يومَ تُضرب عن الطعام .. مالك إلا أن تنحني أمام أبطال الأمعاء الخاوية


هو أقل واجب نقوم به تضامناً مع الأسرى في سجون الاحتلال، إضراب ٌ عن الطعام ولو ليوم واحد نصرةً لماتبوح به أمعاء الأبطال، وكيف يدوي صمودهم في عتمة الزنازين، وهم ينتظرون أن تشرق شمس الحرية على وجناتهم، وقد ترصعت بهذا الشموخ الفريد وتلك وتلك الإرادة الصلبة، خاضوا خلاها غمار معركة ٍ ولا كل المعارك، لا سلاح فيها يستخدم ولا رصاصة واحدة تطلق..

معركةٌ من نوع آخر, معركة مقارعة الجوع , معركة الرجال المقاومين الصامدين الثابتين في سجون الاحتلال الإسرائيلي , معركة ٌ يقهر فيها الأسرى الفلسطينيون قيد السجان وجبروت المحتل في زمن ٍ تخاذل فيه العرب عن نصرتهم وقد صدعوا رؤوسنا هم وأسيادهم بالحرية وحقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مستقبلها , هؤلاء الأعراب الذين ما إن ذكرت أمامهم فلسطين وحق شعبها في نيل حريته تراهم (صم ٌ بكم ٌ عمي ٌ) لا يفقهون، وقد انشغلوا بضرب رقاب بعضهم البعض.

في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها الأسرى دون منة من أحد، ومن دون أن تنتظر من ينصرها، أو حتى من يرسل الجيوش والقوات والمستشارين لفك كربتها، إنما تبعث برسائل العز ومدى الانتماء الوطني المتجذر في أجيال فلسطين، وإن توالي الانتكاسات وتكاثرها في المشهد العربي، وكل العناوين الذي أصيبت فيها العروبة في مقتل، يوم َ انشغل أبناؤها في تصدير الصراعات وإفاضة الدماء في هذه الأرض، لن تثن من آمن بها في المضي في مسار المقاومة واسترداد الحقوق.

في معركة الأمعاء الخاوية تثبت الإرادة الفلسطينية أنها أقوى من كل الإرادات ، ثابتة في التراب الفلسطيني كثبات التين والزيتون، ومهما تجبر ” مخرز ” العدو والشقيق، يبقى في فلسطين, تلك العين التي لن تغيب نظراتها عن الوطن وسمائه وأرضه وبحره ، يملؤها التصميم والإيمان على مقاومة مخرزها إلى أن يزهر ربيع فلسطين كل فلسطين حرية ًوكرامة.

كل التحية والإجلال للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يسطرون بأمعائهم الخاوية أروع معاني الصمود والنصر,يوجهون من خلالها صفعاتٍ للمتخاذلين والمتآمرين على قضيتهم والتي سيجلها التاريخ بلا أدنى شك في صفحات العار , الحرية للأسرى والمجد لفلسطين.

الدكتور محمد بكر
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات