جائزة تمبلتون .. تكريم عالمي يستحقه الملك والوطن


بفخر كبير وسعادة غامرة استقبل الأردنيين في صباح يوم الأربعاء 27 / حزيران / 2018 خبر منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزة تمبلتون العالمية للمساعي الروحية من قبل مؤسسة "جون تمبلتون" الدولية العريقة تقديرا لجهوده في تحقيق الوئام بين الأديان وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وصون الحريات الدينية ويعتبر جلالته أول زعيم عربي يحصل على هذه الجائزة ولم يسبقه أحد في هذا المضمار وتحمل هذه الجائزة قيمة عالية ومتميزة وهي بمثابة بادرة صداقة نحو كل من يعملون من أجل نشر التسامح والاحترام المتبادل بين الأمم والشعوب وتتميز الجائزة بأنها تُمنح لأشخاص على قيد الحياة بهدف تسليط الضوء على إنجازاتهم وتمكينهم من الاستمرار والتوسع بها وهذه المرة الأولى التي تمنح فيها الجائزة لقائد سياسي زعيم دولة وثاني مرة تمنح لشخصية إسلامية ما يؤكد التقدير العالمي لجلالة الملك كرجل سلام يسعى إلى إحلال الأمن والاستقرار وهي تعتبر أيضا من أكبر الجوائز في العالم من حيث القيمة المالية إذ تبلغ 1.1 مليون جنيه إسترليني .

منذ اعتلاء جلالة الملك عبدالله الثاني العرش عام 1999برزت للوجود عدة أفكار ورؤى ملكية هامة تدعو للتعايش والتسامح والتآخي الديني ليس فقط بين مكونات الدولة والمجتمع الأردني الإسلامية والمسيحية بل ومع المجتمع والأسرة الدولية الغرب والإسلام ويعبر حصول جلالته على هذه الجائزة عن المكانة الدولية الكبيرة للأردن كحاضنة ونموذج للعيش المشترك بين كافة مواطنيه والتي تعكس بالضرورة صورة الإسلام الحقيقي والسمح كما أنها تؤكد نظرة التقدير العالمية لجلالة الملك كرجل سلام وقائد يسعى دائما إلى إحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم إضافة الى أهمية القيمة الدبلوماسية المتجذرة في العمل البحثي الذي يوليه جلالته وأسرته الهاشمية في طرح المبادرات الساعية لكبح التطرف داخل الإسلام وتخفيف التوترات بين الأديان والدعوة الى التعايش المشترك وتعزيز لغة الحوار والتآخي والتركيز على تعظيم الجوامع المشتركة بين أتباع الديانات والمذاهب ومن المقرر تنظيم حفل دولي مهيب لتسليم الجائزة للملك عبد الله والاحتفال بجهوده وإنجازاته في 13 تشرين الثاني الجاري في العاصمة الأمريكية واشنطن بحضور نحو 600 شخصية سياسية ودينية وفكرية وأكاديمية وإعلامية .

يُشار بأن هذه الجائزة العالمية يتم منحها تقديراً للأشخاص الذين يقدمون إسهامات مبدعة وجديدة في مجال الأديان مثل الأعمال الخيرية أو إنشاء منظمات فكرية تثري الجانب الروحي أو المساهمة بشكل بناء عبر وسائل الإعلام في الحوارات المتعلقة بالدين والقيم الإنسانية الإيجابية وقد تأسست الجائزة عام 1972 بمبادرة من رجل الأعمال الأمريكي البريطاني الراحل السير "جون تمبلتون" الذي نشط في مجال الأعمال الخيرية والاهتمام بالفكر والفلسفة الدينية وتدير الجائزة مؤسسة تمبلتون التي تتخذ من مدينة كونشوهوكين في ولاية بنسلفانيا الأمريكية مقرا لها .

وقد حاز جلالة الملك عبد الثاني على إعجاب وثناء وتقدير العديد من قيادات العالم السياسية والمؤسسات الأكاديمية والتربوية والروحية والإنسانية في الكثير من اللقاءات والندوات والمؤتمرات والمحافل الدولية من خلال إسهاماته المتعددة في مجال الفكر الديني كشخصية عالمية وازنة صقلتها المسؤوليات السياسية المتنوعة حيث يعتبر الإيمان وحرية التعبير الديني من أهم مسؤولياته الإنسانية إضافة الى تأكيده المستمر على أهمية التعددية التي تحترم الاختلاف في مسعى حثيث من جلالته لنشر الوئام الديني والاحترام بين 1.8 مليار مسلم يمثلون ثاني أكبر ديانة في العالم بحيث ينظرون إلى بعضهم البعض بوئام وانسجام ويقومون بدور حيوي وفاعل في تحقيق الازدهار والمستقبل المشرق للإنسانية جمعاء وأن صاحب الجلالة قائد هاشمي ينحدر من نسب الرسول صلوات الله عليه ويدعو دوماً أينما حل وارتحل وفي كل المحافل العربية والدولية إلى إرساء السلام ونبذ العنف والقتل والدمار والتفاوض على طاولة العقلانية والحوار واعتماد الخيار السلمي بديلاً عن الحروب وويلاتها .

وقد جاءت هذه الجائزة اعترافا دوليا بمكانة جلاله الملك وبأن الأردن بقيادة الهاشميين ارض للسلام والاعتدال والوسطية وقبول الأخر وانه بنظامه وشعبه بات نموذجا يحتذي للعيش المشترك وتقديرا لجهود جلالته الدءوبة في توفير ملاذ آمن يكفل للمجموعات الدينية والعرقية المختلفة في الأردن حرية العبادة كما يكفلها أيضاً للملايين من اللاجئين الذين احتضنهم الأردن على مدار العقود الخمسة الماضية ومطالبته نشر وتشجيع التسامح والاحترام المتبادل ودعم الأمل وغيرها ومواجهة التطرف والتصدي للمفاهيم المغلوطة حول الإسلام وخطاب الكراهية وتفنيد مزاعم الخوف من الإسلام ( إسلامو فوبيا ) بالإضافة الى دعوته للعمل المتبادل بين الشعوب لتكون قيمنا حاضرة بقوة في حياتنا وممارساتنا اليومية وحاجتنا لمجابهة التحديات التي تواجه الإنسانية وقيمها المشتركة والتي يعتمد عليها المستقبل الأفضل في نشر قيم التسامح والوئام إقليميا وعالميا لمواجهة التحديات المعاصرة .

كما كان جلالة الملك السباق في طرح العديد من المبادرات وتشمل المبادرات المؤسسية التي أطلقها ويرعاها جلالته في مجال إرساء الوئام بين أتباع الأديان ومحاربة التطرف رسالة عمّان التي توضح حقيقة الإسلام وتبين أن أعمال العنف والإرهاب لا تمت له بصلة ومبادرة "كلمة سواء" وهي رسالة مفتوحة من قيادات دينية إسلامية لقيادات دينية مسيحية تنشد السلام والوئام وتبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة مبادرة "أسبوع الوئام العالمي بين الأديان" ومن بين المبادرات أيضا جهود جلالته في الحفاظ على موقع عمّاد السيد المسيح (المغطس) الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) موقعا للتراث العالمي وتطويره ومبادرات جلالته التعليمية تأسيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية وإنشاء زمالة لدراسة الحب في الدين في كلية ريجنت بارك في جامعة أكسفورد وإنشاء وقفية لدراسة فكر الإمام الغزالي في جامعة القدس والمسجد الأقصى المبارك ووقفية لدراسة فكر الإمام الرازي في الجامعة الأردنية وجامعة العلوم الإسلامية العالمية ومسجد الملك الحسين بن طلال وتصدي جلالته للدفاع عن الحضور العربي المسيحي من خلال رعاية مؤتمر العرب المسيحيين في عمان 2002 والمؤتمر الثاني 2013 وبينهما رسالة تاريخية أرسلها جلالته إلى البابا السابق بندكتس السادس عشر، أثناء انعقاد سينودس ( أو مجمع ) الكنيسة في الشرق الأوسط 2010 .

وانه لمن دواعي فخرنا واعتزازنا أن الأردن غدى يشكل نموذجا متميزا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين وأن حماية حقوق المسيحيين تعتبر عندنا واجب ديني ووطني وليست مسالة فضل أو منّة فقد كان للمسيحيين العرب دور كبير وبارز في بناء مجتمعاتنا العربية والدفاع عن قضايا أمتنا العادلة وفي زمن طغت فيه المذهبية والطائفية بين الدول والتي تشهد حروب وانقسامات وانقلابات متوالية أصبح الأردن سمة نادرة في تحقيق الوئام والسلام بين الأديان بما يؤكدة قائده وشعبه بان الإسلام براء من الأفعال والسلوكيات المتطرفة التي غزت أرجاء المعمورة تحت ذريعة الإسلام لنشر الفكر المتطرف وتشويه صورة الدين .

ومن أجل كل ما سبق، تتضح الصورة جلية في رغبة العالم برمته في تعزيز تيار السلم والاعتدال الذي يقوده جلالة الملك عبدا لله الثاني وقد نال من قبل جائزة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005 وكذلك جوائز عديدة كمهتم ومثابر ومؤثر في مجال الوئام بين الأديان وهاهو اليوم يحوز قصب السبق في الحصول على واحدة من أهم واعرق وأهم الجوائز الدولية .

مباركاً لجلالة الملك وللأردن جائزة تمبلتون العالمية التي يستحقها الملك والوطن .

mahdimubarak@gmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات