كأس ماء شبه نظيف و في اليد رغيف و نوم على الرصيف
عندما يسكن الحزن القلب ويأتي حزن أخر يزاحم الحزن الأصيل على مكانه وعلى حزنه وعلى قهره ، ماذا سيحدث ؟! كيف ستتآلف الأحزان ؟ كيف ستتعايش الأحزان ؟ هل الأحزان تصيغ مذكرات تفاهم لتقسيمنا بينها ؟ الحزن لا يحتاج جواز سفر لاختراق جدار القلب ، لا يحتاج استئذان ، حتى أنه أصبح لا يحتاج أن يأتينا لأنه أصبح من مكوّناتنا ، من جيناتنا نتوارثه كابراً عن كابر . جميع الشعوب تسعى لتحقيق سعادتها إلا نحن فنسعى لتقليم حزننا ، وعندما نفشل نسعى لنصادق حزننا ونتعايش معه ، وعندما نفشل نعزّي أنفسنا ونسمي صبرنا عليه رجولة ! لو كان الحزن رجلاً لقتلته ، ولكن الحزن أكثر رجولةً فقتلني .
سيكون هناك مستثمر لاستثمار الحزن لدينا ، فالمادة الخام موجودة بكثرة في طبقات نفوسنا ، والتنقيب عنها لا يحتاج لجهد أو تكلفة لأنه يطفو على سطح وجوهنا ، سيكون هناك مستثمر لاستثمار حزننا ، وستجدونه معلباً على أرفف المولات وبجميع النكهات ، هذا حزن كركي بنكهة هزاع المجالي ، وهذا حزن معاني بنكهة عودة أبو تايه ، وهذا حزن إربداوي بنكهة وصفي التل ، وهذا حزن عجلوني بنكهة فراس العجلوني ، و ستجدونه بجميع النكهات الأردنية الأصيلة ، و لا تبحثوا عن تاريخ الصلاحية فصلاحية حزننا مكفولة ليوم الدين ، سيستثمرون حزننا وسيدخل العائد حسابات الموازنات المجهولة ، وسيدخل حسابات الناتج القومي ! .
الحمد لله أراحتنا الحياة من الحياة وبدون موت ، الحمد لله أراحتنا الحياة من متاعب التفكير ؛ فما عاد لنا شأن بالسياسة و لا الاقتصاد أو الثقافة ، الحمد لله أراحت الحياة خلايا أدمغتنا وضمرت ولم تعد تفكر إلا كيف أتي ( بالأغراض) لأملأ نصف بطن الطفل على الأقل قبل النوم ، الحمد لله نشتري البندورة بالحبة والبطاطا بالحبة والليمون بالحبة وشطب بائع الخضار مفهوم الكيلو فلا أحد فينا يجرؤ على الشراء بالكيلو ! والفواكه أقنعنا أولادنا بأنـها أسطورة إغريقية ليست موجودة على الواقع ، ونكهات اللحمة أكثر صحة من قطع اللحمة سيئة الذكر ، الحمد لله تخلصنا من كرامتنا القديمة التي تمنعنا من البوح بحزننا ، وأصبحت مائدتنا عامرة بما لذ وطاب من حزننا وقهرنا ووجعنا وفقرنا وعتب عيون أطفالنا ومبهرة ببعض شبيه الطعام ، الحمد لله نقولها حتى لا تذهب البركة وتزول النعمة ! .
ليذهب السقف الذي يأوي جثثنا المتحركة بلا حياة ولا أمل ، فلا نحتاج له ، و لا نستطيع دفع أجرته و لا مسقفاته ، فخذوه لا نحتاج إليه ، لا نحتاج لأن نضحك ، لا نرغب بمستقبل ، فقط اتركوا لنا حزننا و لا تستثمروه ، فقط ارحموا ألمنا و لا تتصنعوا الألم لأجل ألمنا ، فقط استحوا و لا تجعلونا نرى وجوهكم المبتسمة واعدة بالأمل الذي اختطفتموه ، استحوا فلا أبشع من ابتسامةٍ في وجه حزين ، فقط اتركونا ، فقط نريد كأس ماء شبه نظيف و في اليد رغيف و نوم على الرصيف ؛ نريد هذه المطالب الكثيرة ولكن نرجوكم دون ضرائب ودون تمنن ! نرجوكم تحملونا فنحن شعب أرهقناكم بالمطالب ! .
أن تكون بلا وطن أرحم ألف مرة أن تكون غريب في وطنك وعاجز عن الحياة فيه ، أنا حزين على نفسي وعليكم وعلى شهيد الضرائب و شهداء الجوع الذين يموتون بصمت ، آه ، لا مفر من الوطن إلا للوطن برغم الحزن ، برغم القهر ، برغم الموت البطيء .
عندما يسكن الحزن القلب ويأتي حزن أخر يزاحم الحزن الأصيل على مكانه وعلى حزنه وعلى قهره ، ماذا سيحدث ؟! كيف ستتآلف الأحزان ؟ كيف ستتعايش الأحزان ؟ هل الأحزان تصيغ مذكرات تفاهم لتقسيمنا بينها ؟ الحزن لا يحتاج جواز سفر لاختراق جدار القلب ، لا يحتاج استئذان ، حتى أنه أصبح لا يحتاج أن يأتينا لأنه أصبح من مكوّناتنا ، من جيناتنا نتوارثه كابراً عن كابر . جميع الشعوب تسعى لتحقيق سعادتها إلا نحن فنسعى لتقليم حزننا ، وعندما نفشل نسعى لنصادق حزننا ونتعايش معه ، وعندما نفشل نعزّي أنفسنا ونسمي صبرنا عليه رجولة ! لو كان الحزن رجلاً لقتلته ، ولكن الحزن أكثر رجولةً فقتلني .
سيكون هناك مستثمر لاستثمار الحزن لدينا ، فالمادة الخام موجودة بكثرة في طبقات نفوسنا ، والتنقيب عنها لا يحتاج لجهد أو تكلفة لأنه يطفو على سطح وجوهنا ، سيكون هناك مستثمر لاستثمار حزننا ، وستجدونه معلباً على أرفف المولات وبجميع النكهات ، هذا حزن كركي بنكهة هزاع المجالي ، وهذا حزن معاني بنكهة عودة أبو تايه ، وهذا حزن إربداوي بنكهة وصفي التل ، وهذا حزن عجلوني بنكهة فراس العجلوني ، و ستجدونه بجميع النكهات الأردنية الأصيلة ، و لا تبحثوا عن تاريخ الصلاحية فصلاحية حزننا مكفولة ليوم الدين ، سيستثمرون حزننا وسيدخل العائد حسابات الموازنات المجهولة ، وسيدخل حسابات الناتج القومي ! .
الحمد لله أراحتنا الحياة من الحياة وبدون موت ، الحمد لله أراحتنا الحياة من متاعب التفكير ؛ فما عاد لنا شأن بالسياسة و لا الاقتصاد أو الثقافة ، الحمد لله أراحت الحياة خلايا أدمغتنا وضمرت ولم تعد تفكر إلا كيف أتي ( بالأغراض) لأملأ نصف بطن الطفل على الأقل قبل النوم ، الحمد لله نشتري البندورة بالحبة والبطاطا بالحبة والليمون بالحبة وشطب بائع الخضار مفهوم الكيلو فلا أحد فينا يجرؤ على الشراء بالكيلو ! والفواكه أقنعنا أولادنا بأنـها أسطورة إغريقية ليست موجودة على الواقع ، ونكهات اللحمة أكثر صحة من قطع اللحمة سيئة الذكر ، الحمد لله تخلصنا من كرامتنا القديمة التي تمنعنا من البوح بحزننا ، وأصبحت مائدتنا عامرة بما لذ وطاب من حزننا وقهرنا ووجعنا وفقرنا وعتب عيون أطفالنا ومبهرة ببعض شبيه الطعام ، الحمد لله نقولها حتى لا تذهب البركة وتزول النعمة ! .
ليذهب السقف الذي يأوي جثثنا المتحركة بلا حياة ولا أمل ، فلا نحتاج له ، و لا نستطيع دفع أجرته و لا مسقفاته ، فخذوه لا نحتاج إليه ، لا نحتاج لأن نضحك ، لا نرغب بمستقبل ، فقط اتركوا لنا حزننا و لا تستثمروه ، فقط ارحموا ألمنا و لا تتصنعوا الألم لأجل ألمنا ، فقط استحوا و لا تجعلونا نرى وجوهكم المبتسمة واعدة بالأمل الذي اختطفتموه ، استحوا فلا أبشع من ابتسامةٍ في وجه حزين ، فقط اتركونا ، فقط نريد كأس ماء شبه نظيف و في اليد رغيف و نوم على الرصيف ؛ نريد هذه المطالب الكثيرة ولكن نرجوكم دون ضرائب ودون تمنن ! نرجوكم تحملونا فنحن شعب أرهقناكم بالمطالب ! .
أن تكون بلا وطن أرحم ألف مرة أن تكون غريب في وطنك وعاجز عن الحياة فيه ، أنا حزين على نفسي وعليكم وعلى شهيد الضرائب و شهداء الجوع الذين يموتون بصمت ، آه ، لا مفر من الوطن إلا للوطن برغم الحزن ، برغم القهر ، برغم الموت البطيء .
تعليقات القراء
وطن يباع ويشترى اي وطن
ليحيا الهنود الحمر في الاردن
اخي سميح لاقول الاعظم الله اجرنا في الوطن المكفن الذي لايلد غيره
شكرا شكرا
(كأس ماء شبه نظيف وهذه مصيبة كبيرة وفي اليد رغيف هذه الكارثة ونوم على الرصيف بداية النهاية الله يسترنا) ويعطيك العافية
(كأس ماء شبه نظيف وهذه مصيبة كبيرة وفي اليد رغيف هذه الكارثة ونوم على الرصيف بداية النهاية الله يسترنا) ويعطيك العافية
(كأس ماء شبه نظيف وهذه مصيبة كبيرة وفي اليد رغيف هذه الكارثة ونوم على الرصيف بداية النهاية الله يسترنا) ويعطيك العافية
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
وطن يباع ويشترى اي وطن
ليحيا الهنود الحمر في الاردن
اخي سميح لاقول الاعظم الله اجرنا في الوطن المكفن الذي لايلد غيره
شكرا شكرا