كلاسيكيات : فيلم الباشا تلميذ و كوميديا معاصرة ناجحة جدا


فيلم من انتاج يوني كورن ضم عدد لامع من نجوم الفن المصري، و عرض في سينما طيبة في الأول من فبراير من عام 2004، و هو من الفئة الكوميدية بإمتياز اذ تحدث احداثه بوسط اجواء أدبية تمتعت بالمواقف الطريفة و المشاهد الضاحكة التي امتعتنا بالفعل، و ما ميزه هو قدرته على محاكاة الشباب و ارسال لهم رسالة اجتماعية شريفة قريبه جدا منهم...جامعة خاصة روادها اولاد الذوات و ابناء طبقات ثرية جدا من القاهرة...شلة شباب تتألف من طلاب و طالبات غير عاشقة للدراسة مشهورة بالجامعة بأنها تعيش على هامش الحياة...نقود و سهرات و حفلات راقصة تقريبا في كل ليلة و تعاطي مخدرات متنوعة للدماغ و مستقبل يتوه منهم رويدا رويدا بغياب رقابة الأهل لهم تماما، و الأَمَرْ من هذا كله جامعتهم التي تضم بؤرة فساد تتاجر بالسموم اثناء رحلات الجامعة... شباب منهم التائه و منهم قليل التهذيب يغيب عنهم المثل الاعلى و من يفهمه و يحفزه على العطاء و العدول عن طريق الإنحراف الذي يسحبهم من دون رحمه نحو الكارثة، هذا الفيلم من بطولة (مع حفظ الألقاب) كريم عبد العزيز – غاده عادل – محمد لطفي – حسن حسني - رامز جلال – لطفي لبيب – خالد الصاوي مع نخبة لامعة من نجوم الفن في مصر،

في ابعاده الدرامية و التقنية كان هذا العمل مع عدة اعمال كوميدية فرصة جيدة ليقدموا لنا العديد من الفنانين الصاعدين مواهبهم و بصورة استصاغها الجمهور، و هذا الأمر مفتوح للنقاش و الحيثيات فغادة عادل كانت في بداية طريق واعد مليئ بالعنفوان و العطاء الدرامي و قد اثرتنا بحضورها الساحر بهذا الفيلم حيث نجحت بتقديم شخصية انجي، و اساسا كانت الاعمال الكوميديا طرقها الى الشهرة حيث نجاح فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية و نجاح محمد هنيدي الساحق به ساعدها لتصعد اول سلم النجاح المهني نحو مستقبل واعد جدا، و لا أظنها تمتعت بنجاح يذكر قبل حضورها القوي في الباشا التلميذ حيث كانت ثنائيا رائعا مع كريم عبدالعزيز، فالتفاعل الدرامي بين شخصية انجي و شخصية بسيوني كان رائع جدا و نتج عن اداء متمكنين في مهنة التمثيل...فكان جمال غادة عدل مع تحليها بروح الشباب التي احتاجته شخصية انجي لتخاطبنا بحكايتها في الفيلم خلطة سحرية رائعة اتحدت مع قدرة كيرم عبدالعزيز المهنية بتجسيد دور بسيوني الضابط الذي تخفى كتلميذ بالجامعة ليتحرى امر شحنات المخدرات بين الطلاب...اعطى كريم عبدالعزيز العنفوان اللازم لهذه الشخصية لتكلمنا بروعة من خلال الفليم...شاب علم كيف يتغلغل بأمر من مرؤسيه بالشرطة في خلية شبابية و يقنعها بأنه تلميذ و علم كيف يؤثر على عواطف حورية من حرويات الجامعة المدللة بين زملائها ليكسب قلبها و ليتمم مهمته المكلف بها، ما يذكر عن انجي انها ضحية اهلها و خلافاتهم العائلية حيث تعيش حالة ضياع كلي جعلتها عروسة هذه الشلة التائهة و حبيبة احد افرادها ايضا، و هذا الأمر لعله الدافع الأقوى ليتعاطف معها بسيوني خصوصا في ليلة الحفلة التي نظمتها انجي في بيتها، فرؤيتها و هي تعاتب اهلها بسبب خلافاتهم المتكررة امامه ربما جعله يندفع ورائها و يتعاطف معها لتنشئ بينهما قصة حب حالمة كللت التقاءهم بهذه المأمورية بلمسة رومنسية جميلة...

اذكر هنا رامز جلال و حضوره الرائع بشخصية حمزة...المطرب الفاشل الذي و ان غنى بين الشباب تفاعل معه نخبة محدودة من زملائه...و لكن حينما غنى و هو يطلب بد حبيته امام والدها بمشهد كوميدي ساخر اضحكنا حتى الدموع جمع ايضا الضابط بسيوني و حسن حسني الذي قدم دور اللاواء نجدت امتعنا بوصلة نشاز من اروع ما يكون...فرأينا نهاية لمستقبله الطربي حينما طلب منه والد حبيبته ان لا يغني بعد اليوم اذا اراد الزواج منها...و هنالك ايضا مها احمد التي قدمت دور الطالبة مها عبدالحميد التي تلهث وراء قصة حب مستحيلة بسبب بدانة جسدها...فرسمت بخفة دمها اروع المشاهد الكوميدية مع اللواء نجدت...فمارد مثل حسن حسني لن يجد اي فنان او فنانة صعوبة مطلقا بالتفاعل معه بأي عمل درامي لذلك امتعنا بعدة مشاهد مع مها و إلحاحها بالدخول معه بقصة حب مستحيلة...بالفعل فقد كان الباشا التلميذ فرصة هامة جدا لحسن حسني بتقديم قامته و قيمته الدرامية الرائعة و الكبيرة بعالم الكوميديا، فاثرانا بمهاراته الدرامية بتسجيد دور اللواء نجدت بصورة راقية جدا غمس حضورها الدرامي مع ايفيهاته التي اشتهر بها في كل افلامه...بل اشتهر هذا المارد الدرامي بقدرته على اضحاك الناس بسبب خفة دمه و الإفيهات الساخرة بإقليمنا الشرقي من المحيط الى الخليج و كان ما قدمه بهذا الفيلم مع مها و مع الضابط بسيوني و الضابط حازم الذي قدم شخصيته محمد لطفي خير برهان بقدرته ككوميديان و ممثل بارع...احببنا حسن حسني بهذا الدور و بعدة ادوار قدمها بتاريخه الدرامي العريق...و لا ابالغ بأنه قد يكون وجود اسمه على غلاف اي سي دي افلام سبب لشرائه بسبب شهرته ذائعة الصيت...قمة لم يبلغها مسبقا الا الزيعم الكبير عادل امام...

المساق الروائي و الدرامي لهذا الفيلم واضح و بسيط و صريح و لا يحتاج الى اي شروحات او استفاضه حوله...و يكفي خاتمته الإيجابية التي تحث الشباب على اخذ موقف حازم من قضية المخدرات، فبعد رحلة جامعية اشترك فيها شلة الجامعة هذه مع عدد من الطلاب و بعد ان عاين الضابط بسيوني عمليات مشبوهة بمخيم هذه الرحلة مع بعض التجار من البادية، يعطي ايعاز للشرطة بترتيب كمين في طريق عودة الباص الذي برفقتهم، و لكن يفشل الكمين فشلا ذريعا، و يتم كشف شخصية بسيوني الضابط امام كل طلاب الجامعة من قبل نائب رئيس الجامعة الذي يقدم شخصيته خالد الصاوي، و يبتعد الكل عنه...حتى انجي تشعر بالصدمة منه فيتوضح لها في حينها بأن بسيوني كان قدا استغلها لصالح مهمته السرية، فتبتعد عنه من صدمتها، و لكن تكشف عميلة سرية كان قد وظفها بسيوني سابقا بالجامعة عمليات مشبوهة لتغليف و تعبئة كميات من المخدرات بالحرم الجامعي في ليلة من الليالي، و تقوم بإبلاغ انجي التي بدورها تقرر الذهاب الى بسوني بالأمر بالرغم من الجرح الكبير الذي تسببه لها في قلبها، يذهب بسيوني الى الحرم الجامعي و بعد العراك الخفيف بمساندة زميله حازم ينجح بالأمساك بالعصابة، هنا لي تعليق على الخاتمة فبعد فيلم كوميدي ناجح يتمحور حول عصابة تهريب و مخدرات و شخصيات اجرامية بشعة تنشر السموم بين الناس نرى نهاية ضعيفة جدا لا تصلح لفيلم درامي اطلاقا، فعند الكشف عن شخصية بسيوني الحقيقية تتغير أجواء الفيلم من كوميدية الى جدية، و نرى هنا خاتمة ساذجة و سهلة و لم نرى بها الشيئ المقنع، لم نرى بها شراسة مقاومة من قبل العصابة لبسوني و حازم زميله، لم نرى خشونة بالعراك كما هو متوقع بين الشرطة و هذه العصابة التي احسنت التغلل بالجامعة بعيدا عن اية محاولات ناجحة للإمساك بها من قبل جهاز الشرطة سابقا،

ارى ان هنالك مدٌ شبه ناجح لهذه الأنواع من الافلام الكوميديا الخفيفة و الظريفة التي اعتمدت على الأجواء الرومنسية و الكوميديا و على اسلوب الإفيهات...و اشتهر بها ايضا فنانين في مصر و على سبيل المثال لا الحصر مثل محمد سعد و أحمد حلمي، و هم اشهر من ان يعرف بهم قلمي حيث انتزعا عن طريق ما قدماه فيها لقب رواد كوميديا عصرنا الحالي نظرا لقدرتهما على رسم الضحكة على وجوه من شاهدهما بنجاح مذهل، و لكن ماذا يسعني القول بحق محمد سعد الذي تعملق لعدة سنوات على عرش شهرة راقي ابهر من تابعه و قدم شخصية ضاحكة تلو الآخرى...و لكن ليقع مؤخرا في خطئ كلاسيكي وقع به ممثلون من قبله...و لا ألومه كثيرا، و هو تكرار ذاته باعماله، فالشخصيات التي قدمها كانت ذات نفس الجوهر لذلك فقد خلال اعماله المتتالية عنصر تقديم الجديد و الإثارة باعماله، مما نزع منه عرش النجاح يسرعة مع كل اسف، اما احمد حلمي الذي نجح بالحفاظ على شهرته فهنيئا له بالتربع على قمة من قمم عالم الكوميديا، فقدم سلسلة من الاعمال التي تنوعت بمضمونها و تناول فيها عدة مواضيع اجتماعية امتعتنا بالفعل، و منها زكي شان حيث كان ثنائية رائعا مع ياسمين عبدالعزيز، و ظرف طارق و جعلتني مجرما و مطب صناعي و عسل اسود و اكس لارج و غيرها من اعمال تشابهت في عموم ما قدمت بالأجواء الكوميديا للباشا تلميذ...و لا اقول بأنها تشابعت بالمضمون لان هنالك اختلاف كبير بين هذه الافلام..., لكنها تشابهت بأنها قدمت اعمال كوميديا خفيفة ظل و ضاحكة و ممتعة و اعتمدت على ايفيهات الممثلين و رواية من وحي الخيال،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات