تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية!


يحاول الصهاينة جادين تحويل قضية الشرق الاوسط من قضية فلسطينية الى قضية اسرائيلية بحته, فبعدما كان العالم يفهم ويتفهم قضية الشرق الاوسط على انها قضية تتمحور وتتمركز حول ان اليهود الاسرائيليون قاموا باحتلال فلسطين كل فلسطين وعلى مرحلتين, اصبح العالم اليوم يفهم قضية الشرق الاوسط على انها قضية تتمحور وتتمركز حول ان اليهود الاسرائيليين في دولتهم والمزعومة بدولة اسرائيل بحاجة ماسة الى أمن وأمان, وأن اليهود الإسرائيليين بحاجة الى سلام مع جيرانهم العرب المسلمين, وأن اليهود الاسرائيليين بحاجة ايضا الى التعايش مع جميع محيطهم العربي الاسلامي.

بهذا المفهوم المقلوب ومن وجهة نظر البعض اصبحت قضية الشرق الاوسط هي قضية اسرائيلية وعلى الدول العظمى وعلى رأسها الولايات الامريكية المتحدة العمل على حل قضية الاسرائيليين العالقة بين الاسرائيليين وبين مجموعة الدول العربية,..هذا الطرح الخطير عكس وقلب معادلة حق وحقوق الشعب الفلسطيني في منطقة الشرق الاوسط رأسا على عقب, وقلب المعايير الدولية المتعارف عليها بين ليلة وضحاها, وهزّ شِباك الاعراف والقوانين والانظمة الاممية التي وضعتها هيئة الامم المتحدة بكبسة زر, هذا الطرح الخطير مزّق ايضا المواثيق والدساتير التي صادق عليها دعاة الامن والسلام في هذا العالم.

اسرائيل اظهرت للعالم وبذكاء خارق انها (دولة تختنق) بين الدول العربية , وانها بهذا المنطق تدعو العالم اجمع للتخفيف من هذا الاختناق الذي تعيشه من خلال اعطاءها مزيد من المكاسب المادية والمعنوية من قبل جيرانها الدول العربية كخطوة اولى, لتنطلق الى الخطوة الثانية والتي تسعى فيها للامتداد والتوسع, والغريب العجيب ان التدرج في الحصول على المكاسب المادية والمعنوية التي يسعى اليها الاسرائيليين وبدعم من الامريكان قد لاقى قبولا عند البعض من دول العالم.

حل مشكلة اليهود القديمة في العالم وبالذات في اوروبا انتقل في العقد الاخير تدريجيا الى منطقتنا العربية (فلسطين) وبدأ اللوب الصهيوني يروّج الى ان اليهود الاسرائيليين في فلسطين لديهم قضية تحتاج الى حل ودعم دولي واقليمي, متناسين في ذلك ان دولة اسرائيل هي دولة احتلال واغتصاب لأرض اسلامية عربية فلسطينية منذ عام 1948م, والسؤال المطروح هنا هو هل تنجح اسرائيل بدعم من امريكا ترامب الى تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية, ومن ثم العمل على حمايتها وتحقيق الامن والاستقرار لها, وجعلها اكثر تعايشا مع جيرانها العرب.

اعتقد جازما ان تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية, ومن ثم العمل على حمايتها وتحقيق الامن والاستقرار لها, وجعلها اكثر تعايشا مع جيرانها العرب لن وام ينجح لثلاثة اسباب جوهرية,..اول هذه الاسباب هو (الشعب) الفلسطيني, وثانيها هو (المسلمين), وثالثها هو(اليهود) المتشددين, هذه الاسباب الثلاثة مجتمعة كانت وما زالت وستبقى ماثلة امام الاجيال المتعاقبة الى ان يُحدث الله سبحانه وتعالى بعد ذلك امرا.

(الشعب) الفلسطيني سواء كان داخل فلسطين او خارجة وبغض النظر عن الايدولوجيات التي ينتمي اليها لا يمكن ان يتنازل عن سم2 واحد من ارضه التي تم احتلالها سواء كان ذلك عام 1948م, ام كان عام 1967م, ويعتبر (الشعب) الفلسطيني الاحتلال الصهيوني احتلالا عابرا سيزول مهما طال امده,..هذه عقيده مزروعة في نفوس الفلسطينيين لا يمكن ان يغيرها لا إِنس ولا جانّ مهما طال الزمن.

في حين ان (المسلمين) يعتبروا فلسطين وعلى رأسها القدس الشريف ارض اسلامية لا يجوز التصرف بها او المساومة عليها, ولا يجوز لأي كان التفاوض بشأنها, وان المسجد الأقصى المبارك الموجود في فلسطين هو أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين, كيف لا وقلوب المسلمين في جميع انحاء العالم تتجه نحوه, ولا يمكن اسقاط اي جزء من القدس من حسابات المسلمين الدينية مهما كلف الامر.

في الوقت الذي لا يمكن فيه لـ(اليهودي) المتشددين قبول مبدأ التحول من القضية الفلسطينية الى القضية الاسرائيلية من منطلق التعايش بين اليهود والمسلمين, فان اليهودي المتشددين يرفضوا بشدة فكرة ان اليهود في فلسطين بحاجة ماسة الى أمن وأمان, ويرفضوا أن اليهود الإسرائيليين بحاجة الى سلام مع جيرانهم العرب المسلمون, ويرفضوا فكرة أن اليهود الاسرائيليين بحاجة ايضا الى التعايش مع جميع جيرانهم العرب المسلمين.

بقي ان نقول: للأسباب سابقة الذكر, وغيرها من الاسباب, نستطيع ان نؤكد ان عملية تحويل القضية الفلسطينية الى قضية اسرائيلية ..لن تنجح, فالقضية هي قضية فلسطينية في اساسها, وتنص على ان اليهود احتلوا ارض فلسطين, وأن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن حقهم المشروع في الرجوع الى وطنهم وارضهم, ولو بعد حين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات