من رواد التنمية في البادية الوسطى معالي جمال حديثة الخريشا


نشأ في بيت الزعامة والشيخة والوطنية ، وكان هذا البيت من البيوت التي أنتجت القيادات الصادقة والمحبة للوطن ، والمنتمية لترابه الطهور والتي دافعت عن الدولة الأردنية منذ سنوات التأسيس ( الامارة) ، قاومت الدولة التركية ، وسياسيات الانجليز ، والقوى الأستعمارية الكبرى عبر أجندات سياسية قذرة ، وكان لهذا البيت بيت المرحوم حديثة الخريشا طيب الله ثراه ، مواقف تاريخية ووطنية متعددة ومتنوعة في كافة جوانب الحياة في عهد الامارة وصعوبات التأسيس الأولى للأمارة الأردنية .كان هذا البيت مؤئل الشرفاء والأحرار والمناضلين من كافة الأقطار العربية ( من سوريا ، لبنان ، فلسطين ) ومن الزعماء والقادة الوطنيين الأردنيين من بطش الأنجليز( سياسة كلوب باشا ابوحنيك) وعنف القوى الأستعمارية ومحاربتها للقيادات الوطنية والتي تطالب بالحرية والاستقلال . والتي كانت تسيطر على مقدرات الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وتقف ضد قوى التحرر والحرية والحريات وحقوق الانسان والمطالبة بالأستقلال.

كان بيت المرحوم الشيخ حديثة الخريشا طيب الله ثراه ، المنصوب ( بالموقر ) خلية عمل سياسية واجتماعية وفكرية ووطنية ونضالية ، وكان يهلل ويرحب بكل قومي عربي ، وكل فلسطيني ، وكل مقاوم وطني غيور على استقلال الوطن ويقف ضد سياسة كلوب باشا الاستعمارية ، للدفاع عن كرامة الأمة والوطن والهوية النضالية العربية ضد القوى الاستعمارية ، وكان جزء لا يتجزأ من تاريخ الدولة الأردنية الحديثة وعامود من أعمدتها بالحرية والمقاومة والنضال ، والكلمة الصادقة ، والدفاع عن أحرار العرب والأمة والوطن ، وكانت حينما تضيق الأمور على الأمير عبدالله الأول المؤسس يستشير الشيخ حديثة الخريشا فيقدم الرأي والمشورة والرأي السديد لسمو الأمير في قضايا كثيرة فكان جليس الأمير وصديقه وشويره.

وعندما نتحدث عن مواقفه الوطنية لا بد أن نقف على الجوانب التالية : دوره في حماية وتمويل جماعة العهد السورية وثورتهم ضد الفرنسيين وكان منهم شكري القوتلي ، وكان يزودهم بالمؤن والسلاح والطعام ، كما كان له دور في القضاء على السلب والنهب بين القبائل في عام 1945 مثل الأردن الشيخ حديثة الخريشا ، ومثل سوريا فواز الشعلان ، وعن قبائل العراق عجيل الجربا ، واتفقوا على ان ما كان بين القبائل ( حفار ودفان ) في عدة لقاءات في درعا والرطبة ، وكان هذا بمباركة ومساندة ودعم المللك عبدالله المؤسس, وطويت صفحة من الخلافات والغزوات , وفي عام 1936 لجأ اليه ثوار العرب ومنهم شكري القوتلي ، وفوزي القوقجلي ، وسلطان باشا الأطرش، ومحمد الأسمر ، وعبد القادر الحسيني ومكثوا لديه عدة اشهر كدخلاء .وكان ضمن الوفد الذي استقبل الامير عبدالله في معان ، ولجأ اليه الشيخ كليب الشريدة وسعى لدى الأمير عبدالله للعفو عنه، وكان من أعضاء المؤتمر العام الذي أصدر الميثاق الوطن عام 1928، كما ساهم في الحياة السياسية فكان عضو المجلس التشريعي الثاني عام 1931 عن دائرة بدو الشمال ، وعضو حزب التضامن الاردني 1933، وحزب اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشعب الأردني العام 1933.

في ظل هذا الأرث الوطني والنضالي نشأ معالي جمال حديثة الخريشا وقد تربى في بيت الفروسية والوطنية والشجاعة ، والترحيب بالضيف ، ونصرة المظلوم ، واغاثة المكروب ، والفزعة لكل مظلوم هنا أو هناك ، وكانت شخصيته القوية وخلقه النبيل ، وتواصله الاجتماعي ، وتواضعه ، كان هاجسه دائما في كل المواقع والتي تسلم قيادتها في الدولة الأردنية ، في القوات المسلحة والتي وصلت به الى أعلى الرتب ، كان نخوة لكل مسكين ومحتاج ، وكان القائد الشجاع القوي والذي هاجسه حماية الوطن ،ة كان لا ينام حتى يراقب ويتابع في ساعات متاخرة من الليل جنوده في حراسة الوطن ، وكانت العقوبة لكل مقصر ، كانت لدية المسحة الأنسانية والأبوية يتفقد جنوده ليقدم سبل الراحة والمحبة والعطف ، ويقدم بكل ما تجود به نفسه لكل جندي وعسكري.كيف لا وقد تربى وتخرج من من مدرسة الشيخ حديثة الخريشا في التواضع والوطنية وخدمة الناس والسهر على راحتهم وحب الوطن والدفاع عنه، فاكتسب هذه القيم : التواضع والتسامح وفزعة المظلوم والمحتاج وصاحب العوز والحاجة ، وقيم الانتماء للوطن والنظام والدولة والمجتمع ومن مقولاته ( أنا لا أفرق بين ضحري واخر فالجميع عندي سواسية).

واستمرت مسيرة معالي جمال حديثة الخريشا في خدمة الوطن والمجتمعات المحلية في مجلس النواب وفي عدة دورات ، كان خلالها الحريص على المشاركة في القضايا الوطنية ، وخدمة المجتمعات المحلية في البادية الوسطى ، من خلال خلق فرص عمل في القطاع المدني والعسكري ، ولا يكاد يخلو بيت من بيوت بني صخر الا وتجد لمعالي ابو حديثة خدمة في تعيين أو توظيف أو نقل أو حل لمشكلة هنا أوهناك والقصص لا تكاد تعد أو تحصى.

كانت سياسته ومنهجه ومدرسته الفكرية والتنموية هي سياسة ( أزرع ولا تقلع) من خلال غرس وتوظيف أبناء قبيلة بني صخر في كل مواقع الدولة المدنية والعسكرية ، ونجحت مدرسته الفكرية من خلال غرس الكوادر في التعليم والصحة والبلديات والوزارات المختلفةو الدوائر ، وساهم بتأسيس دوائر كثيرة وخاصة في لواء الموقر وسهل على المواطن عناء ومشقة السفر لعمان ، كما ساهم في مرحلة سابقة في فصل تعيينات بدو الوسط عن عمان وتعين في الدولة أعداد كبيرة وهائلة.

ان الحديث عن مدرسة معالي جمال حديثة الخريشا في التنمية المحلية ، وخدمة المجتمعات المحلية نتعلم منها الكثير : خدمة الناس ، وزرع الكوادر الشابة في أجهزة الدولة ، واصلاح ذات البين ، والتواضع ، والتسامح ، والصبر ، وخدمة الصغير قبل الكبير ، وحل مشاكل الناس.

وأخيرا أتمنى من كل القيادات والوجهاء والمتنفذين من أبناء قبيلة بني صخر أن يسيروا على منهج ومدرسة وفلسفة معالي جمال حديثة الخريشا في غرس القيادات وصناعة القيادات في الدولة الأردنية ، ولمعالي جمال حديثة الخريشا كل الحب والتقدير على جهوده المتواصلة لخدمة الوطن والمواطن وتنمية المجتمعات المحلية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات