عن قرار منع رفع الآذان في الحرم القدسي الشريف


يقوم الكنيست الاسرائيلي باقرار اول قراءة لمشروع برلماني يدعو بايقاف الآذان في القدس و الحرم القدسي من الساعة الحادية عشر ليلا الى الساعة السابعة مساءا. و في حقيقة الأمر انظر الى هذا القرار بانه مخجل جدا و لا يعبر عن اي احترام لشعور الآخر و احترام لعقيدة الآخر اطلاقا. و هو منافي للاعلان الكوني لحقوق الانسان الذي يدعو حكومات العالم اجمع الى احترام حقوق الانسان و احترام حقوق اقامة شعائرهم في دور عبادتهم و في الشارع العام. فسحق حقوق الانسان هو منافي كليا للمبادئ التي قامة عليها مؤسسة الامم المتحدة و بناءا عليه اقرت الاعلان الكوني لحقوق الانسان و ميثاق الامم المتحدة لتمنع قمع حقوق البشر التي اشتهرت بها الانظمة الهتلرية و الفاشية في المانيا و ايطاليا في الحرب العالمية الثانية. و هذه المواثيق تلزم كافة الدول الاعضاء في الجمعية العامة لحقوق الانسان بتطبيقها. آمل ان اراه من الدولة الاسرائيلية اكراما للانسانية و لعضويتها كدولة في مؤسسة الامم المتحدة و احتراما للدور الريادي التي تقوم به مؤسسات الامم المتحدة لصيانة الانسانية حول العالم من البطش و الذل و المجاعة و اثار الكوارث الطبيعية...و كأن الدولة الاسرائيلية تشعر بانها غير ملزمة بهذه المواثيق التي تربطها بالامم المتحدة...و حتى ان كان الامر كذلك فصيانة الانسانية جزاء لا يتجزء من الاديان السماوية التي نزلت على الانسان اكراما لبني آدم و لترتقي به و بانسانيته الى مستويات رفيعة دائما...

ديمومة احترام عقيدة الآخر هي عنصر ضروري للديمومة التي تقوم عليها ارقى الدول الغربية و الشرقية و ارى بهذا القرار تسرع من الدولة الاسرئيلية نحو استفزاز لا داعي له للشارع العام في الدول العربية و في فلسطين فالحرم القدسي ارث عربي و جزء لا يتجزء من تاريخنا و موروثنا الانساني كعرب و هذا المنع لا يرضى عنه المسيحي و المسلم. فاكرر املي من الدولة الاسرائيلية بعدم المصادقة عليه تمسكا بما تنص عليه مبادي الانسانية و الاحترام المتبادل بين ابناء شعوب الارض و الثقافات الانسانية المختلفة و اكراما لمبادئ مواثيق الامم المتحدة و اكراما للسلام و حقنا للدماء...فلغة التطرف في الماضي جلبت لنا الحربين العالميتين الاولى و الثانية و شجبتها مؤسسات الامم المتحدة و اقرتها بانها غير متحضرة و غير انسانية...

كلمة الله هي مشتركة بين كل الديانات السماوية و اكرام الانسانية و صيانة حقوقها هما ارقا كثيرا من لغة الاستفزاز و اتمنى ان ارى موقفا مختلفا من الدولة الاسرائيلية عما قريب. اعيش في بلد اكرمني كمواطن اردني مسيحي بناءا على روح المواطنة و الدستور بحقوق متساوية مع باقي الاردنيبن و اقدر هذا الموقف الملكي الراقي...و ديانتي المسيحية تأمرني بارساء قواعد السلام اينما حللت في المجتمع و ان احترم سعور الآخر و ثقافة الآخر. لذلك كموقف اشجب به مشروع القانون هذا الذي يجرح اخوتي المسلمين عن طريق هذه المقالة و آملي ان تتوالى ردود الفعل المتحضرة في بلادنا بالكلمة البناءة التي تسعى للحمة الشعوب مع بعض و وحدة صف تجاه انهاء العنصرية الدينية...و بأننا ارقي من اللغة العنصرية الهمجية...و بأن التآخي ممكن انسانيا و بأن العنصرية لا ضرورة لها اطلاقا



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات