كتب : صفوت الفاروقي - في خضم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الدولة الاردنية، وتحت وقع ظروف اقليمية ملتهبة، ومتغيرات اقتصادية سياسية عالمية، يصبح رفع الطاقات الداخلية نحو الذروة، وتسخير كافة الأفكار، والحلول، والامكانات، لاسناد اقتصادنا الوطني، مهمة المهمات، وغاية الغايات، والشغل الشاغل الذي يتوجب ان تنكب عليه المؤسسات الاقتصادية والاستثمارية،وكذلك النخب الاقتصادية والسياسية، لقطف الثمار الممكنة، التي من شأنها دفع عجلة التنمية، وتصريف الاحتقانات الاقتصادية.

ان الحديث بشكل متواصل، عن المشاكل والعقبات والتحديات الاقتصادية الداخلية، بات ايقاعاً روتينياً منفراً ، دونما طرح مواز ٍ عن سبل الحلول لهذه التحديات والعقبات الاقتصادية؟، والعمل على الارض، بشكل جمعي ممنهج، لاجتراح الحلول الخلاقة، والتفكير خارج الصندوق، واطلاق الطاقات نحو ذروتها.

ان الدعوة لمؤتمر اقتصادي عام، يشارك به القطاعين الخاص والحكومي، بات أحد السبل التي من شأنها وضع القطار على سكته الصحيحة، والذي ادعو اليه من على هذا المنبر، لتتلاقي خلاله كافة النخب الاكاديمية الاقتصادية، ورجال الاعمال والمستثمرين، لبحث وضع تصورات حلولية اقتصادية خلاقة، ويكون مدعاة ايضاً، لطرح مبادرات استثمارية من القطاع الخاص، الذي بات يشكل العمود الفقري لاقتصاديات الدول المتقدمة.

ترسيخ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتحفيز سياسات استقطاب المشاريع والاستثمارات للداخل، بعيداً عن السياسات البيروقراطية الغابرة، لخلق بيئة استثمارية حاضنة، تفتح كل الآفاق، وتطرق كافة ابواب الشركات والمؤسسات العربية والعالمية، لهو خيار ناجع يحتاج الى جدية اكبر في التعاطي معه، ومأسسته، بخطط واستراتيجيات لائقة، ومدعاة ضرورية اكيدة لمواجهة تحديات المرحلة.

كفاءة العقل البشري الاردني، الذي استطاع الاسهام ببناء دول اقليمية واجنبية، يجب استغلاله محلياً باقصى قدرة وطاقة، فهو رأس المال الأساس، الكفيل بعبور المرحلة، وأخذ دوره الفاعل في بناء وطننا الذي نحب ونهوى، بعيداً عن سياسات الاقصاء، والتنفيع، ووضع الرجل غير المناسب، في المكان غير المناسب، مع تأكيدي المطلق، أننا قادرون بجدارة، على تذليل كافة العقبات، والنهوض باقتصادنا الوطني، فالاردنيون الذين عمّروا مشارق الارض ومغاربها، وتركوا بصمات مذهلة في كل بقاع الارض، انما يتحفزون لالتقاط أي مبادرة تتاح لهم، تسهم في النهوض بوطنهم، بعزيمة الاردني التي لا يضاهيها عزيمة ولا أصرار.