الغزو الإسرائيلي للقارة اللاتينية سياسياً واقتصادياً .. لماذا الأن وما سر التوقيت؟


تزامناً مع الوقت الذي تؤكد فيه وتتحدث معظم التقارير القادمة من اسرائيل ،أن نتنياهو قرّر أن يعزّز بقوة علاقات إسرائيل مع دول أمريكا اللاتينية ،أفادت خطة العمل السنوية لوزارة الخارجية الإسرائيلية للعامين 2017 – 2018، بأن إسرائيل تتطلع إلى استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع أربع دول في أميركا اللاتينية، هي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، والتي قطعت علاقاتها مع إسرائيل، هذه الخطوة الاسرائيلية تتزامن مع خطوة اخرى انطلقت بمطلع عام 2013، والخطوة الاسرائيلية حينها تمثلت ببناء علاقات تجارية مع أربع دول في أمريكا الجنوبية والوسطى - المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو. وهدف هذا الإجراء حينها إلى اختراق أمريكا اللاتينية، عبر توثيق العلاقات مع أربع دول تُعتبَر إلى حدما صديقة لإسرائيل وهي المكسيك، تشيلي، كولومبيا، والبيرو.

الخطوة الاسرائيلية هذه باتجاه كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا، قالت عنها الخارجية الإسرائيلية ، إنها تأتي كمحاولة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدول الأربعة التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل ، فقد قطعت كوبا علاقاتها مع إسرائيل في العام 1973، في أعقاب حرب تشرين، كما أن فنزويلا وبوليفيا قطعتا علاقاتها مع "إسرائيل" في العام 2009 في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة، بينما قطعت نيكاراغوا علاقاتها في العام 2010.

اليوم يجمع معظم المراقبين أن هذه المحاولة الاسرائيلية تأتي بهدف توسيع العلاقات مع دول أميركا الجنوبية والكاريبي ، كما وتتطلع "إسرائيل" إلى استئناف العلاقات مع كوبا تحديداً في أعقاب استئناف العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا في العام 2014،كما وتحاول اسرائيل عبر هذه الخطوة تغيير مواقف هذه الدول الأربعة التي تتبنى حسب الرؤية الاسرايلية 'خطا معاديا (لإسرائيل) ومؤيد للفلسطينيين.

اليوم وعلى محور هام بما يتعلق بالسياسة الاسرائيلية الجديدة نحو دول أمريكا اللاتينية ،فهذه الخطوة بحال نجاحها بكسر هذا الحاجز مع الدول الاربعة ،فهذا بحال حدوثة بعتبر نكسة جديدة للعرب وللفلسطينيين تحديداً ، فهذه الدول الاربع لطالما كانت لها مواقف داعمة للعرب وقضاياهم التحررية وتحديداً للقضية الفلسطينية ، فالدول الاربعة وهي كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا وبوليفيا ،كانت لها مواقف تاريخية مشرفة اتجاه فلسطين واتجاه كل قضايا المنطقة العربية .

فمن منا ينسى مثلاً موقف الريس الفنزويلي الراحل شافيز ، الذي كان أول من كسر الحصار الذي فُرض على العراق عندما قام بزيارته عام 2000 وتجول في شوارعه.. وفي عام 2006 وحينما كانت العديد من الحكومات في العالم العربي متخبطة في رد فعلها إزاء العدوان الإسرائيلي على لبنان، قرر شافيز سحب سفير بلاده من إسرائيل ردا على عدوانها، وفي كانون الثاني 2009 أقدم شافيز على فعل ما لم تفعله دول عربية تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، فقام بطرد السفير الإسرائيلي لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة، واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في غزة "إرهاب دولة" وجريمة ضد الإنسانية، كما وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه "جبان"، وفي العام نفسه اعترفت فنزويلا رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، ودشنت أول سفارة فلسطينية في كراكاس.

ومن ينسى المواقف المشرفة لدولة بوليفيا اتجاه فلسطين ، وخصوصاً موقفها الذي قررت فيه بوليفيا افتتاح سفارة فلسطينية لديها في العاصمة لباث وقامت بإعفاء الفلسطينيين من التأشيرة للدخول اليها، بينما منعت دخول "الإسرائيليين من دون تأشيرة ،ومن ينسى كذلك موقف دولة ، نيكاراغوا الداعمة هي الاخرى لفلسطين وشعبها وقضايا العرب التحررية .

ومن منا ينسى مثلاً ،أن كوبا هي الدولة الأميركية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947، ومن ينسى إعلان فيدل كاسترو بالعام 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز المنعقد في الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل)، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ..ومن ينسى المواقف التاريخية الكوبية الداعمة لحركة التحرر الوطني الفلسطينية .

أن هذه المواقف المشرفة لهذه الدول ، لم تستثمر للأسف لا فلسطينياً ولا عربياً ولا اسلامياً بالشكل الكافي ، ومع علمنا أن هذه المواقف لهذه الدول الاربعة ،هي مواقف مبدئية وثابته ومازالت هذه الدول الاربعة تتمسك بها ، ولكن هذا لاينكر أن هناك محاولات اسرائيلية تدعمها بعض القوى السياسية داخل هذه الدول الاربعة بهدف كسر هذه المبادئ الثابته التي تتمسك بها للآن هذه الدول الأربعة .

ختاماً ، ان هذه التحركات الاسرائيلية اتجاه أمريكا اللاتينية ، تستدعي اليوم حالة صحوة فلسطينية – عربية – اسلامية ،لمنع وصول الاسرائيليين إلى هدفهم الرامي إلى كسر مبادئ هذه الدول الاربعة الداعمة للفلسطينيين والعرب وقضاياهم التحررية ،فاليوم لا يمكن انكار حقيقة أن الاسرائيليين يسعون لحشد اكبر عدد من الدول الداعمة لمشروعهم خلفهم وتغيير مواقف دول اخرى معادية لمشروعهم ،والهدف من ذلك هو انجاز مشروعهم الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة وبدعم أمريكي على جزء كبير من المنطقة العربية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات