جهود الدفاع المدني في حادثة البحر الميت


هذه هي رسالتهم رجال الدفاع المدني : اسعاف وانقاذ واطفاء وحماية الأرواح والممتلكات للكثيرين من أبناء الوطن في الشمال والجنوب والشرق ، رسالتهم ان أرواحهم في أكفهم يقدمونها على طبق من ذهب في كل هول ومصيبة وكارثة أو حريق او سيول جارفة ، وهم يعملون في أقسى الظروف الجوية شتاء والحارة صيفا، وتحت أصعب واعقد ظروف العمل، من أجل تعزيز مفهوم الحماية المدنية والتي يؤكد عليها حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه . يقدمون أرواحهم في سبيل الله والوطن كي ينقذوا أرواح الاخرين كبارا وأطفالا وشيوخا ، وكل مواطن من سيل جارف ، أو حريق مرعب ، او بحر عميق هادر ، او في كل هول وخطب وكارثة ، كيف لا وهم الرجال الأوفياء لنبل رسالتهم وصدق مقصدهم ، وحس مشاعرهم تجاه المواطنين في كل زوايا الوطن .

وهذه هي رسالة القائد المجهول ،والذي يدير الجهاز بكل حرفية ومهنية وتطور، انه عطوفة الباشا مصطفى البزايعه ، يوضح الرسالة ، ويحدد الهدف ، ويبين الاستراتيجية ، والذي قال بالحرف الواحد في أزمة وكارثة البحر الميت : لن نغادر الموقع حتى الوصول للجميع .

من هنا كان العمل الجاد والمخلص والجبار ، في ظل ظروف انقاذ غير مسبوقة وصعبة للغاية ، سيول جارفة ومعها الحجارة والأتربة والاشجار والطين ، والموقع بحد ذاته جبال شاهقة ومرتفعات وتعرجات ومياه من هنا وهناك ، سيول مفاجئة ومداهمة ، وتأتي من أماكن بعيدة ، والليل مظلم ومدلهم والسيول مترامية الأطراف ، وصيحات المواطنين من كل جانب وظغط نفسي كبير على فرق الانقاذ ، اي كلام تخطه عن بيئة العمل وظروف العمل الشاقة ،ولكنهم رجال الدفاع المدني الشرفاء والابطال ،حيث الوصول المبكر للموقع والبدء بالعمل على يد وساق، هكذا هي المدرسة والرسالة والهدف على أرض الواقع ،وليس في الدوائر والوزارات على حيطانها والتي أوصلتنا لهذه الكارثة .

تعليمات عطوفة الباشا الى فريق البحث والانقاذ الدولي وبعد سلسلة من الامتحانات الشاقة أمام فريق سويسري من أجل أعتماد الفريق كفريق دولي ،وتم النجاح بعد مشقة ومعاناة ،وفي نفس اليوم تأتي التعليمات المشاركة فوريا ويجب الوصول للموقع بناء على تعليمات الباشا ، وبالفعل يبدأ الفريق بالعمل بجهود جبارة وشاقة وتبدأ النتائج والوصول الى انقاذ معلمة ومعها 13 طالبا في ظروف عمل استثنائية واستخدام كافة التقنيات المتطورة والحديثة ،وانزال الطلبة من مرتفعات عالية جدا وتظهر صورهم على شاشات التلفاز، ويبدأ الجميع باالراحة والثقة .

الرقيب الغطاس زاهر العجالين يسمع بالحادثة وعلى الفور بدون تردد يهب بسرعة النسر الى الموقع ،يغير ملابسه، ويرتدي بدلة الغطس، ويحوم بالمياه ،ويبدأ صراع الانقاذ مع أطفال بعمر الورد، وتصل النتائج أنقاذ ععد من الأطفال ووصولهم الى الشاطىء بسلام وأحياء ، ثم يعود مرة ثانية ويبدا العمل مع رفاقه ، خلية عمل متواصلة الجميع في سباق الانقاذ وحماية الأرواح ، هكذا هي الرسالة والرؤية والأهداف والتي خطتها ادارة الدفاع المدني .

تصل التوجيهات من الباشا لن نغادر الموقع حتى الوصول للجميع.الاجساد منهكة والمعنويات مرتفعة ،والظغط النفسي كبير لكنهم كالعادة جنود القائد وفرسان الميدان، وصناع النجاح ،وبوابات الأمل لكل غريق ومنهك وحزين ، دقائق معدودة ويبدأ الجميع بالعمل والانقاذ، فريق عمل واحد جبار لا تلين له قناة :الصعاب التحديات ،النار، الحريق، الاسعاف، والانقاذ ،المعنويات عالية ،رغم التعب والقسوة والجحيم.

رسالة الباشا واضحة لن نغادر الموقع حت أنهاء المهمة بكل نجاح ، تبدأ عمليات البحث والتمشيط وكوادر هائلة ومدربة تعمل في الموقع ، يتابع المواطن عبر منصات المواقع الالكترونية البث المباشر فلا شييء مخفي جلالة الملك يتابع ويراقب عبر مركز ادارة الأزمات ،ويرى حجم الهائل الذي تقوم الكوادر وعلى رأسها كوادر مديرية الدفاع المدني ، لكن ذلك لا يزيدهم الا الاصرار والعمل الجاد والمخلص ،والسرعة وخدمة المواطن ،والوصل الى أقل الخسائر، هذه هي الرسالة والرؤية وتلك هي الاستراتيجيات ،والتي تدرب عليها رجال الدفاع المدني سواعد الانقاذ .

كل الاسترايجيات استخدمت العمل الفردي ،والجماعي، والطائرات الزوارق البحرية، التمشيط ،والتسلق الى المرتفعات ،والغوص في البحر، خلية عمل واحدة مبدعة متميزة لا تكل ولا تمل، بجهود جبارة وعمل مخلص لحماية الأرواح ، مدير الدفاع المدني في الموقع ،طيلة الأزمة ويديرها بنفسه ، لتذليل الصعوبات واتخاذ قرارات بسرعة فورية ،والتوجيه والمراقية فالقائد الناجح هو الذي يكون في الميدان ويعمل في أسوأ الظروف ويصنع النجاح ،وبالفعل تم الوصل الى أقل الخسائر، بسبب مجموعة من المسؤولين الذين لم يلتزموا بتوجيهات وتعليمات الدفاع المدني لتجنب السيول ،ومجاري الأودية في الرحلات والتنزه ، اجساد رجال الدفاع المدني مليئة بالطين والمياه والكثير من الكسور، والاصابات البالغة ،لكنهم لم ولن يتحدثوا عن ذلك ،فالهدف الانقاذ والاسعاف وحماية الأطفال وغيرهم .

وبعد عمل متواصل وجبار ومستمر يصدر الدفاع المدني تقريره عن الحادثة وحجم الاصابات والخسائر ، بسبب تصرفات رعناء وغير مسؤولة للكثير من المسؤولين في بعض الوزارات والدوائر، فقط لانهم لم يلتزموا بتعليمات الدفاع المدني من أجل تجنب هذه الكارثة والفاجعة وغيرها ، وأخيرا كل الاحترام والتقدير لجهود رجال الدفاع المدني على العمل الجاد والمخلص لقائد الوطن وللوطن .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات