عرب .. عرب


تلك هي أمة تاهت بين الصعود للهاوية والهبوط للقمة بعد أن ذبلت أوراق تاريخها واصفرت اوراق جغرافيتها وتحولت من السيف للخابور للطبل والزمور والأفتخار بالخيانة والنفاق والنهب والفساد وسقطت من أجندات العالم وذهبت ريحها ووجناها بضاعة مزجاة رخيصة معومة تعرض على الأرصفة تبحث عن مستثمر لها يديرها وعاجزة عن السير في المركب العالمي او حتى العودة لبساط الجاهلية الاولى باحترام والألتزام بالأخلاق والتقاليد والأعراف وركنت للجاهلية الحديثة الأقسى مرارة وانفلاتا من ضوابط البشرية والتفت بعباءات الاسلام حينا والعلمانية وحوت بضاعة كسوق عكاظ من اليمينية واليسارية والميكافيلية والشوفونية والثيوقراط والبرغماتية والليبرالية الى غير ذلك من مستحدثات المصطلحات ولكنها كانت جميعها مشوهة وفارغة وساد بها الأنفلات المجتمعي والأسري واستوطنتها قوانين الظلم الوضعية وتحولت من عبادة خالقهت لعبادة الحكام بملحقاتها من المال والجاه مدعمة بمرساة رهط أفلام نفاق الأسترزاق وانقلبت مفاهيمها وموازينها وأفلت عقال الضوابط العامة والعقلانية والأنسانية و عادت مراسم الردة الفكرية والأخلافية واصبحت شعوبها تنتخب على اساس ديني وتسير بركب العلمانية وتسابقوا ببناء مساجد الضرار والرياء للتفرقة و لتنحرف عن اهدافها بجمع الأمة واهتمت بالعبادات المجانية كالصلاة والصيام وعمدت للتحايل بتعطيل الركن الأهم وهي الزكاة التي تجسد مفهوم التكافل الأجتماعي.. انما المؤمنون اخوة .واكتفينا بفصاحة اللسان و خمول العقل والفكر والتنافس التكنولوجي العالمي وتداولنا تراكمات أرث الأحاديث الضعيفة والموضوعة ووضعناها المرجع الأول للتشريع ونقلنا القرأن كمرجع رابع وكثرت دكاكين افتاء الربح السريع على الفضائيات واستحلينا المحارم والقتل وركنا الى سلاح الحكام بتخويفنا من اعداء وهمية لكسب الولاء والرضا بكفاف العيش وبالعزف على اوتار مسرحيات الأمن والأمان وتهافتنا أذلة على ابواب السفارات نبحث عن هجرات كرامة ودرء جوع وقلنا لأمريكا وروسيا اذهبا وقاتلا انا ها هنا قاعدونه.
الغريب وبكل وقاحة نرفع أيدينا بلا خجل بالدعاء بالنصر .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات