يوميات مصرية : الجزء الأول : ناس بالسمنه و ناس بالزيت


(باللهجة العامية المصرية، و بالرغم من انها من وحي الخيال إلا انها تنطلق من الواقع الحالي المُعَاشْ في مصر)

إصحيت من النوم الصبح و فتحت ستاير شقتي في السيدة زينب...دَخَلِتْ عليا شمس حلوة ابجد ابيتهيئلي أول مرة احس بيها...دفت جسمي و قلبي من جوا...حاولت أطًلع صوب السما بس ما أدرتش افتح عينايه من نور الشمس و قوتها...ياه لجبروتها و هي لسا بتصعد في السما الزرقة الصبح...و كأن كل جبروتها كان متسلط عليا و على غرفة نومي عن دون خلق الله إلي حوليا...إتَوِبْت جامد و فجأة اسمعت صوت المنبه إلي على كومودينو غرفة نومي...كانت الساعة سبعة اصبح...و فجاة اتذكرت الأزمة...من السيدة زينب للمهندسين...المسافة...ياه كده حتأخر و مديري في الصحيفة حيتنرفز عليا...ياه لصوتوا بس ايزعق و هو امعدي في الممر بتاع قسمنا في صحيفة اخبار مصرية...ده صوت خلاط اللحمة القديم إلي بسمعومن شقة أم فتحي العسًال جارتي لغاية شقتي احلا من صوتوا و ارحم منو...صوتوا خشن او وحش خالص و غضبوا وحش خالص...ربنا يستر...دانه حظي حيكون حلو خالص لو اتأخرت و كان مزاجو رايق النهارده...ربنا يستر...

خدت شَوَرْ و البست بدلة حلوة كانت أمي جايبهالي بعيد ميلادي الثلاثين من ثلاث سنين...اترددت في بداية الأمر لأن كُم الجاكيته كان كالح حبتين...بس النهارده لازم اكون متشيك و على سنجة عشرة...اصل سارة زميلتي بقسم المرأة بالصحيفة جايه عندي، رئيس التحرير أمرني اساعدها و هي بتغطي موضوع عن انجازات المرأة في سوق العمل المصري...حنروح سوى و حنركب عربيتها و حنقابل 3 مديرات بشركة استثمارية كبيرة بالقاهرة و حنحورهم عن أعمالهم...ساره جميلة خالص...طويلة و بيضه و حلوة و شعرها اسود مالس طويل...ديه ست طعمه خالص...قلبي بدق بسرعة كل ما بشوفها امعديه من قدام مكتبي...و لما بسمع صوتها...صوتها بوداني عامل زي صوت ملايكة الرحمن...ناعم و دافي...اخ يا أحمد و أخيرا حتبقى معاها بنفس العربية...و ديه فرصتي عشان احسسها أني بحبها...و لا بلاش يا أحمد...ما تتسرعش و إتـأل خالص...خليك تِـإيـل أوي...الستات بتتأل بس اتشوف الشباب بتجري وراها...اوعى يا أحمد...خليها هي أتْحِسًكْ تإيل حبتين...مش يمكن هي إلي تجري وراك...ولاه مش يمكن ما اتجيش فرصة تانية اكون معاها بنفس العربية؟ لا لازم افكر اكويس...ساره ديه مزه و القدر جمعني انا او هي بنفس العربية و الشوارع أزمة و السير بطيئ أوي للحته إلي رايحينها...لازم أكون فحل معاها...لازم أَسْحِرْها...علشان كده لبستلها البدلة و حطيت ريحة و لمعة جزمتي و فرشيت سناني مرة قبل الأكل و مرة بعد الأكل...و اتمضمضت بمعقم للفم...و بس وقفت أدام المرايا بينت و لا أنور وجدي بأروع ايام شبابو...ااااه ه ه ه يا ساره انا و انت ولا حد تالتنا...انا و انت انا وانت او بس...

وصلت الصحيفة بعد ساعتين سواقة ما يعلم بيهم إلا ربنا و دخلت القسم إبتاعي و فجأة سمعت صوت الخلاط بـيـنـدهلي...أصدي سيد العجمي مديري بجلالة أدرو و صوتوا كان بيرعد و جايب الأهرامات في الجيزة ... "انت فين يا زفت يا أحمد يا ابوالذهب!!!"

وقفت و بلعت ريقي...حاسيت الدم نشف بعروقي من الخوف...يا ساتر على ساعة الصبح...سيد العجمي و هو غضبان على ساعة الصبح...حاولت ارسم ابتسامة على وشيه ما اعرفتش إزا كانت مقنعة و لا لاء...و امشيت و العيون عليا...زملا ليا بمكاتب يمين و شمال متوزعه على طول الممر لما اوصلت لمكتب سيد العجمي، و فجاة جتني الجرأة و دخلت لسيد سيد...و قفت زي التلميذ إلمذنب إلي خايف بمكتب ناظر المدرسة...و بصيت في وشوه...كانت طلتو زي الوبور المولع و عيونو شايطه امن الغضب...

"الساعة تسعة و نص يا زفت انت!...ساره هانم بألها نص الساعة مستنيه!"

بصيت في وشوه و اترجيتو "طب آخر مرة والله...الزحمه و السير...مانت عارف يا سيد سيد...:"

"غور من وشي و روح على مكتبك، حيوصلك انذار مني على التأخير ده...و اشكر ربنا ما خصمتش من مهيتك الساعة او نص تأخير..."

عملت فيها البؤساء و بصيتلو بصيت المسكين إلمضطهد و المذلول و قلتلو على أمل إيحن قلبو عليا..."المهية...منين...بعد الجزار و الفكهاني و البقال مبيضلش منها ميتين جنيه...دنه مستلف على راتبي علشان بنزين العربية..."

و بدل ما يحن قلبو عليا...أبو قلبي قاسي ابو قلب مايرحمش...لأيتو شخط فيا و قالي و هو ابيتريق..."اي ده...اي ده...شايفني وزيرة التضامن الإجتماعي...و أو بيت الزكاة مثلاً...و لبسلي بدلة العيد و جاي تقولي ماهيه و بقال و جزار...مش قد اللحمة ما تطفحوهاش؟ ادوها عدس او فول و طعميه،، شد الحزام حبيتين يا خوي...ما تيجي عالوقت...مش يمكن نقدر نرفعك درجة اعلي...غور من وشي الساعه ديه فورت دمي..."

قلتلو "شكرا ربنا ايديمك" و في سري قلتلو "ربنا ايهد جبروتك انت وصوتك الإذاعي..."

اطلعت جري من المكتنب و لقيت ساره بوشي على باب مكتب العجمي...بصيت لوشها...لقيت لونها مخطوف حبتين...حاولت احافظ على ماء الوجه أدامها و فجأة شديت حيلي و رفعت راسي لفوق و رسمت وش كلو كبرياء قدامها و قلتها بكل جرأة...

"ساره...كنت بإجتماع مع العجمي بي و قلتلو و كنا بنشرب فنجان قهوة سوى و أد ايه انا مبسوط أنو رشحك اتكوني معايا بالسبق الصحفي ده..."

شكلها سمعت الزفه كلها...اترسمت ابتسامة عريضة على وشها و حستها عايزه تضخك عليا...بس طلعت جدعه اكثر من مديري و قلتلي "دايما بيشكر فيك قدامي..."

قلت بسري ربنا ايهدك يا عجمي يا مديري...قلتلها اتفضلي بصوت عالي و عينك ماتشوف إلا النور...الرعد اشتغل ورايه...

"انت لسه هنا!"

"ده زعلان علشان سمعتو كلمتين بس مانزيلش مقالي الشهر الفات..."

و جريت بسرعة على مكتبي و وشي عالأرض من الكسوف، و بصيت من طرف عيني و لأيت ساره بتشاورلي بإيدها إنها لاحقاني...و دخلت عند العجمي...اخ يا أحمد...ده حيهزقني قدامها و حيعلقني التعيلقه إلي هي...لو انا جاي بواسطة وزير و الا نائب ماكنش زفني الزفة البلدي ديه و لا حيتجرء ايجيب سيرتي خالص...بس اخس فوخس يا زمن...ناس بالسمنة و الناس بالزيت...و انا من الزيت...و الزيت إلعِكِر كمان...

أحمد ابوالذهب/صحفي من ذوي الدخل المحدود بصحيفة اخبار مصرية...
المهندسين/القاهرة
16 اكتوبر 2017...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات