لماذا يستفزُّك صوت مضغ الطعام؟


جراسا -

ربما يكون صوت ارتشاف القهوة أو قضم تفاحة مزعجاً بالنسبة للبعض، لكن هذه الأصوات قد تشعل بعض الناس غضباً.

لا يختلق هؤلاء الأشخاص هذا الضيق، فبحسب بحثٍ جديد، فإن حالة الغضب والقلق تكون نتيجة زيادة نشاط أجزاء المخ التي تعمل على معالجة العواطف وتنظيمها.

بحسب تقرير نشره علماء بتاريخ 2 شباط الجاري في دورية Current Biology العلمية وفقا لما نقلت الـ"هافينغتون بوست".

تقول جينيفر جو براوت، المتخصصة بعلم النفس السريري إن الأشخاص المصابين بهذه الحالة، التي تسمى ميزوفونيا، يعتقدون أن شعورهم هذا يرجع إلى حساسيتهم المفرطة وحسب، لكن جو تؤكد أن لهذه المشاعر أساساً عصبياً.

وعرّض الباحثون 20 شخصاً ممن يعانون من الميزوفونيا و22 شخصاً عادياً لأصوات مختلفة، بعضها أصوات عادية مثل صوت سقوط المطر، والبعض الآخر لصوت نحيب طفل، ولكن لم تنتج عنها استجابة ميزوفونية.

وكانت المجموعة الثالثة من الأصوات يفترض أنها تسبب الضيق لمن يعانون الميزوفونيا، مثل أصوات المضغ والتنفس.

وأظهر المسح الدماغي بالرنين المغناطيسي أن كلتا المجموعتين تفاعلتا بالطريقة ذاتها مع الأصوات العادية والمزعجة، إلا أن من يعانون الميزوفونيا استجابوا بشكل أكبر بكثير لأصوات المضغ والتنفس، إذ ظهر لديهم نشاط أكبر في القشرة المخية الجزيرية الأمامية، والتي تسهم في عملية المعالجة العاطفية.

ووجد العلماء اختلافات هيكيلة أيضاً بين المجموعتين، مثل وجود مزيد من الوصلات بين القشرة الجزيرية الأمامية وأجزاء أخرى من المخ مثل اللوزة الدماغية والحصين، والتي تساعد كذلك في معالجة العواطف.

كما أظهر المصابون بالميزوفونيا أيضاً زيادة في معدل ضربات القلب وحساسية الجلد، وهو نفسه ما يحدث لدى مواجهة حيوان بري أو التحدث أمام العامة، وهو ما يوصف في علم النفس بـ"استجابة الكر أو الفر".

يقول سوخبيندر كومار، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة "تتسبب الأصوات التي يتجاهلها أغلب الناس في الحياة اليومية في استجابة عاطفية قوية لدى من يعانون الميزوفونيا، إذ تمنح عقولهم أهمية إضافية لأصوات بعينها".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات