مأساة حقيقية


حصار مرارة فرض على شعب فرضت عليه أبشع انتهاكات بفرض حرب قتلت الآلاف و شردت غيرهم دون مأوى يبيتون في الشوارع و على قارعة الطريق دمرت هذه الحرب المكان و نفس الإنسان و شجر و حجر إنها ما يوصف جريمة الحرب التي جرمها القانون الدولي و جرمتها كل عين رأت الجثث مصفوفة جثث من كل الأعمار و كل الأجناس فهم انتهكوا الاتفاقيات الدولية و جاء غولدستون بتجريم لكل هذه الانتهاكات في غزة و لكن هو ضد سياستهم فذهب كله أدراج الرياح لأنه ضد مصالحهم التي يرسمون لها منذ سنوات طويلة , شاهدنا حينها ما تدمع له العين حقا و ينزف له القلب , و لكن أين سيصل بنا الطريق و هل نحن ممن يعيشون على هذا الطريق أين نحن ؟؟؟؟؟ بل أين موقفنا ؟؟؟؟؟؟ و بقعة أخرى ليست ببعيدة قلوب الأمهات فيها تصرخ على من فقدت و لكننا في حالة صمت قاتل ألغى عقولنا و جعلنا مجرد أدوات ليس لها وجود تطمح إلى المنصب مع إلغاء للعقول و وضع قيود على القلوب ؟؟؟؟؟؟ يا ليتني كنت من زمن غير هذا الزمان ؟؟؟؟؟ زمن صلاح الدين مثلا لأكون أداة أجيالنا القادمة التي تخلد الانتصارات التي نسيت منذ سنوات و في منطقة أخرى انتهاك للمقدسات مسجد أقصى ذكر في سورة الإسراء , سورة من سور القرآن , حيث أسرى رسولنا الكريم على ظهر براق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حادثة جسدها التاريخ و وضع إطارها , يا ليت هذا التاريخ كان إنسان ينطق بطعنة هذا الزمان أو أن يكون فارسا من الفرسان , ليقول عن الحضارة و أهمية الإنسان .

و لكن أيتها الأيام التي كنا نحن في انتظارها لتخلد مجد الانتصارات لم نكن ننتظر منك هذا الحد من الجمود وإلغاء الوجود , أيها اللسان توقف عن حالة الصمت فلتتخذ من اللسان أداة لطرد الاستيطان ومن العقل وسيلة لمواجهة المستجدات , توقف و لو لبرهة و انظر ما سمعت في ظل الحصار , بناء لأنفاق تحت الأرض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه , و شباب تعمل داخل الأنفاق لتقديم المساعدة لمن هم فوق الأنفاق و قتلوا من غير عدوهم هم من العرب , و الآن من هو عدوهم ؟؟؟؟؟ من هي دولة الاحتلال ؟؟؟؟؟ أم أن الموازين انقلبت و لم نعد نعرف عدونا ؟؟؟؟؟ في ظل ذلك قتل أربعة تحت النفق ؟؟؟؟ مأساة الأمهات عندما استلمت جثث أبناءها تقبلها قبلة أظنها آخر قبلة , آه آه كم تحملت قلوب هذه الأمهات قلب القهر في ظل أيام الصبر و التحمل , و لكن لا مستمع و لا مجيب و كأن الأمر هو شيء عابر الوضع كما تعودناه سابقا حالة من اللاوجود و كأنها جمادات لم تحرك ساكنا .

ناديت و وجهت كلامي منذ سنوات حتى تعبت الكلمات في ظل هذه المأساة و الآن ليس لي إلا كلمات النداء مرة أخرى و لكن نداء لمن ليس في الساحة أحد أناديه لقد أصبح حسم الأمور مع بعضنا بعضا فنحن من كسرنا بعضنا و نقف لبعضنا فلمن سيكون النداء ؟؟؟؟؟ و من سيتخذ موقفا ؟؟؟؟ و لماذا نطالب بوقف حالة الصمت ؟؟؟؟؟ فنحن لو درسنا هذه الأمور سنقف لبعضنا ؟؟؟؟ مأساة حقيقية ضحيتها شعب.

manalalamiri@yahoo.com



تعليقات القراء

الى الكاتبة
مقال جميل و معبر
أثر فينا كلام متسلسل بطريقة رائعة
كم تحمل أهل هذا الشعب في ظل الاحتلال
30-04-2010 09:29 PM
nadeen
مقال رائع و جميل
أوضح الفكرة بطريقة رائعة
أتمنى لك التوفيق
01-05-2010 10:56 AM
deema
نحن نعيش بوضع العرب في كل مرحلة يتراجعون و ليس لهم أي خطوة ايجابية فهم في تأخر دائم
مقال رائع أتمنى لك التوفيق
01-05-2010 09:46 PM
الى الكاتبة
مقال وضعنا على الواقع
عبرت بطريقة رائعة
أمنياتي بالتوفيق
02-05-2010 05:50 AM
sms
في الحقيقة أن التأخر يلازمنا دائما
مقال رائع
02-05-2010 03:23 PM
الى الكاتبة
أفكار رائعة
مقال جميل
اسلوبك متسلسل
02-05-2010 07:33 PM
الى الكاتبة
مقال معبر بصورة جميلة و أتمنى لك مزيدا من التقدم
03-05-2010 05:04 AM
mnm
مقال رائع
وضح الحدث بصورة جميلة
05-05-2010 04:42 AM
salma
موضوع مؤثر جميل
تسلسل منطقي
أمنياتي بالتوفيق
05-05-2010 12:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات