جريمة البحر الميت .. من المسؤول يا رزاز ؟


جراسا -

نضال سلامة - ليلة دامية مزقت قلوبنا ، وأسالت دموعنا قهرا على أطفال ومواطنين ذهبوا ضحية فساد واستهتار مشترك وقع فيه متنفذون في وزاراتنا و أجهزتنا الحكومية ، و أطعمت الوطن والشعب مر الحنظلى أسى على أرواح بريئة صعدت الى بارئها شاكية فساد المفسدين و استهتار المستهترين.

وعقب الحادثة ، وكعادتهم دوما توجه كل مسؤول برفقة الكاميرات التلميعية ، مستعرضا عضلاته ، في محاولة لتضليل الشعب و تبرئة نفسه عن مسؤولية ما جرى ، وإمعانا بالجرم رموا كرة المسؤولية على جهات ليس لها علاقة بما جرى .

رئيس الوزراء عمر الرزاز ، وزارة التربية والتعليم ، وزارة الأشغال العامة ، وزارة السياحة ، المقاولون المنفذون ، وأجهزة الدولة التنفيذية ، هؤلاء جميعا مارسوا جميعا شتى محاولات تلميع أنفسهم ، إلا أن الفيديوهات المتداولة والموثقة ، وشهادات من عاينوا الحادثة ، أثبتوا كذبهم ، وعروا سوءة تضليلهم.

البداية في وزارة التربية والتعليم ، والتي ضلل وزيرها الرأي العام بإدعائه أن المدرسة خالفت اتجاه الرحلة الذي تقدمت به رسميا ، و من منطلق كشف الحقيقة ، فإن المدرسة وبموجب الكتب التي سنعيد نشرها هنا ، تقدمت بطلب الموافقة على إقامة تلك الرحلة في منطقة زرقاء ماعين ، والتي يعلم كل مواطن أردني أنها تقع في البحر الميت ، وقبل شلالات المياه الساخنة بمسافة 3 كم ، إلا أن الوزارة ردت بالموافقة على إقامة الرحلة في منطقة الأزرق المعروفة شرقي الأردن ، بمعنى أن موظفي الوزارة التي تتولى قطاع التعليم لا يستطيعون التمييز بين منطقة عين الزرقاء بالبحر الميت ، و الأزرق شرقي الأردن ، وتلك طامة كبرى يا وزير التربية والتعليم .

من ناحية أخرى ، جميع محطات الأرصاد العالمية ، وكذلك مواقع الرصد الجوي المحلية ، حذرت منذ أسبوع عن حالة عدم الاستقرار الجوي التي اجتاحت المملكة أمس ، أيعقل يا وزير التربية أن وزارتك لم تسمع بذلك ، وبالتالي تبادر بإلغاء قرارها الصادر بالسماح لإقامة الرحلات المدرسية بهذا الوقت من الزمان ؟ سيما أن وزارتك تعلم علم اليقين تقلب أحوال الطقس في مملكتنا بهذا الوقت .

إذن الأمر جليّ واضح أن وزارة التربية عليها مسؤولية أخلاقية وقانونية مباشرة لا يمكنها التنصل منها ، وعلى حكومة الرزاز تقديم المسؤولين بوزارة التربية وعلى رأسهم الوزير الى التحقيق بموجب الكتب المنشورة .

و المؤسف حقا أنك يا رئيس الوزراء عمر الرزاز انسقت وراء معلومة مضللة من وزيرك محافظة دون مجرد أدنى تثبت ، وصرحت بتلك المعلومة ، وزادت الطين بلة ، فضللت و ضلّلت ، و حسبتم أنكم خالوا المسؤولية .

أما وزارة الأشغال العامة والإسكان ، فلا ندري كيف لوزيرها الحالي يخرج بتصريحات صباح الجمعة ، يقول فيها أن ما وجدناه قليل من الطين والتراب ، وسنعمل على ازالته ، وكأن وزارة الأشغال التي أشرفت على بناء الجسر مكمن الكارثة لم تمرر من تحت الطاولة ، الفساد الذي استشرى خلال أعمال تنفيذه ، وكأن اللجنة التي تسلمت الجسر ليست منها ، وكأن عمودا واحدا يحمل الجسر الذي تمر من فوقه مركبات ثقيلة و آليات تحمل مئات الأطنان قادر على التحمل ، أو أن هذا الجسر وبحسب مهندسين حذروا الوزارة ، يستطيع أن يصمد أمام حجارة و سيول تهبط من ارتفاع 1200 متر وبسرعات عالية ، و بالتالي انهارت عبّارة المياه التي تحته وجرى ما جرى .

إذن إن كنت يا رزاز شجاعا ، فهاهو وزير الأشغال السابق والحالي ولجنة الاستلام ، أمامك قدمهم الى المحاسبة ، وليحالوا أمام القضاء لينظر فيهم ، ويقول كلمته الفصل انصافا لأرواح الطلبة والمواطنين .

هذه المعطيات أمامك يا رزاز ، وهذه الجهات المسؤولة أمام الجميع ، فلتتقدم بقرار شجاع جرئ بإحالة كل هؤلاء الى التحقيق ، وإحالة الكوادر التنفيذية التي تأخرت بالقدوم الى الموقع ، حيث وصلت في تمام الساعة السادسة مساء علما أن الحادثة وقعت في تمام الثانية ظهرا ، وبشهادات من عاينوا الحادثة عبر الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل ، و إلا فلتستقل حكومتك كلها وأنت على رأسهم .



تعليقات القراء

من من
المسؤول المعلم والمدير المسكين كونهم الاضعف وبحطو كل اشي عليهم
26-10-2018 10:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات