عبدالفتاح السيسي: زعيم أوحد ومرشح أوحد


الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ينحو منحى الاستبداد والتفرد بالسلطة مثله في ذلك مثل كل الأباطرة والمستبدين الذين بشروا شعوبهم عقب تقلدهم للسلطة بأنهم بناة ومنقذون للأمة ومحاربون للفساد .لم تختلف سيرة عبدالفتاح السيسي وإحكام قبضته على بلاده عن سيرة روبرت موغابي (93 عاما) الذي حكم زمبابوي لدة 37 عاما ولم يتنحى عن الحكم إلا قسرا وكذلك معمر القذافي وزين العابدين بن علي وعلي عبدالله صالح وقبلهم ملوك ورؤساء استمرأوا استغلال شعوبهم وسرقة ثرواتها.

السيسي جاء للحكم قبل سبعة سنوات عشية انقلاب قام به على رئيسه المنتخب ديمقراطيا من الشعب وصرح عشية الانقلاب بأنه لا يرغب برئاسة البلاد ليغير رأيه بعد شهرا واحد من فعلته ثم يترشح ويفوز بالانتخاب من قبل نسبة متدنية من الناخبين الذين قرروا المشاركة في التصويت. الرئيس المصري اقترب من اسرائيل بشكل غير مسبوق وفاجئ الإسرائيليين اليمينيين واليساريين على حد سواء بهذه العلاقة الحميمية ،وقدم خدمات جلى لإسرائيل ،وتنسيق أمني كبير، وتحجيم لحماس ،وتضييق على الحركات الإسلامية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين.

اليوم يترشح عبدالفتاح السيسي لدورة ثانية للرئاسة المصرية ويعمد إلى إقصاء جميع المرشحين وفي مقدمتهم أحمد شفيق ،ورفيق سلاحه سامي عنان، ومحمد أنو السادات ليبقى هو المرشح الوحيد الأوحد في الساحة ،وهنا نتساءل عما إذا كان هذا استفتاء أم انتخابات؟. السيسي تحول إلى دكتاتور تقليدي حيث يبعد المعارضين ،ويسخر من الإعلاميين ،ويدعوا الأزهر وعلمائه إلى إعادة النظر بالمعتقدات الراسخة التي نص عليها القرآن والثابت من السنة. مصر في عهد السيسي أصبح اقتصادها مدمرا ،وانخفضت قيمة عملتها النقدية ،وحوصرت الحريات العامة ،ودخلت في تحالف مع الصهاينة ،وأصبح إعلامها يميل إلى التطبيل والتزمير ،وانحصر دور أرض الكنانة التاريخي في قيادة الأمة العربية والدفاع عن قضاياها.

يا ترى نتساءل كيف يصدق بعض المصريين هذا الرجل ؟ألا يرون بأم أعينهم غبطة إسرائيل وسعادتها المنقطعة النظير بالسيسي وحكمة ؟ ألا يسمعون تصريحات القيادات الصهيونية بأن السيسي أفضل رئيس مصري بالنسبة لإسرائيل ومصالحها في المنطقة ؟ألا يرى المصريين التعاون والتنسيق العسكري والاستخباراتي الهائل بين سلطات السيسي والموساد الاسرائيلي ؟ ألم يسمع المصريين للسيسي وهو يصرح بأنه لن يسمح “لهم” بالجلوس على كرسي الرئاسة” مشيرا إلى أحد الأحزاب الكبرى في مصر؟.ما هذا الاستخفاف والاستهتار بشعب تعداده مائة مليون وبدولة تشكل قبلة ثقافية وحضارية للمسلمين والعرب في مشارق الأرض ومغاربها!!!

لا يمكن لي ولا لأي عاقل أن يصدق أن بلاد النضال والتحرر التي أنجبت سعد زغلول والشيخ عبدالحميد الكشك ومتولي شعراوي والتلمساني وطه حسين وفاروق الباز يمكن أن تقبل بعبد الفتاح السيسي وزمرته من أمثال سعد الدين الهلالي وعلي جمعه وعدلي منصور وتوفيق عكاشه ومصطفى بكري والفقيهة الدستورية إلهام شاهين ونوال السعداوي ليتولوا أمر شعب مصر العظيم. كيف يمكن لهذا الشعب الذي كان محجا للأمتين العربية والإسلامية ومقصدا للعلم والعلماء وموطن للحرية والأحرار أن تنطلي عليه سخرية السيسي وتحشيشه واستغفاله واستهتاره بذكاء شعبه!! كيف يدعون شخص عسكري مستبد استهوته السلطة والمجد فانقلب على من ولاه وزارة الدفاع ووضعه قائد للجيش مدعيا أنه جاء برغبة وتفويض شعبي؟

غريب والله ما حدث وما سيحدث وإنه لعمري نكوص وعودة لحكم الفرد والطواغيت والجبروت الذي لم يعد يحدث في أكثر دول إفريقيا تخلفا وبدائية ولا أخال أن سيلفيا كير ميارديت أو رياك مشار في أحدث دولة في العالم دولة جنوب السودان قد وصلوا لهذا المستوى الذي وصله السيسيي من الانحطاط والإستهبال للشعب.

السيسي أعاد مصر الكنانة الى خمسين سنة للخلف بعد إنجازات رائعة حققها المصريون بعامين فهل ينجح السيسي أم ينتصر الشعب؟

السيسي يريدها استفتاء عليه وليس انتخابات رئاسية ،يريدها مبايعة وليس اختيار من بين مرشحين مؤهلين فهل يحقق له المصريين ما يحبه هو ويرضاه؟

دروس التاريخ وعبر الإسلام وتعاليمه تخبرنا أن الشعب وإرادة الناس ستكون هي سيدة الموقف .إنه ابتلاء من الله لشعب أرض الكنانة ونسأل المولى جل في علاه أن يرفع عن مصر وأهلها الغمة والاستبداد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات