لاعكازات بعد اليوم ياابراهيم


بين عشية وضحاها يتغير الحال وتبزغ شمس الأمل معلنة تباشير الخير والشفاء بإذن الله.
إبراهيم إبن العشر سنوات أظن بأنه نام مبكرا تلك الليلة التي علم فيها بقدوم جلالة الملك عبدالله الثاني،أظن بأنه وضع عكازتيه إلى جانب رأسه الذي أراحه على مخدة مثقلة بهموم طفولة داركها الهم والألم مبكرا،أظن بأنه في تلك الليلة قد نسي أن يأخذ حبة دوائه المسكن لأن أمله بلقاء الملك كان مسكنا بحد ذاته،وأظن بأنه أيضا قد نسي أن يحل واجب الرياضيات لأنه كان مدركا بأن لقاءه للملك سيكون أروع وأجمل واجباته التي انتظرها.
بزغت شمس الصباح،نهض إبراهيم من فراشه،اتجه نحو الشباك،رأى الشمس تبتسم بخيوطها الذهبية،عندها أدرك بأن نهاره سيكون جميلا فسيد البلاد قادم والأمل قادم والفرج قادم.
أظن بأنك ياإبراهيم قد غسلت وجهك دون أن تنشفه فعكازتاك كانتا تحثانك على الاستعجال قليلا خوفا من تبخر الحلم برؤية سيد البلاد،هاأنت قد خرجت ياإبراهيم وأصبحت نقطة صغيرة بين الجموع الغفيرة التي تنتظر قدوم الموكب.
هاهو موكب سيد البلاد قادم من بعيد وهاأنت قد هممت لملاقاته،هناك يد أبعدتك جانبا لكنك حاولت العودة بين الجموع،عادت يد أخرى وأبعدتك إلى نفس المكان،نهضت بقوة لكن لم يعد أحد في ذلك المكان!!
اختفت الجموع، وأنت تتمتم ياإبراهيم وتقول: لم يعد أحد حولي،ابتعد الموكب ابتعد الحلم وضاع الأمل،جلست على الرصيف ياإبراهيم تبكي فحامل الأمل قد غادر ودموعك ياإبراهيم تنهمر حزنا وحسرة على مغادرة سيد القوم.
نمت ياإبراهيم في تلك الليلة حزينا بائسا دون أن تخلع جواربك من قدميك،نمت وعكازتاك حزينتان في زاوية البيت المثقل بالهموم،نمت وأنت تقول ياريتني بس شفت الملك.
جاء الصباح الباكر جلالة الملك يحتسي قهوته يقلب صفحات التواصل الاجتماعي يلفت نظره طفل يبكي على صفحة من الصفحات،يفتح الملك المقطع ويرى ذلك الطفل يبكي بحرقة لعدم رؤيته الملك وعلى حين استعجال يطلب جلالة الملك أن يقابل ذلك الطفل.
ابراهيم جالس تحت شجرة تين بجوار منزله،يأتيه الخبر بأن الملك يريد لقاءه،ينهض ثم يقع فقد نسي عكازتاه من الفرحة فالملك يريد لقاءه وربما أن العكازات ستكون ذكرى ستغادر قريبا إلى غير رجعة.
يذهب إبراهيم إلى أمه يطلب أجمل ثيابه ليلبسها،تأتي سيارة فاخرة يصعد إبراهيم في الكرسي الخلفي يداه ترتجفان وعيناه يقترب الدمع من حاجزهما الخارجي،يصل إبراهيم الى مكان اللقاء ينظر أمامه نعم إنه عبدالله نعم إنه الملك الذي حلمت بلقائه، الملك يحتضن ابراهيم ويهمس في أذنه: لاألم بعد اليوم لاوجع بعد اليوم لاعكازات بعد اليوم ياإبراهيم.
عندما تلتقي براءة الطفولة مع قيادة العرش على طاولة واحدة فاعلم أنك في أرض الحشد والرباط.
نعم أنت في الأردن.
حفظ الله الوطن وحمى الله القائد وأبعد عنا الشرور والمصائب.



إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات