سيدنا الشيخ


منذ سنوات طوال، أعاني ما أعاني من ديسك استفحل في فقرات عنقي، يسبب لي ألماً لا يوصف، لم تنفع معه جميع العلاجات والجلسات والوصفات التي ذهب استخدامها أدراج الرياح دون فائدة تذكر ..

صديقي أبا العبد، مهووس بمشايخ الطريقة، وعلاجات الحنضل والبردقوش، ولم يعرض نفسه يوما على طبيب، ويكتفي بالرقى والحجامة والاعشاب التي لا تنفذ من بيته ومكتبه، حتى تشتم منه كلما قابلته رائحة جديدة، لمنقوع عشب بلع منه كميات كافية لاغراق حي بأكمله ..

أبو العبد، ظل يقنعني لسنوات بزيارة سيدنا الشيخ ، ويؤكد لي أنه من الصلاّح ، وقادر على ان يلاقي الجبل بالجبل، كما لديه قدرة عجيبة في ردّ المطلقات، وتزويج العانسات، وتصليح الخربانين والخربانات، ويعالج الامراض المستعصيات، وحجاب صغير منه، مخطوط بماء المسك، مع كمشة بخور، قادرات على عمل العمايل، وإنهاء أي مشكلة كانت، بطرفة عين وطلسما.

لم أمتثل لضغوطات صديقي ونيته الطيبة يوماً، حتى داهم عنقي ذات مساء وجعٌ شديدٌ، دعاني للاتصال به مستجدياً، طالبا العون من صديقه صاحب الطريقة، علّ وعسى يكون على يديه خلاص ألمي ..

لاحقاً، توجهنا الى منزل الشيخ الذي كان مكتظاً بالنساء والرجال، كل أتاه بمقصد وحاجة، الا ان صداقة ابي العبد مع الشيخ، شفعت لنا باجتياز طابور طويل للغاية.

ما أن دخلت، وقبل أن أنبس ببنت شفة، أو اشرح للشيخ شكواي، أخذ يتفحصني بنظرات عميقة، وهو يتمتم بما لم أفهمه أبدا، حتى سكت فجأة وتوجه بالحديث إلي بنبرة قوية وواثقة قائلا: ان فلانة قد عملت لي عملا للتنغيص علي، وقطع ارزاقي، وطمأنني، بأن الحل عنده، فلا داع لقلقي، وكل ما علي ان اعطيه ورقة نقدية من فئة الخمسين، ليخط لي حجابا مطلسماً، اضعه كل ليلة تحت وسادتي وأغفو، وكل ما أعانيه، سيصبح نسياً منسيا!

لم يقنعني الشيخ الذي اخطأ مرتين بتلاوة المعوذتين .. فتجرأت وخاطبته متحايلاً عليه لاكشفه: لكنني يا شيخنا لم آت لشكوى تخصني، فأنا بحمد الله عال العال، وسط اندهاش صديقي أبا العبد الذي استكملت حديثي فورا لأقطع عليه تدخله .. فأجابني الشيخ: اذا ماذا تريد يا بني؟

قلت : اولست بقادر يا مولانا، بجنودك المجندة من العفاريت والجان، ان تلين قلب الحجر :
؟.قال بلا .. قلت : وتلقى الجبل بالجبل، قال بحول اسيادنا رضوان الله عليهم !
قلت : تماما .. اريدك يا شيخنا ان تصنع لي حجابين اثنين..
قال : لمن؟
قلت : واحدا لرئيس الكيان الصهيوني النتن ياهو .. لتحيل أيامه ولياليه سوداء ملعونة، وتجعله يدور في شوارع القدس المحتلة مهلوساً، وآخر للرئيس الامريكي ترمب، تقلبه على الاسرائيليين الملاعين، وتلين قلبه على شعوبنا العربية، وان تمكنت بحجاب ثالث أن تحنن قلوب زعامات أمتنا، وتوحدهم على كلمة واحدة، وتؤلف بين قلوبهم، علّ نهاية مآسينا تكون بحجابك !؟

رد علي بصوت عال وقد كادت عيناه تخرجان من رأسه :انته بتتخوث علي وله؟ روح انقلع انته وأبو العبد برة!



تعليقات القراء

دجال
( مهم سبقونا وطلعوا اشطر وشيوخهم حجبوا للعرب اشوفوهم انهم قادرين على كل شئ وما في فايده معهم ويخافوا منهم وهم نايمين) عندهم شيوخ قويين وعابرين للقارات
يا عمي مش مثل عندنا
11-09-2018 11:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات