ثورة شعبية بيضاء


الثورة البيضاء استعارة لوصف الثورة، التي تحدث دون إراقة للدماء، واللجوء إلى أساليب العنف. فالثورة البيضاء هي نقيض الثورة الحمراء التي تكون دموية. وتعد "الثورة البيضاء" رمزًا إلى تنفيذ الثورة وتحقيق أهدافها بأسلوب غير عنيف، وعلى شكل الانقلاب السلمي.
في تاريخ الاردن الحديث وفِي عهد الملك طلال بالرغم من قصر مدة حكمه قامت في الاردن ثورة بيضاء لا مجال لذكر نتائجها الان ويكفي الاستشهاد بالدستور الأردني 52 الذي كان تتويجا لتلك الثورة البيضاء التي قادها الملك الشاب بمسانده شعبية تامة.
منذ بداية الربيع العربي وانطلاق الحراك الأردني الذي كان متميزا حقا عن باقي الدول العربية بسبب: شعب واعي مثقف يريد الإصلاح فقط دون الدمار والقتل، وتعاطي حكومي وبتوجيه ملكي بأسلوب حضاري للتعامل مع هذا الحراك.
الا ان النتائج على ارض الواقع لم تكن مرضية للشعب وازداد التغول عليه من قبل الحكومات وتم تقييد اكثر للحريات وازداد الفقر والبطاله ولم تتم معالجة حقيقية مرضية ومقنعة لبؤر الفساد المالي والترهل الاداري، وعادت الحكومات ومجالس الأمة للنهج القديم البيروقراطي للتعاطي مع مجمل الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحصول على نتائج جديدة وهيهات هيهات ان يصلح هذا الأسلوب في وقت اصبح الشعب قادرًا على التغيير بشتى الوسائل ولكنه ما زال يأمل بتغيير النهج لا تغيير الأشخاص من نفس المدرسة الفكرية، حيث اصبح اسلوبا مملا لا يابه له الشعب ولا يهتم بأسماء من يخلف من في اي موقع،
وما أراه كمواطن ومتابع لما يجري في وطني ان جلالة الملك يشخص الامور ويعرفها ويتحدث عن هموم الوطن والشعب بنفس الشعور الذي نشعر به كمواطنين ومع ذلك لم يتغير كثيرا من واقعنا للافضل، نستنتج من ذلك وجود حلقة مهمة وطبقة حكم بين الملك والشعب اما انها مكررة ولا تبدع ولا تستوعب ما يدور، او انها مستفيدة من استمرار النهج لأسباب متعددة منها استمرار البقاء لعدم احداث اي تغيير في النخبة ليزداد الغني غنا ويزداد الفقير فقرا مما يحافظ بقصر نظرهم على وجودهم على راس النخبة.
مما تقدم ارى ان الوقت مناسب ومهم جدا والبيئة مهيأة لأحداث ثورة شعبية بيضاء يقودها الملك بمسانده قوية من الشعب، ونعول كثيرا على شعب محبا ومخلصا لوطنه ومؤمنا بتلازم وجوده بخير وسلام مع بقاء قيادته الهاشمية، وإني ارى ان المقاطعه التي بدأت تنمو وتتنظم بدأية جيدة حضارية وتحافظ على البيئة الأمنية بعيدة عن العنف والتخريب، وان بدأ التضييق على الحرية وهي سلمية بيضاء فان القادم سيكون أسوأ لا سمح الله، لا ينقصنا ان نقوم بالثورة البيضاء الحضارية في كل المجالات اي مانع مع وجود العلاقة التي لا تنفصم بين القيادة والشعب الا ان نقبل جميعا بانه آن الاوآن ان يتم التغيير في النخبه فكرا وشخوصا.
والله من وراء القصد
د. احمد محمد قاسم الخلايلة/ جمعية أبناء الاردن للتنمية السياسية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات