غلاء وبلاء .. يا حكومتنا


صحيح أن موجة الغلاء وارتفاع الاسعار تضرب العالم وتهز البشر وخاصة الدول ذات الدخول المتدنية وأصبح الناس في حالة هذيان وخوف من القادم ..وحالنا في الاردن ليس بالأمر الهين مثلنا مثل الآخرين نكتوي بنار الغلاء وارتفاع الاسعار..

وحيث أن الحكومة في عهد الرخاء لم نضبط الاسعار فكيف لها في عصر الغلاء ان تفعل ذلك.وكذلك لم تبادر بتقديم أي حلول للناس أو منهجا توعويا في التعاملات بالبيع والشراء والحد من الاختلالات في السوق وتلاعب التجار والاحتكار للسلع وعدم التبذير والاسراف وهذا ما لم يكن ولم نسمع أن الحكومات المتعاقبه تقدمت ببرنامج وطني يضبط الاسعار ويزيد من مستوى وعي المواطنين بثقافة الاستهلاك والفوضى في بعض الامور الكمالية التي لا داعي لها مثل الولائم والسيارات الفارهه والاجهزة الالكترونية والاتصالات والجوالات والتفاخر بالسكن والاثاث التي لا داعي لها ..

وأذكر أن المرحوم عبدالحميد شرف كان رئيس وزراء الأردن في عام ١٩٨٠ وضع خطة وطنية لترشيد الاستهلاك وقد كان ثاقب النظره وصاحب رؤية تقدمية .. ولو قدر لتلك الخطط أن تم تنفيذها لكان حالنا أفضل بعد أربعين عاما بدل هذه الحال من المعاناة والضنك.

والتاريخ يذكرنا بمنارات فعسى ان تنفع الذكرى..فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم شافي العلل في القلوب ومفرج الكروب يستجيب مع شكوى الصحابة والناس من الغلاء ويوجه ويرشد الناس للاقتصاد ويحذر ويأمر التجار أن يتقوا الله وينبههم من خطر الاحتكار كسبب من أسباب الغلاء...

ويراقب الأسواق بنفسه من حيث السلعة وجودتها وعدم الغش فيها كما يراقب أسعار هذه السلع.. وظل هذا التقليد طوال الحضارة الإسلامية. وكانت مراقبة الأسعار موجودة ومشددة في عهد الخلفاء الراشدين ..وكان منهج الصحابة الكرام إذا ما زادت الأسعار عن حدها أن يرخصوا السلع واستبدالها بغيرها أو الامتناع عن شرائها..فها هو علي بن ابي طالب كرم الله وجهه يدعو الناس الى استبدال الزبيب مرتفع السعر بالتمر المتوفر في المدينة والامتناع عن شراء الزبيب ليرخص سعره ..فما أحوجنا اليوم لمثل هؤلاء الرجال..

وإلى مسؤولينا الكرام في الدولة الاقتداء بدلا من انهاك الناس في الغلاء وارتفاع الاسعار والضرائب وأن ينزلون للشارع ويخالطون الناس ويحذرون التجار من التلاعب واحتكار السلع..ووضع خطط للتوعية والتوجيه والإرشاد عن طريق الوسائل الإعلامية المتاحة لإيصال رسائل ايجابية للناس بدلا من القرارات المجحفة.. وان توجه لحملة وطنية شاملة لمعالجة الإختلالات وللحد من البذخ وعلى قد لحافك مد رجليك فحالنا اليوم صعب كحال الغريق الذي يتفرج عليه كل من حوله وهو يغرق فلا من منقذ ولا مستجيب للنداء..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات