تضخيم الفساد .. من المستفيد؟


يعيشُ الاردن هذه الايام للأسف الشديد حملة مضادة مقصودة ومخطط لها تقوم بها ايادي خفيّة من الداخل ومن الخارج, ويبدو ان الهدف الرئيس من ذلك هو تضخيم حجم الفساد في الاردن, تضخيم حجم الفساد في الاردن في اوساط الشباب المتحمس غير الواعي لخلق جوّ من الفوضى وزعزعة الامن والاستقرار الذي ننعم به في هذا الوطن ومحاولات النيل من انجازات الوطن وتطلعاته المستقبلية,..ولا شك ان من يقوم بهذه الحملة لديه من الوسائل الاساليب والطرق الخفيّة لتحقيق الهدف الرئيس من ذلك والمتمثل في تكبير حجم الفساد في الاردن, وبالتالي تمرير صفقات خارجية بائسة ومشبوه.

الغريب العجيب انك تجد هذه الايادي الخفيّة تتغلغل بين اوساط المعارضين والحراكيين والذي يمكن ان نعتبرهم صادقين الى حد ما, وتجد هؤلاء في الاجتماعات العامة قابعون في الصفوف الاولى, وربما تجد مثل هذه النماذج في جلسات المناسبات الاجتماعية هنا وهناك, وتكمن خطورة هؤلاء بإيهام الحضور بانهم جزء لا يتجزأ من المعارضين والحراكيين على قضية معينة, او من المدعوين للاجتماعات العامة في المناطق والاماكن المعنية, او بإيهام الحضور بانهم من المحافظين على تأدية المناسبات الاجتماعية, وفي حقيقة الامر هؤلاء ليسوا من المعارضين والحراكيين الحقيقيين, وليسوا من المدعوين للاجتماعات العامة في المناطق والاماكن المعنية, وليسوا من المحافظين على تأدية المناسبات الاجتماعية, وانما هم من اعضاء وعناصر بث اشاعة تضخيم الفساد في الاردن وتكبير حجمه, اي انهم من ابواق تعمل لتضخيم حجم وواقع الفساد في الاردن.

لا شك وفي هذا الزمن الصعب, لا شك اننا في الاردن وكباقي دول العالم لدينا فساد سياسي وفساد اقتصادي وفساد اجتماعي, ولدينا ايضا شيء من إساءة استخدام السلطة بشتى انماطها لأهداف غير مشروعة وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية كالمحسوبية والرشوة والابتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب, لكن وحسب الاحصاءات العالمية والتقارير الدولية لم نصل الى الدرجة التي يصف بها هؤلاء اصحاب الايادي الخفيّة واقع الفساد في الاردن, والسؤال هنا من المستفيد من اشاعة تضخيم الفساد في الاردن؟ الجواب عند اصحاب المصالح الضيقة والذين يتحركوا ضمن دوائر سياسية واقتصادية واجتماعية مشبوه.

الايادي الخفيّة الداخلية والتي تعمل على تشويه الواقع الحقيقي للفساد في مؤسسات الدولة وتضخيمه, هذه الايادي بطريقة مباشرة او غير مباشرة تقوم بتغذية اللوبي الصهيوني اليهودي في الدوائر الخارجية للنيل من الاردن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا,..لكن هذه الايادي الخفيّة سواء كانت داخلية ام خارجية وبالرغم من قناعتها المتكررة من صعوبة النيل من الاردن نتيجة لوعيّ المواطن والحكومة والدولة معا الا انها ما زالت تعمل وبشكل مستمر في المناخات والاوساط التي يعتقدوا انها بيئة خصبة ومناسبة لهم لتحقيق تطلعاتهم,..وهنا اطمأن كل هؤلاء انهم واهِنون كل الوهن, فالتلاحم الوطني بين نسيج هذا الوطن الطيب لا يمكن زعزعته او الوصول الى شيفرته مهما حاول البعض,..كيف لا وبرمجة هذا التلاحم عصيّة على كل من تسول له نفسه من العبث ودس السم في الجسم السليم.

وعلى اصحاب نظرية تضخيم المشهد ان يدركوا تماما انه مهما ارتفعت مهارة تضخيم الصورة والمشهد الا انه ستبقى هناك زوايا واركان في الصورة والمشهد تؤكد وتثبت مكان حصول العبث والتشويه,..ونعترفُ ان تضخيم المشهد فن بحد ذاته, لكن سبق هذا الفن علم اسمه علم التقاط الصورة المشوه ومعالجة تشوهاتها, مع كل ذلك هناك من يستطيع التقاط الصورة المشوه ومعالجة تشوهاتها بقوة واقتدار,..كيف لا (وفوق كل ذي علم عليم).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات