منابر المساجد منارات العلم


لقد مر زمن طويل على خروج الاستعمار ولكن لازالت اثاره ومخلفاته تقتل ابناء الامة ، لقد كانت تعد المساجد ما قبل الاستعمار مكانا مقدسا لتعليم الدين و الاخلاق الفاضلة وكانت ترسم فيه خطط الدولة بالإضافة انه كان مقر للقضاء و لكن في زمننا الحالي قد قلص دور المساجد فأصبحت رسالة المساجد تقتصر فقط على اداء الصلاة ، اذ كان اختيار الامام يعتمد على الاسس الصحيحة والتي اوصى به الرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم ،، أقرأهم لكتاب الله فان كانوا في القراءة سواء فاعلمهم بالسنة فان كانوا سواء فاقدمهم هجرة فان كانوا في الهجرة سواء فأفقههم فقها فان كان في الفقه سواء فأكبرهم سنا ، ولا ننسى العدالة والتقوى والزهد في الدنيا ، كان الامام او الخطيب او الداعية يعد من اصحاب الشأن الكبير بين الناس وصاحب كلمة مؤثرة داخل المجتمعات .

ولكن عند دخول الاستعمار كان لابد من العمل على فك التماسك الاجتماعي وطمس العلم ونشر الانحلال الاخلاقي واباحت المحرمات وخلق التعصب والتطرف والتكفير ونشر الجهل والتخلف بين صفوف المجتمعات الاسلامية من اجل فرض السيطرة على الامة المستعمرة ، لذلك كان لابد من قتل المحرض ضد الاستعمار فكانت الابادات المتتالية لعلماء الامة و الدين والخطباء وأئمة المساجد ، واصبح تعيين الامام او الخطيب بعيد كل البعد عن الاسس الصحيحة ، اذ اصبح الامام جاهل بالقران والسنة والفقه وبعيد عن الزهد والعدالة ، وكان انتقائهم كان على اسس الحالات الانسانية ، حتى اصبحت المساجد شبه خالية من طلاب العلم واهلها .

اليوم وعلى الرغم من انتهاء زمن الاستعمار الذي دام طويل ، ما زلنا نعاني من اثر الاستعمار وكانه لا زال متواجد ، عبر تواجد بعض الجهل بين ائمة وخطباء المساجد اذ تجد منهم اقرب للتنفير من الترغيب ، واخرون تجدهم اقرب للتعصب وانحيازهم لراي على اخر ، واخرون تجدهم اتخذوها مهنة لكسب لقمة عيش ، ومنهم من لا يحفظ القران ولا يجيد التلاوة وتراه يقدم الفتاوى دون علم ،،،،، و الغريب اننا ما زلنا نتسأل من اوجد لنا التطرف والتعصب واباحة القتل والتكفير!!!!! اذا اردنا اعادة بناء امة وانشاء جيل يعي مفهوم الاخلاص للامة بعيد كل البعد عن الفساد ويحترم لغة الحوار بعيد عن التعصب والتطرف الديني ، علينا اعادة اصلاح المساجد من خلال حسن انتقاء ائمة المساجد وخطبائنا وابناء الدعوة حتى تعود المساجد منارات للعلم .

حــــمـــاك الله يــا وطنـــي وحمــــى الله قــائد البـلاد من شر الفتـنة والبلاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات