الاعلام الملون والمأجور


نعي تماماً أن دور الأعلام اساسي وضروري منذ القِدم ولربما لامبراطوريات الاعلام العالمي تأثير يكاد يتجاوز السياسيين في مراحل عديده وما بعد الحرب العالميه الثانية، من هنا نشأت تلك الامبراطوريات على رفات الملايين ممن قضوا في الحربين الأولى والثانية حتى تضخمت رؤوس اموالها وأضحت تجاره وصناعه كما تجارة المخدرات والسلاح والدواء,

وهناك اسماء عالميه حضيت بالرفاه الممزوج برؤوس الأموال والتي تعدت مئات الملايين,, لكن بقينا نحن العرب أبواق فحسب ومأجوره للاعلام الغربي لتسويق ما يريدونه لنا من تسوييف واختراق منظمة الاخلاق للعبث بالمكون الاساس لوجودنا وهو الدين, فعملوا جاهدين ونجحوا في انفصام لشخصيتنا حتى بتنا كعنصر شبابي منزوعي القيم والاخلاق نتبعهم ونسترشد بهداهم بالرغم من اعترافنا يقيناً بأننا المستهدفون..ولكن!

على المستوى القُطري اتجه الاعلام العربي للاختلاف والانجرار خلف اختلاف الرؤى والسياسات ليولد نوع جديد من إعلام الردح والمماحكه,,على اعتبار ان الاعلام للدوله هو اعلام نظام ولا استقلاليه لقراره كسلطه واعيه ومؤثره تنتهج اسلوب تمزيق اواصر الالتقاء والعبث في مفهوم الوحده وتشجيع للقُطريه, من هنا ظهرت مؤسسات اعلاميه عربيه تبعيه في الخفاء وموجهه لخدمة متنفذين جعلت من مفاهيم وحدة الأمه ابعد من ان تلتقي على ثوابتها, تتلون حسبما يراد منها وحسب الهدف الخفي الذي من أجله أوجدت..


للاعلام رسائل عديده فليست السياسه هي المحرك له ومنها ينبثق العمل, وليس الرقص والغناء واستهداف موروث الأمة ايضاً إعلام,, وغابت الثقافه بمفهومها الشمولي عن مسرح الاحداث وقُزمت في مشاريع ولدت مبتوره تخدم المشروع الاساس في تجهيل النشىء وانحرافه عن ثوابته من خلال اغراق المجتمعات بثقافات الغير والتي لربما تحض على الرذيله في غالبيتها ولنا امثله عديده في برامج الفضائحيات العربيه ونهجها الذي بات مكشوفاً,, من هنا اصبحنا مجتمعات يسهل تشكيلها وانحرفنا عن بوصلة الاخلاق وما فيها من قيم أصيله لتصبح قبلتنا الانحلال والانحراف..والقادم أعظم.
نعم نحتاج الى الاعلام الهادف, ونحتاج الى تعظيم ثقافتنا ورفض الدخلاء على اعلامنا محلياً وعربياً ولن يتم ذلك لطالما هناك من يقبضون من السفارات وهناك مأجورون ينشرون الافكار المسمومه تحت مسوغات حوار الثقافات والمستهدفون عنصر الشباب الذي بات سلعه رخيصه للمخدرات اضافة لتجهيله وابعاده عن كل ما ينمي الابداع .. نعم اعلامنا كأمه اعلام ملون ويتلون كما الحرباء بما تقتضيه المصالح وبحجم الاعطيات..

الأمة وبما يدور في أفقنا وعلى الارض تتعرض الى هجمه شرسه من خارج اطارها لنقول ليس طمعاً بالبترول كما يسوق البعض , فالبترول يصلهم والدولارات في بنوكهم افلسوها متى شاءوا, وها هو ترامب يتجه نحو سحب البساط من تحت ارجلهم والاستئثار بكل عوائد النفط ورمي الفتات لهم ولشعوبهم..نحتاج الى اعادة جدوله لاعلامنا المأجور والبحث عن ذاتنا وموروثنا وتعظيم قيمنا السمحه ومخاطبة العالم بعدالة قضايانا واضفاء قيم الوسطيه على ديننا وهو كذلك لتغيير مفهوم العامه في دولهم عن ديننا وقيمنا, ورفض كل ما من شأنه الاضرار بشبابنا فهم المستقبل ويجب ان نحصنهم بالمصداقيه والقيم الروحيه حتى لا يكونوا حطباً لنار مستعره يراد منها انهاء وجودنا..حفظ الله الأمه مما يحاق بها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات