بعد ان تبين بالدليل القاطع عدم صحة الادعاء الذي تقدم احد المسؤولين في الديوان الملكي قبل يومين بقيام أحد سائقي باصات جت العاملة على طريق عمان إربد بحسب البيان الصحفي الذي أصدرته مديرية الأمن العام حيث تم تحرير مخالفة سير بحقه من قبل رقيب السير المعني وجرى اقتياده ذلك السائق وتوقيفه في المركز الامني.

ألم يعلم رقيب السير ان شركة جت تطبق نظام تحديد السرعة والتتبع الالكتروني على الطرق الخارجية؟؟ وان هناك (كرت عداد) للالتزام بالسرعة المحددة؟

وبحسب البيان الذي أصدره الامن العام فإنه وبعد سؤال ركاب الحافلة كانت اجابتهم شافية ووافية ومقنعة بأن قيادة السائق لم تكن متهورة ولا طائشة طيلة الرحلة وإنه لم يهدد حياتهم بالخطر إطلاقا. أمام هذا الواقع أصدر الامن العام البيان التوضيحي بأن الشكوى كانت كيدية لا أكثر ولا أقل..

هناك تساؤلات أثارها المواطنون وفي مقدمتها أن الادلاء بمعلومات كاذبة يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون فما مصير ذلك المسؤول الذي أدلى بتلك المعلومات الكاذبة عن سبق إصرار وترصد؟؟

وإذا كان جلالة الملك يؤكد دائما على ضرورة الالتزام بالقانون وهو الذي قال ذات مرة لو أن إبني تجاوز القانون فإنه يجب تطبيق القانون بحقه.

وإذا كنت أيها المسؤول صادقا في حبك للوطن والقيادة فإنه يتوجب عليك ان تقتفي أثر الملك بالبساطة والتواضع واحقاق الحقوق وعدم ظلم الناس وليس باستغلال موقعك والادلاء بمعلومات كاذبة وغير صحيحة بقصد الانتقام والاساءة للاخرين.

وهنا لا بد من الـتأكيد هنا على أن سيادة القانون هي أساس حماية الحقوق الفردية والعامة وتعزيز العدل والمساواة، وهي جزء لا يتجزأ من مسيرة بناء الوطن وتقدمه. ولا يمكن قيام دولة مدنية حديثة دون أن تكون سيادة القانون عمادها وأساسها بالتوازي مع منظومة الأخلاق والقيم المجتمعية.
وإذا كانت القاعدة الفقهية تقول: إن العدل بين الناس أساس الحكم..

وأنه إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس.. فتذكر قدرة الله عليك.
وأن الله يمهل ولا يهمل. أليست هذه الحكم البليغة كافية للاعتبار؟؟.

أنا أقول لو حصلت هذه الحادثة في إحدى الدول الاوروبية لقامت الدنيا ولم تقعد وكانت كفيلة بالاطاحة بالحكومة ومحاكمة ومحاسبة ذلك المتنفذ الذي يضرب بسيف الملك بتهمة الادلاء بشهادة زور (Perjury).

ومن يعوض ذلك السائق المسكين الذي يقضي نهاره وليله يكدح خلف المقود.. من يعوضه عن الصدمة النفسية والمعنوية التي تعرض لها جراء توقيفه واقتياده للمركز الأمني؟

أما رقيب السير فيجب محاسبته على هذا التصرف إذ كيف تقوم بمخالفة سائق بمجرد ورود بلاغ كاذب؟ أليس من الاجدى ان تتحرى وتتأكد من صحة المعلومة أولا خاصة أن رقم الباص موجود لديك..

وربنا جلت قدرته يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ).

وفي الختام أذكر ذلك المسؤول بقول الله تعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ).

وقوله تعالى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا ۖ وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا ۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) صدق الله العظيم.

اللهم انتقم من الظلمة والمجرمين والفاسدين والمفسدين اللهم آمين يا رب العالمين.