سر العلاقة بين الاردنيين والمخابرات العامة


جراسا -

محرر الشؤون المحلية - طالما كانت وسائل الاعلام الوطنية تحاول قدر جهدها الابتعاد عن الاشادة بجهود دائرة المخابرات العامة، لسببين رئيسين اثنين، أولهما، لغاية في صدرها ان لا يحسب النص "تزلفاً"، وثانيهما، ان الدور الوطني لجهاز المخابرات، يسمو حقيقة على الاحرف والنصوص، مهما بلغت بلاغة كاتبها وفصاحته ..

كما أن جهاز المخابرات، لم يكن يوماً باحثاً عن مكتسبات اعلامية، حال المؤسسات الوطنية التي تؤثر العمل بصمت، بعيداً عن الاضاءة والمايكروفونات، ولا غاية له سوى تحقيق أهدافه المتمثلة بالحفاظ على الامن الأردني، وهي أكبر جائزة للجهاز يسعى دوماً لنيلها، ولا يبتغي سواها.

من مفارقات الحالة الاردنية، خلافاً بمحيطه واقليمه، ان المواطن الأردني، لديه ثقة مطلقة بجهاز مخابراته، وقواته المسلحة، وأجهزته الامنية عموماً، خلافاً أيضاً لثقته في "أصحاب الياقات"، والساسة .. ويستشعر ذروة أمنه واطمئنانه، بهم، ويستمده منهم، على عكس علاقات مواطنين وشعوب عربية، تتوجس خيفة وريبة، من أجهزة دولها المخابراتية، وتضعهم في خانة النفور ان لم يكن العداء، بينما، لا يمكن لأحد، بلوغ مرتبة الاحترام والتقدير والثقة، ولا المكانة في الوجدان الشعبي، كالتي يحظى بها جهاز المخابرات الأردني بضباطه وافراده ..

وحقيقة، ان لهذه العلاقة الاستثنائية، تاريخاً طويلاً من التجارب، ودوراً وواجباً وطنياً كبيراً، لا أسمى، تكفل به جهاز المخابرات، بأبقاء الداخل الاردني آمناً سالماً، بعد فضل الله ورعايته، لينام أهليهم ليلهم وأعينهم قريرة، ونفوسهم مطمئنة، بأن كل ذرة من التراب الاردني، تحرسه سواعد لا أبذل أو أرجل ، وأن كل أردني وأردنية، تسهر عليهم عيون متيقظة، وزنود متأهبة، تترصد كل طامع حاقد، أو فاسد، ورجال نذروا أرواحهم لله وأوطانهم، كي يبقى الأردن آمناً، فناموا ليلكم، وسيروا في الارض نهاركم، ونحن ها هنا، نتكفل بكل متربص.

هذه هي الحكاية بالضبط .. وهذا شكل العلاقة الراسخة في أذهان الاردنيين وقناعاتهم تماماً.. والصورة الحقيقية لسر علاقة، بين من يَثق ويَحتَرِم، ومن يؤدي واجباً وطنياً سامياً، بكل تفان ٍ وايثار وأمانة، لا يسمو فوقها وعليها أمانة ولا واجب..

تاريخياً، هناك اشكالية في العلاقة بين المواطن والسياسي، وأزمة ثقة، طالما ظلت سائدة، رسّختها قناعات شعبية بفشل الساسة في ادارة شؤونهم، بسلطيتهم التنفيذية والتشريعية، وقناعات أخرى بهامش من الفساد، ساد وتمأسس، لمنافع شخصية ضيقة بحتة.. مقابل علاقة نموذجية موازية، بنيت على الاحترام، والثقة، بل الفخر، بين المواطن، والأمني العسكري ..

سر العلاقة، ربما لا يعرفه الا الأردنيون أنفسهم، وقد يستعصي الفهم على دول وأنظمة وشعوب محاذية، تحتكم للكرابيج والقمع والاقبية المظلمة، وهو ببساطة، ان المواطن الأردني، ترسخت لديه قناعات بان وجود رجل المخابرات، والأمن عموماً، مدعاة أمن وأطمئنان له، لا مدعاة خوف وشك وريبة، وهذا الامر، لم يكن وليد صدفة ولحظة، بل له أساسات ضاربة في الوجدان الشعبي، بالنهج الأمني الوطني الذي ما كان يوماً قمعياً، ولا استبدادياً، ولم ترق على يديه قطرة من دماء شعبه لا قدر الله، لا ولم يكن الا حزام الأمان الأول للمواطن، يسهر لينام، ويتعب ليرتاح، ويضحي ليهنأ ..

بطبيعة الامر، فان وعي المواطن الاردني، وتداركه ويقظته، وتنبهه للمخاطر المحدقة من كل حدب وصوب بوطنه، أسهم قدر الدهشة بمنَعَة الداخل الاردني، وحال دون نشوء فراغات، يمكن استغلالها من متربص، بزراعة أسافين داخلها، فأسند الشارع المهمة الأمنية، أيما اسناد، لذا، لا غرابة مطلقاً أذا سمعت مواطناً متحمساً يقول : نحن كلنا مخابرات !.

ورغم ان المفردة قد تعد مخالفة،إنما، لا خلاف فيها وعليها، ولا تفسر مقاصدها سوى في سياقاتها الوطنية، ولها مدلولات كبيرة وهامة جداً، تؤشر على مدى ثقة المواطن بمخابراته، وأجهزته الأمنية، فيتقمص في لحظة غيرة وطنية، دور قدوته !، ونموذجه الذي يحتذي، وينطق قاصداً كل ما في الكلمة من معنى : الاردنيون كلهم مخابرات ؟!.

وهو صادق بالمطلق، فالاردنيون كلهم يحرصون على وطنهم وأمنه، والأردنيون كلهم جنود عاهدوا الله وما بدلوا تبديلا، وهم المتأهبون للذود عن الاردن، طوعاً وحباً، اذا ما لاح خطب، او فكر - مجرد تفكير - ، طامع أو حاقد ..



تعليقات القراء

ابو خالد .
حقا انني بوجودهم اشعر بالامان والاطمئنان وهذا واقع ....الله يحميهم
10-01-2018 08:58 PM
مؤيد الحاج
والله تاج على روسنا
10-01-2018 09:06 PM
نزيه خوالده
الله يحفظكم جميع
10-01-2018 09:22 PM
صحيح
يوجد من يحاول جعل المخابرات الاردنية تبدوا بعين الاردنين كوحوش .. ولكن محاوالاتهم تبوء بالفشل دوما
10-01-2018 10:03 PM
السمرة
بكفي رقيهم ووعيهم الفكري والاجتماعي الله يحماهم
10-01-2018 10:34 PM
تسلم
يسلم قلمك ووكلماتك حكيت اللي بنفسي والله العظيم
10-01-2018 10:39 PM
أسامة الحميدي
بفضل رب العالمين نفتخر بمخابراتنا ونفاخر بهم الدنيا حماهم الله وحمى سيدنا ابوحسين رمز فرسان الحق وحمى الأردن وشعبنا من كل مكروه اللهم أمين
10-01-2018 11:13 PM
القاضي الدكتور .....
مما لا شك فيه أننا الأردنيين نعتز ونفتخر بهذا الجهاز فهم عقلنا وقلبنا وبوجودهم نشعر بأمان جم وهم محافظون على توازن الدولة ويديرون دفة الحكم بوعي تام حماهم الله في ظل صاحب الجلالةالهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم لهم المحبة والتقدير
11-01-2018 04:50 PM
سمارت
احسنت وصدقت يا ابن العم العزيز
11-01-2018 06:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات