المواطن يداه اوكتا وفوه نفخ


منذ ان بدأ تطبيق الديموقراطية شكلا ومضمونا واجراءا في الوطن قوبلت كافة اشكال اجراءاتها ووصول الممثلين فيها الى قبب البرلمان او المجالس الوطنية الى عشائرية وقبلية وروابط دم وصلة قرابة، فأوصلت القريب وابن العشيرة لا ممثل الشعب الحقيقي الذي لديه الرؤية والفكر الى مكان التمثيل الحقيقي، فكان تمثيلا هزيلا وشكليا ومفرغا من مضمونه الحقيقي الذي يقدم للوطن لا ان يقدمه الوطن، وتجرأت بعض القيادات المسؤولة للافصاح علنا دون ادنى وجل او خوف او اعتبار عن تغيير التمثيل للتعيين في مجالس نيابية تنوب عن الشعب.

ولم يكن لاي جهة شعبية او رسمية ان تتلاعب او تغير في ابجديات التمثيل لولا ان هذا الاستمراء والرخص قد تراكم عبر سنين وعقود مضت، كانت النزعة القبلية والعشائرية والفئوية هي الحكم والفيصل في وصول من لايمثل الشعب الى بيت الشعب، وبذا اختلت الموازين وتراكمت الاخطاء وضلت الطرق كثيرا وابتعدت عن النهج الذي يسير بالكل لمصلحة الوطن ورفعته والنهوض بمواطنيه عيشا ومعيشة وطمأنينة.

ومن هذا الباب جاءت الحكومات المتعاقبة بوجود هذا التمثيل غير الممثل والزائف والكاذب والمزور لتتخبط في سياساتها غير الدقيقة او المخطط لها، فسياسة الحكومات كانت كمن يعيش ليومه ويترك غده لتصاريف القدر، غير آبهين بوطن ودولة ومواطنين، فعم الفساد واصبح الطهر والنظافة والاستقامة استثناءا وشيئا مميزا، على ان العكس هو ماينبغي أن تكون عليه الامور والاحداث والمجريات.

وعندما عجزت السياسات الاقتصادية الفاشلة المتعاقبة في الوطن باخراج الوطن من عنق الزجاجة التي خنقت المواطن قبل الوطن، كان الحل في كل مرة تلو المرة هو ماتحتويه جيوب المواطنين قبل جيوب مؤسسات الوطن وشركاته ومصانعه، فاقرب الحلول وايسرها ان تمد الحكومة يدها الى من لايملك من امره الا الصبر والتصبر والرضى ليس الا في سبيل الحفاظ على وطنه آمنا وشامخا وعزيزا، اما كافة منشآت الوطن المالية والاقتصادية فقد اعياها ماتستجره الحكومة من ارباحها التي تقاسمها فيها لما يزيد عن كل مألوف بسبب او بدون، فالبنوك تدفع في بعض الحالات 60% من ارباحها للحكومة العقيمة التي باتت ثقلا على الراحلة وقطيعة في الاستنزاف.

وعندما جاءت الحكومة الحالية التي لاترضي وطنا ولا مواطنا ولا قائدا في ادائها وعملها ونهجها، تابعت مسيرة الحكومات السابقة لاخذ ماتبقى للمواطن في جيبه، وليس عليها أي حق فقد جاءت على نهج من سبقها ولم يكن لها ذلك لولا ان المواطن نفسه هو من يدعوها لنهبه واخذ مافي جيبه، فما اسلفت في بداية حديثي هو السبب، فمن اوصل واهيا او مزيفا او متسلقا لقبة البرلمان هو ذات المواطن الذي يذوق ماصنعت يداه، فلماذا تغضبون من الحكومة؟.

يداكم اوكتا سقاءا جافا وافواهكم من نفخته حتى انفجر في وجوهكم ايها الاحبة المواطنون، انتم من رفع رغيف الخبز، وانتم من زاد المدينوية، وعمَق الفساد، ورفع نسب البطالة، واوصل الوطن لفقر لايرى خطه الا بالمجهر، فمن يوصل من لايستحق الى موقع الاستحقاق عليه ان يتحمل ولايتألم ولايثير ضجيجا او انينا، فما حدث بالمس القريب في اقرار الموازنة العامة للدولة من مشهد دراماتيكي واخراج متقن للحضور والغياب والتصويت يفسر مفسه بنفسه، فحيثما كنتم يولى عليكم فلو احسنتم اختياركم لحسن وضع وطنكم ووضع الحكومات معكم، حمى الله وطننا وقيادتنا ودرء عنا شر العاديات وتربص المتربصين.



تعليقات القراء

عبد-
صدقت .....ويا ايها الشعب لا تلوموا مجلس النواب ولكن لوموا انفسكم
03-01-2018 09:34 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات