خواطر درامية عن مسلسل الشحرورة


حينما عُرِضَ هذا العمل على الشاشات الفضائية راقبت بحذر عاصفة النقد المؤسفة التي احاطت به، و أذكر تماما بأنني لم أكن مقتنع تماما بما يُقال من نقد حول العمل، لذلك سَعيتُ جاهدا للإتصل وقتها ببعض البرامج التي كانت تعالج موضوعه و تتابع ما يقوله الراي العام عنه و لأنني كنت ارى الظلم بعينه بسبب طبيعة المعالجة الإعلامية لهُ...و لكنني لم انجح بالوصول الى المُعِدينْ باي منها مع كل أسف...و تيقنت تمام اليقين بعد المحاولات المتكررة بأن شاشات الفضائيات مفتوحة فقط لبعض الشخصيات المشهورة لكي تظهر عليها و تقرفنا بشتى انواع التنظيرات التي نجحت فقط بهدم الفنانة كارول سماحة درامياً و بصورة اعتباطية و تحميلها اخطاء هذا العمل بمفردها بالكامل من دون عدل و بصيرة و حكمة و تَرَوِيْ و دراية كاملة حول اصول توجيه حلقات النقد و معالجات مضمونها اعلاميا و مهنيا، كل عمل له حسناته و سيئاته لذلك كل الأعمال خاضعة لنقد الكتاب و لنقد محللين الدراما فليس هنالك اعمال كاملة حتى للتي نالت best picture awards من فئة الأفلام الروائية الطويلة بالمهرجانات و ايضا بالنسبة للمسلسلات التي لاقت استحسان عند الناس، شاهدت العديد من الأعمال الدرامية لأتفاجئ بأن أكثر الفنانين قدرةً في بعض الأحيان يقعون في عدة أخطاء إذا كان هنالك خلل في عملية الإخراج بصورة عامة، فمن الضُعْف في تقمص الشخصية و تجسيدها امام الناس بصورة مقنعة الى عدم مقدرة الفنان الإستمرار بتقمص الشخصية بالكامل من دون عملية الخروج خارج الشخصية اثناء مشاهد العمل...و تسمى بالإنجليزية stepping out of character...تنوعت هذه الهفوات لأتسائل "اين المخرج منها؟!" و و لم أطرح هذا السؤال لأرمي بالتهم بصورة عشوائية، فإن كان الفنان يعاني من ضعف مُعَيًنْ فعلى المخرج مساعدته لبلوغ الدرجة الضرورية من الإتقان بهذه النقطة...و إلًا ما دور مخرج العمل؟ قطعا ليس التصوير فقط فالمصور تقع عليه هذه العملية؟ قطعا ليس مَنْتَجَتْ اللقطات المختلفة و "الشوتات" التصويرية و اعدادها و اخراجها الى مسلسل فقط؟ لذلك اي نقد موجه للأسلوب التي قدمت به الفنانة كارول سماحة شخصية الراحلة صباح لا تتحمله الفنانة كارول إطلاقا بمفردها...و هذا الطرح مرفوض كليا...بل أغلبية المسؤلية تقع على عاتق المخرج...و هذه قناعتي التي لن أغيرها إطلاقا،

عفوا إن كانت هذه الكلمات متأخرة، فأفضل أن تكتب متأخرة على أن لا تأتي إطلاقا، و إن لم تعجب طرف مُعَيًنْ فهي ما يرضى عنه ضميري المهني، و اسأل اين كانت بصيرة المخرج حينما كانت تُصَوِرْ الفنانة كارول سماحه مشاهد المسلسل؟؟؟؟؟ اين كانت خبرته؟؟؟؟؟ ألم يرى هذا الضعف الذي كانت تعاني منه الفنانة كارول بتقديم شخصية صباح؟؟؟؟؟ و كيف وافق على ظهور العمل بهذا الشكل المثير للجدل على الفضائيات؟؟؟؟؟؟ لذلك أعلن عبر هذا المقال بأنني أحكم كناقد فني و روائي و محلل درامي امارس مهنة الكتابة منذ عام 2004 و قد قرأت الكثير من الروايات و طالعت الكثير من الأعمال و الروائع الدرامية الأمريكية و العالمية و العربية بأن الفنانة كارول سماحة بريئة من تحمل مسؤلية اي ضعف في تقديم شخصية صباح رحمها الله في مسلسل الشحرورة على ضوء أن المخرج كان ضعيف جدا في تقيم عيوب العمل الدرامية و التقنية الآخرى و كان يجب أن يدركها و أن يصلحها اثناء عملية التصوير و ما كان يجب أن يقدم العمل إطلاقا و هو يعاني من اية نقاط ضعيفة، بل سأكون منصفاً أكثر مع كارول سماحة وأقول بأنني متأكد بأنه لو قدمت هذا العمل مع فريق درامي آخر لكانت ستكون بخير و حال أفضل مما كنت عليه...فقد نجحت الى حد مقبول برأي بتجسيد شخصية صباح و لكن لزمها مخرج مصقول القدرات أكثر ليتعاون معها لأخراج المزيد من طاقتها و موهبتها الفنية،

أحب أن ارى مسلسلات و أعمال درامية آخرى للفنانة كارول سماحة غير الشحرورة، فلا أظن أن عمل واحدا و إن اثار جدلاً كفيل ليقيم فنانة على مستوى هذه الفنانة الكبيرة و مقدرتها الفنية و الدرامية، أحترم و أقدر الفنانة كارول جدا و أتمنى لها التوفيق بكل مشاريعها الفنية، و لا ننسى أن ما يُسَمًى biographyاي تقديم قصة حياة احد المشاهير دراميا يتطلب تَقَمُصْ شخصيته بحذافيرها و هو عمل صعب جدا و لا تستغربوا إن قلت لكم أنه قد لا يُبْدِعْ به كل الفنانين فليس كل من امتلك موهبة التمثيل ابدع بهذا المجال...لذلك أشعر بأن تمثيل شخصية من وحي الخيال قد يقرأها الفنان عن سيناريو و قد يُعْجَبْ بها و قد يشعر بأنها قريبة منه سيكون عمل اسهل بكثير من أن يقدم الفنان شخصية واقعية لشخص آخر، لأنه بهذه الحالة لن تكون معالم الشخصية الخيالية متشكلة بالكامل على السيناريو...بل تنتطر فنان او فنانة موهوبة ليعطيها الروح من خلال موهبته الفنية و يعطيها من لسمته و ابداعه الخاص...و لكي تتجسد من خلال ؤيته و بصيرته و قدراته...لذلك سيشعر الفنان بهذه الحالة بأن موهبته ستعطي بكامل امكانياتها لأنه سيخلق هذه الشخصية من خلال طاقته و موهبته كفنان و يُجَسِدْهَا...هو سيشكل الشخصية الى حد معين مع حيثياتها بالسيناريو. و لكي أثبت صحة كلامي مع ادراكي بالفوارق بين شخصيات النسائية و الرجالية...و لكنني اناقش مبدأ هنا...انظروا شخصية رومية و شخصية جوليت التي ألفها شيكسبير في روايته المشهورة كيف قُدِمَتْ في اللافلام الغربية و كم فنان و فنانة قدمها...فهنالك عدد من النجوم قد ابدعوا فيها و كل واحد منهم قدمها بلمسات خاصة به تختلف عن الآخر...شخصيات رواية عمارة يعقوبيان التي تم انتاجها الى فلم روائي مصري طويل ثم قُدِمَتْ في مسلسل مصري يحمل نفس الإسم...كل فنان و فنانة قدم شخصيات الرواية و التي هي من وحي الخيال بِتَمَيُزْ عن الآخر...و كلها اعمال ناجحة جدا و وجدت استحسان عند الجمهور...شخصية عنتر بن شداد الذي لا نعلم عنها الكثير الا من خلال ما قدمه لنا المؤرخون العرب و التراث الأدبي، فقُدِمَتْ من خلال عملين كبيرين، أحدا هذه الأعمال كانت من بطولة الراحل الكبير فريد شوقي و الراحلة كوكا و تم انتناجها عام 1961، و هنالك ايضا نسخة قديمة و لكنها بنفس القيمة السينمائية الكبيرة حيث تم انتاجها عام 1945، و قدم شخصية عنتر فيها الراحل سراج منير، و كل من الراحل سراج و الراحل فريد قدم شخصية عنتر باسلوبه الفني الخاص، و العملين بنظري كناقد من أنجح ما قدمت السينما المصرية على الإطلاق، ابداعات الإنسان لا تقاس من عمل واحد إطلاقا بل يجب أن يعطى مساحة كافية لتقول موهبته ما تستطيع قوله...فكل الذين عملوا بالسينما قدموا عدة ادوار و تعبوا فيها إلى ان وصلوا الى قلب الجمهور و استحسانهم...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات