مقدونيا : حينما يعلوها الإسلام يشرق وجهها العربي


جراسا -

ريما أحمد أبو ريشة - ( تنهمر في لغتها كلمات عربية كثيرة . مصدرها العهد العثماني . لكنها أيضاً كانت تسري فيها اللغة العربية كلغة رسمية . غالبية مسلميها ألبان . والثقافة الألبانية عميقة في الأبجدية العربية والعكس هنا مماثل . وعائلات الأرناؤوط المنتشرة في بلداننا العربية تشير إلى الأصول الألبانية . وهنالك أسماء بلدات وقرى ومدن تماثل ما لدينا . فمدينة بيت اولا وهي ثاني المدن المقدونية تماثلها عندنا بلدة بيت اولا قضاء الخليل . وقرية الطيبة وعندنا عدة قرى وبلدات تحمل هذا الإسم في الأردن وفلسطين تماثلها قرية تحمل نفس الإسم قرب مدينة أوخريد السياحية الخلابة التي يقولون عنها إنها من إشادة العرب الفنيقيين . وعندهم كربلاك وعندنا كربلاء , عندهم غفغيليلة وعندنا قلقيلية , عندهم قرية العُمَرَين وعندنا بلدة العمرين وهو إسم لبلدة صورباهر المقدسية نسبة للخليفة الفاروق عمر بن الخطاب والصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنهما , عندهم جفتلك في ضواحي العاصمة " اُسْكوبيِة " وعندنا جفتلك قضاء مدينة نابلس الفلسطينية العريقة )) .

وأما العائلات ذات الجذور العربية فهي منتشرة فيها كذلك . منها ما يعود تاريخها لمئات السنين ومنها المعاصرة . ولا أدهشك عزيزي القاريء إن أخبرتك بأن نهاية عقد ثمانينيات القرن الماضي شهد بروز حزب " المصريون " هناك , والذين تظاهروا عشية استقلالها عن يوغوسلافيا البائدة الهالكة مطالبين الحكومة بالإقرار بمصريتهم . وهؤلاء هم قدامى المصريين الذين وصلوا البلقان . ولا بد لكل واحد منهم من أن يقتني كتاب " حكايات وأساطير فرعونية في مقدونيا " .

ومثلما نحن نستقبل رمضان يستقبلونه , بالبهجة والفرح والغبطة والسرور . ويقضونه مثلما نقضيه في العبادة والدعوات . ويدعونه مثلنا بالحزن على فراقه ومروره السريع .

عانى مسلموها كثيراً على أيدي المقدون الأورثوذكس الذين ظهر منهم من يطالب المقدون المسلمين بالعودة إلى النصرانية الأورثوذكسية . وبتحريض من يهودها كالدكتور إسحاق تاجر والكاتب أبراهام ساديكاريو والصحفي زلاتكو بلاير والإعلامي سيم فكنين الذي طالب بوأد الربيع العربي وإلصاق الشبهات به بعد بزوغ نجم الإسلام من جريانه وهو مستشار لرئيس الوزراء الأسبق نيكولا غرويفسكي . وآلدو كليمان وعزرين أفدك اللذان ينشطان في البلقان لتشويه صورة المسلمين وكذلك موريس مورانو الذي عمل سفيراً لعقود في الخفاء .

يطلق على المسلمين المقدون ب " التوربيش " وهو نفس ما يطلق على مسلمي " بلغاريا " . وفيها جالية تركية قلّ عددها كثيراً بسبب عودة الغالبية إلى تركيا . كما وفيها بوشناق وغجر ومونتينيغريون مسلمون ويعيش فيها عدة عشرات من العرب .

ولا بد لي من التركيز هنا على بيان منظمة كومانوفو وهي المدينة التي تحاذي صربيا الذي وزعته سنة 1943 ونادت فيه جميع القوميات في البلاد للنضال من أجل مقدونيا حرة . وفيه نوديت القومية العربية وهذا يؤكد أن للعرب دور مشرف في تحريرها . بينما كان يهودها يتجسسون لصالح اليونان التي احتلت القسم الأكبر من أراضيها في سنة النكبة 1948 بعد أن هضمت الكثير بالتدريج وهو ما نسميه ب " مقدونيا الإيجية " .

فيما سيطرت بلغاريا على القسم المحاذي لجبل بيرين وهو ما نطلق عليه ب " مقدونيا البيرينية " . واليونان لا تعترف بها لا إسماً ولا لغة ولا عرقا . وبلغاريا لا تعترف بالعرق واللغة وتكتفي بالإعتراف بالأرض فيما تراها صربيا أنها جنوبها . والألبان يرون في تقسيمها حلاً يرضي بعضهم .

حافظ الإسلام عليها طيلة عهده . وناضل الثائر المقدوني ياني ساندانسكي ليبقيها في عهدة العثمانيين فاتهموه ولربما هم من اغتالوه .

لأتاتورك زوجة مقدونية وقصراً في بيت اولا لكن إسمه زال من قلوب المسلمين هناك .

دعاة جدد في البلاد جعلوا من رمضان شهر بهجة ورحمة وعبادة وغفران . يستذكرون شهدائهم في فلسطين وتكريم الشعب الفلسطيني لقائدهم عمر الأرناؤوط ويحنون لملعبهم في القدس .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات