المؤتمر العام لحزب الوسط الاسلامي


تزدحم الساحة الاردنية بالاحزاب السياسية لكن القليل منها يحظى بدعم جماهيري وقبول شعبي وخاصة من النخب السياسية والنقابية والمهنية ، وهذه حقيقة يدركها الجميع وحتى الكوادر السياسية العاملة في تلك الاحزاب.
ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو انعقاد المؤتمر العام لحزب الوسط الاسلامي في مدينة الحسين للشباب يوم السبت الماضي الذي شكل ظاهرة ونقطة تحول جوهرية في المسيرة الحزبية الاردنية فقد كان ملفتا للنظر فسيفساء الحضور التي شملت رؤساء حكومات سابقين ووزراء وأعيان ونواب سابقين وحاليين وكتاب وصحفيين واعلاميين وعلماء دين مسلمين ورجال دين مسيحيين ومثقفين ومفكرين كما ضمت القائمة العديد من شيوخ العشائر والوجهاء من المدن والمخيمات والقرى والقائمة تطول أكثر وأكثر.
وكان ملفتا للنظر الحضور الكبير لفئات الشباب والمرأة ليس من محافظة العاصمة فحسب بل أيضا من جميع المحافظات.
وبصراحة متناهية لم أكن أتوقع أن يكون الحضور بمثل هذه الكثافة والتنوع الفكري والثقافي والسياسي.
لكن أهم ما لفت الانظار هو الكلمات التي ألقاها ضيوف الشرف والتي أكدت في مجملها على رفضهم المطلق لفكرة الوطن البديل التي تطرحها اسرائيل بين الحين والحين وينبري للدفاع عنها بعض المرتزقة وضعاف النفوس الذي لا هم لهم سوى البحث عن الشهرة والأضواء حتى ولو كان الوصول لهذا الهدف من خلال بالارتماء في أحضان العدو الصهيوني الغاشم الذي شرد شعبنا من أرضه ودياره ودنس مقدساته.
حيث أكد المتحدثون على دعم الاردن وأمنه واستقراره في مواجهة العواصف الهوجاء التي اجتاحت المنطقة ولم تنته آثارها بعد.. كما أجمعوا أننا كلنا أردنيون بقدر ما يتعلق الامر بأمن الاردن واستقراره ومنعته.. وكلنا فلسطينيون بقدر ما يتعلق الامر بفلسطين وكفاح أهلها ضد المغتصبين الاثمين لحين إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.. وبعدها يمكن الرجوع للشعبين الشقيقين لاعتماد أية صيغة توافقية بين البلدين لاقامة علاقة فدرالية كانت أو كونفدرالية.
ومما لفت النظر أكثر دعم المتحدثين للافكار والقيم والمبادئ التي ينادي بها الحزب كحزب وطني أردني بمرجعية اسلامية يقبل بمفهوم الرأي والرأي الآخر ويعتمد نهج التعددية السياسية والتنوع الفكري والثقافي امتثالا لقوله تعالى (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ) صدق الله العظيم.
والكل يعلم أن لدى الحزب برنامج عمل شامل ومتكامل للتعامل مع الاوضاع والاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكافة الجوانب الحياتية الأخرى.
وما لفت الانظار أيضا هو الدرجة العالية من التنظيم والمتابعة من قبل كوادر الحزب من الشباب والفتيات لتوزيع المدعويين على الاماكن المخصصة لهم برشاقة ودماثة خلق عالية.
ما رأيته بالامس لم أره في مؤتمرات مماثلة الامر الذي جعلني أتفاءل أكثر بأن المستقبل لهذا الحزب وخاصة أن العضوية تضاعفت أكثر من عشرة مرات خلال السنوات القليلة الماضية.
تحية محبة وتقدير لكوادر حزب الوسط الاسلامي الذين يوصلون الليل بالنهار في سبيل نشر مبادئ الحزب والقيم السامية التي ينادي بها في ربوع الوطن والله الموفق والهادي الى سواء السبيل..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات