الثانوية وإلى جانب نسب الالتحاق والانتقال المرتفعة هذه، حقق الأردن تكافؤا كاملاً في الفرص في جميع المستويات التعليمية، وبلغت نسبة التكافؤ بين الجنسين للمعدل الإجمالي للالتحاق بالمستويات التعليمية المختلفة 100 %. بلغت نسبة الانتقال من التعليم الأساسي إلى التعليم الثانوي 98.8%. ونسبة القادرين على القراءة والكتابة حسب بيانات منظمة اليونسكو لعام 2012: من عمر 15 - 24 سنة: النسبة الكلية: 99.1 % (عام 2012)الذكور: 99 % ،والإناث: 99.2 %وعمر 15 سنة فما فوق: النسبة الكلية: 97.9 % (عام 2012)الذكور: 98.4 %،والإناث: 97.4 %. 70و % مـن طـلاب المرحلتين الأساسية والثانوية من التعليم الآن يستخدمون بوابات التعليم على الإنترنت؛ وتتصل 84% من المـدارس من خلال شركة الأردن تيليكوم ومن خلال الشبكة الوطنية عريضة النطاق.و يلتحق ما يزيد قليلا عن 2.5 في المائة من إجمالي سكان الأردن بالجامعات وهي نسبة مماثلة للمملكة المتحدة.

ويسعى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم الى تحديث الأردن ونقله الى عصر تكنولوجيا المعلومات وتطبيق برنامج تحول اجتماعي واقتصادي وسياسي ،يهييء الأردن الى تغييرات كبيرة تدخا في صميم الطموحات الملكية لتحقيق مستقبل أردني زاهر تتتحف فيه الديمقراطية ، وايجاد دولة عصرية تنطلق نحو آفاق علمية متطورة تعتمد التكنولوجيا الراقية في الادارة والتعليم والاتصال .

Aref.aljbour99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات