وين راحت المصاري ؟


وين راحت المصاري؟ سؤال جميل وحساس أطلقه البعض وشاع استعماله. هذا السؤال اكتسب شعبية بسبب إيحاءاته الاتهامية. لكنه سؤال خاطئ بل معكوس ، فإذا كانت الحكومات تنفق أكثر من إيراداتها مما يسبب العجز فالسؤال ليس وين راحت المصاري بل من أين جاءت المصاري؟ وكيف تنفق الحكومات مالاً لا تملكه.

الجواب على السؤال الأول الذي طرحه البعض بسيط ، وهو أن الحكومة صرفت المصاري على رواتب الموظفين والمتقاعدين ، وعلى خدماتها الصحية والتعليمية ، وعلى الطرق والجسور والسدود ، وعلى دعم الخبز والغاز وصندوق المعونة الوطنية للتفاصيل يمكن الرجوع إلى جداول الموازنة التي تنشر شهراً بشهر وتوضح أين ذهبت المصاري ؟ .

أما الجواب على السؤال الثاني الذي طرحناه ، فهو أن المصاري جاءت من الديون ، فالحكومات تستدين لتصرف ، لأنها ترتب على نفسها التزامات تفوق إيراداتها ، على أمل أن ينعكس الوضع مستقبلاً ، فتتفوق الإيرادات على النفقات ، ويتم تسديد المديونية من فوائض الموازنة! وهو أمل في غير محله.

المشكلة الأولى إن تحقيق الموازنة للفوائض في المستقبل ليس وارداً ، ولا يقول به أو يتوقعه أحد ، والنتيجة أن الديون تتراكم ، وقد وصلت الآن إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي ، أو 200% من حجم الموازنة السنوية .

المشكلة الثانية أن هناك وعياً جديداً متزايداً لخطورة العجز في الموازنة الذي ُيغطى بالاستدانة. وإذا لم نتعظ بما جرى لنا في الماضي ، فلا أقل من أن نتعظ بما جرى ويجري لغيرنا هذه الأيام من أزمات وتهديد للاستقرار الاقتصادي في بلدان كنا نظن أنها متقدمة وغنية وديمقراطية ، ولكنها متساهلة مالياً.

الحكومة الآن واعية للمشكلة ولا تحاول التقليل من أهميتها وخطورتها ، وترى في الوعي الشعبي بهذا الاتجاه عاملاً يساعدها على العملية الإصلاحية ، ويخفف الضغط عليها عندما تتخذ إجراءات صعبة ، فالدواء المر مقبول إذا عرف المريض أن البديل أشد مرارة.

المشكلة الثالثة أننا عودنا شعبنا على التركيز على المطالب فالضغط مستمر على الحكومة ، وعندما يلتقي المسؤولون بالمواطنين فليس هناك سوى المطالب والوعود بتنفيذ الممكن منها دون أن يقول أحد من أين سوف تأتي المصاري.



تعليقات القراء

محب
شو رايك يا فانك المواطن اكثر من نص راتبه ضراب والباقي عندك
14-07-2010 12:30 PM
اردني اردني
يا دكتور ليش المعالي والسعاده والعطوفه والباشاء وغيرو بضل يستلم الاف مالفه لحد ما يموت ما بكفي الي حصل علي وهوى بلمنصب ما بكفي الرواتب والمياومات الي حصل عليهم ليش سيارات الوزراء 5000 و6000 سيسسي.ليش وليش وليش وليش
14-07-2010 02:40 PM
ابوعبدالله الكركي
يا استاذ فهد اراك تجيب عن الحكومة وانتناطقها الاعلامي بهذا المقال , الم يجدر بالناطق الاعلامي الرسمي ان يجيب على استفسارات الشارع ؟؟؟ الى يقرأ صحف ويطلع على المواقع الالكترونية وما يكتبه كتابنا من هموم وتساؤلات , ولماذ تجيب انت ؟؟ هل كلفت بالاجابة ؟؟ , ول ول ول كلها رواتب وسدود وطرق , الم تسال نفسك اين ذهبت اموال الخصخصة جميعها ؟؟ , لماذا بيعت كثيرا من موجودات الدولة بابخس الاسعار , لماذا كانت المديونية قبل الخصخصة بحدود العشرة مليار وبعدها اصبحت بحدود 14 مليار ؟؟ اريد اجابتك وانا اثق بكلامك لكونك متخصص بالتحليل المالي وما يتبعه من تحليل مقارن ومن هذه الاسئلة وعليك الاجابة لو سمحت ما دمت تجيب عن الحكومة وانت ناطقها الاعلامي المالي الآن , من اين بنى المسؤولين الكبار امبراطورياتهم الاقتصادية وهم بالأصل موظفي دولة وموظفي قطاع عام و حيث رواتبهم بالكاد تكفي مصاريفعائلاتهم الشهرية والتي بالطبع يجب ان تكون بمستوى وظائفهم لا شك في ذلك و من اين ؟؟؟ مع استثناء من ورث ولو ورث فهم محدودون جدا ممن ورثوا ثروة وحتى معظم من ورث ثروة اصل هذه الثروة من ابائهم الذين كانوا فقط موظفي دولة لا غير ؟؟؟؟اشكرك استاذي لو اجبتني , ولن اغفر لك لا انا ولا القرّاء والمعلقون ان لم تجبني .
14-07-2010 09:50 PM
مواطن
الدكتور فهد الفانك هو الخط الدفاعى الاول عن الحكومة واعمالها
فهو محامى دفاع ومدقق حسابات ورئيس مجلس ادارة اكبر صحيفة
بمعنى اخر فهو مأجور لكتابة وتلميع كل مقال لصالح الطرف الاقوى
نأمل من الدكتور فهد الاستراحة كفى وكفى
14-07-2010 11:55 PM
مطالقة
وين راحت المصاري ؟ نصها عندك
15-07-2010 08:13 AM
كلمة حق
كل الاحترام والتقدير دكتور فهد الفانك ونتمنى على حكومتنا ان تاخد برايك السديد دائما ... لن انسى مقالتك في شهر 2 من العام 2009 عندما انخفظت اسعار النفط الى مستويات قياسية اقترحت على الحكومة انشاء صندوق وبيع البترول على حساب 65 للبرميل وهذا ما سيوفر ماليا يمكن ان يستفاد منه في الاوقات الارتفاع كما يحدث الان ...
15-07-2010 01:24 PM
ماهر رفيق عنبتاوي محلل سياسي واقتصادي
كنت قد كتبت تعليقا على هذا المقال على منبر الرأي لمن له اهتمام يمكنه الرجوع إلى مقالة الدكتور الفانك وتعليقي عليها على موقع منبر الرأي ويبحث عن التعليق إذا أحب
15-07-2010 05:41 PM
مواطن شمالي
معذرة يا دكتور، السؤال ليس مقلوبا، نعم عامة الشعب يسألون وين راحت المصاري؟
واعتقد انك تعرف اين ذهبت، الشعب يعلم ان الهدر الحكومي كبير جدا، وحجم الفساد الاداري يتزايد بشكل كبير، وانفاق الاموال العامة يتم لمصلحة فئة محد\دة من الشعب، فابن المسؤول يعين براتب يزيد عن 500% من ابن الحراث، و لا يوجد دعم لا للخبز و لا للمحروقات، ودعم اسطوانة الغاز اصبح قميص عثمان الذي حصلت الحكومة من وراء اسطوانة الغاز اضعاف سعرها شهريا.
ثم من اين لكبار المسؤولين الحاليين والسابقين الارصدة الضخمة داتخل المملكة و خارجها.
15-07-2010 07:50 PM
مواطن
كنت احترمك لكني الان اكتشفت انك منافق واتمنى ان تعود لكتاباتك لكن بالظاهر انك موعود عيب عيب تبيع ضميرك واهلك يافانك بس واحد تاجر شو بتتمنى منه
15-07-2010 11:11 PM
توفيق
صحيح لبناء السدود والجسور واقامة وانشاء الطرقات , ولكن يا دكتور لماذا لاتكون صحفيا امينا وتنقل ما تعرفه وتحس به , المشاريع اعلاه كلفتها اقل من نصف كلفتها الفعلية والباقي عملات !!!! هذه هي المصاري التي يتحدث عنها الشارع !!! المصاري الفائضة عن قيمة المشروع الحقيقية , على الحساب انت فهمان واقتصادي ومراقب وصحفي , للاسف ليتك لم تنشر هذا المقال , كنت كبيرا في نظري !!! ولكن للاسف وبعد ان جانبت الحقيقة اوتغاضيت عنها او قلت نصفها فقط , اما النصف الثاني والذي يبحث الشعب عن اجابته فلم تقله وانت تعرفه تمام المعرفة , اهذه الامانة الصحفية والمهنية ,
16-07-2010 12:38 AM
المفكر
اسعر بالاسف الشديد على ما وصل اليه الدكتور فهد ، في الوقت الذي تعلن حكومتنا الحاليه صراحة بان هنالك اخطاء جائت من الحكومات السابقة تواجهها الحكومة حاليا وقد اعلن عدد من الوزراء برفضهم الاستمرار بالعمل على ترحيل الازمات ، تاتي مقالك ليفند التاريخ ، قل لنا يا دكتور كيف يكون الاصلاح اذا لم نعترف بالاخطاء السابقه
16-07-2010 03:18 PM
ايهاب
تعرف كنت احترمك بس فعلا الله لا يوفقك اردنا بخير واهلنا بخير بس انا حابب انو المفسدين والحيتان بخافو الله ويتم مراقبتهم ساعيتها بعم الخير والله راح يبارك في اردنا وماءنا وامتنا ةالخير بيكبر باهلنا الطيبين

فهمت يا فانك

ما تدافع عن الحكومة لانو فيها فساد احكيلها تقوم بواجبها وبس
16-07-2010 06:58 PM
محمد
الكاتب يقول ان اكثر الموازنة تذهب رواتب للموظفين
الحل هو الغاء جميع عقود المدراء العامين الباهظة التكاليف وكذلك عقود المستشارين الذين ليس لهم اي استشارة
قد يتسائل الكاتب ان المدراء والمستشارين لا يقبلوا براتب بسيط . والجواب ابسط وهو وجود كثير من الكفاءات عند موظفي الدوائر الحكومية ممن يستحقون الوصول للمناصب العليا بسبب خبراتهم ومؤهلاتهم والذين يمكن ان يستفاد منهم اثناء عملهم في سلك الحكومة .
اعتقد ان من اهم اسباب تفاقم المديونية هو الرواتب العالية التي تعطى فكثير من الحالات لغير المؤهلين .
18-07-2010 11:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات