اختراق يُتيح للبشر الرؤية في الظلام


جراسا -

من المنتظر أن تتطور القدرات الفردية للبشر قريباً ليصبح في مقدورهم الرؤية في الظلام من دون الحاجة إلى استخدام أي إضاءة صناعية، وهو ما يمكن أن يحدث ثورة حقيقية في المجال العسكري، حيث يمكن توفير هذه الرؤية للجنود في المعارك البرية بما يجعلهم قادرين على استهداف خصومهم من دون الحاجة لاستخدام الإنارة التقليدية التي تكشف وجودهم.

وحسب دراسة علمية أجريت على الفئران، فقد تمكن أطباء من إحداث اختراق كبير عندما نجحوا في توفير الرؤية الليلية في الظلام، وهو ما يمكن أن يتم تطبيقه على البشر قريباً، حسب التقرير الذي أوردته جريدة “دايلي ميرور” البريطانية.

وكشفت الدراسة أن الجنود يمكن أن يكونوا قادرين قريبا على الرؤية في الظلام تماما مثل الأبطال الخارقين بفضل تقنية “الرؤية الليلية المدمجة”.

ونجح العلماء في تمكين الفئران من رؤية طيف الأشعة تحت الحمراء عن طريق حقن جزيئات صغيرة في مقل العيون، ويخطط الفريق لفعل الشيء نفسه لدى الكلاب، ومن ثم فإن الخطوة التالية ستكون خوض التجربة على البشر.

وشبه فريق البحث الأمريكي هذه التقنية بأبطال بعض أفلام الخيال العلمي الذين يملكون قدرات على الرؤية بالأشعة السينية.

وستمكن هذه التقنية القوى العسكرية المتنوعة القيام بمهام خطيرة في الظلام من دون الحاجة إلى مناظير ليلية خاصة.

وهذا الاختراع سيجعل استكشاف الفضاء أسهل، وقد يساعد أيضا في تحسين حالة المرضى المصابين بعمى الألوان الشديد.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور جانغ هان: “استخدمنا جسيمات متناهية الصغر لإضفاء قوة عظمى حقيقية على الفئران العادية، وهي القدرة على رؤية ضوء الأشعة تحت الحمراء القريب”.

ويسمح هذا للحيوان برؤية مصادر الحرارة، حيث أن جميع الكائنات ينبعث منها ضوء الأشعة تحت الحمراء، لكنه غير مرئي للعين البشرية، لذلك تستخدم كاميرات الأشعة تحت الحمراء للكشف عنها، في ما يُعرف باسم “التصوير الحراري” وهو مفيد للكشف عن الأشخاص بمن في ذلك العدو في الظلام.

وقام فريق البحث خلال الدراسة بحقن مادة نانوية خاصة تسمى “UCNP” في عيون القوارض المخبرية حول خلايا مستقبلات الضوء.

وتحتوي هذه الجسيمات النانوية على معادن أرضية نادرة تسمى الإربيوم والإيتربيوم، حسبما قاله البروفيسور هان في اجتماع للجمعية الكيميائية الأمريكية في سان دييغو.

وتحول هذه الفوتونات منخفضة الطاقة ضوء الأشعة تحت الحمراء القريب إلى ضوء أخضر أكثر كثافة يمكن أن تراه عيون القوارض.

وأظهر العديد من الاختبارات الفسيولوجية والسلوكية أن الحيوانات يمكنها رؤية ومعالجة ضوء الأشعة تحت الحمراء القريب، ذهنياً.

واستمرت الجسيمات النانوية التحويلية في عيون الفئران لمدة 10 أسابيع على الأقل، ولم تتسبب في أي آثار جانبية ملحوظة، إلا أن البروفيسور هان وزملاءه يرغبون في تحسين سلامة وحساسية المواد متناهية الصغر قبل تجربتها على البشر.

وبغض النظر عن القوة الخارقة التي تمنحها هذه التقنية الجديدة، فإنه يمكن تطبيقها أيضا في مجالات طبية هامة، مثل علاج أمراض العيون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات