الكرك نقطه بداية السطر ..


لقد ألقت أحداث الكرك بظلالها على المجتمع الأردني أسفاً وحرقه على شبابٍ بعمر الورد قضوا وما بدلوا تبديلا,,ولسنا بصدد مناقشة الحدث بحد ذاته ولكن يجب استخلاص العبر والدروس من موقعتين كانت فيهما الغلبة للوطن ولكن اعتراهما لا اقول التقصير ولكن التحضير لمثلهما حيث كانت الجاهزية في أدنى مستواها,,لقد كان التعامل مع الحادثتين بإسلوب الفزعه والزج بمنتسبي الاجهزة الأمنيه وهم غير محصنين او مدربين للتعامل مع مثل هذه الاعمال الارهابيه فكانت النتيجه ان الشهداء اضعاف عدد القتلى من القتله المجرمين,, والعمليتين استغرقتا المزيد من الوقت لغياب الخبره احياناً او كيفية التعاطي مع كل جزئيه..
اما والحديث عن الخلايا النائمه فلم يعد المصطلح يتوائم والواقع لعدة اسباب منها ان هناك كثيرين يجاهرون بعداءهم للوطن وإنسانه لوجود اختلالات في البُنيه العامه للدوله وشعور البعض بالتهميش او العزل, من هنا التباين الطبقي في المجتمع الاردني ولّد نقمه عند البعض مما جعل البعض منهم لقمه سائغه للتنظيمات الارهابيه سهّلت ضمهم واستخدامهم في مقارعة الدوله والمجتمع, من هنا الدوله مطالبه باضفاء قيم العداله والمساواه بين كافة فئات المجتمع وكذلك بين كافة مناطق الدوله الاردنيه, حيث هناك تهميش مقصود وضعف توزيع الخدمات الاساسيه بين المركز والاطراف اضافة الى وجوب احداث تنميه حقيقيه في الارياف والبوادي لاستيعاب قدرات وطاقات الشباب المتعطل هناك..
اما البعد الثالث فيتعلق بكيفية تعامل الأجهزه الأمنيه مع الخارجين على القانون بغض النظر عن التهم التي من اجلها تم ايداعهم مراكز الاصلاح,, فبمجرد منع حريتهم وايداعهم المركز فذلك بحد ذاته عقاب, ولم يعد مقبولاً البته العقاب الجسدي او اللفظي,, ولهذا نرى ان غالبيتهم(الارهابيين) الذين اشتركوا في جريمة الترويع في الكرك كان لديهم حقد دفين على منسبي الأجهزه الأمنيه واعتبارهم اعداء لهم,,يجب وضع استراتيجيات جديده يشترك في اعدادها باحثين اجتماعيين واساتذة علم السلوك من الجامعات لاصلاح هذه الفئه اثناء تواجدها في مراكز الاصلاح ليخرجوا الى المجتمع وهم يتسلحون باخلاق جديده ومعرفه وبما يسهل دمجهم في المجتمع ..
البعد الرابع يتعلق بكيفية التعامل مع الازمات بغض النظر كان العدو من الخارج او من الداخل,, فعدو الخارج جيشنا العربي كفيل به فهو يمتلك كل المقومات للدفاع عن تخوم الوطن وايضاً الخبره والتدريب, اما اعداء الداخل فهم اكثر خطورةً على المجتمع لسهولة تنقلهم والحركه في كل ارجاء الوطن وليس من السهل الانتقال بالوطن وكأنه صالات انتظار كما المطارات حيث يسهل تفتيش كل المغادرين فهذا سيتسبب باعاقة سير الحياة, ولكن من السهل متابعة كل خارج على القانون ومصنف بالخطير من خلال وضع الاساور الالكترونيه بمعاصمهم وتتبعهم حيث يكونون, واذا ما التقت اسواره بأخرى او اكثر فهذا يؤشر الى وجود خليه ارهابيه يسهل التعامل معها وجلبهم..
البعد الآخير وهو الأهم ويتعلق بالفكر التكفيري الذي يحمله هؤولاء الخارجين على القانون والانسانيه, وهذا يحتاج الى استراتيجيات وخطط ودراسات متقدمه تبدأ من المدارس وتثقيفهم واعطاءهم النصح ومتابعة من يتم احتسابهم على مثل هذا الفكر, وكذلك في الجامعات وخطب الجمع والجماعات وفي الدراما التلفزيونيه وفي الاعلام ويجب ان يعكف اكفاء على ذلك للانتقال بهذا الفكر اللئيم الى خارج حدود الوطن ونشر مبادىء الوسطيه في الدين والمجتمع بعيداً عن الغلو والتطرف..وآخيراً يجب البدء الحقيقي بالاصلاح ونشر مبادىء العداله المجتمعيه وتنشئة المجتمع والجيل القادم على اسس الديمقراطيه وتكافىء الفرص والبقاء للأفضل لا لمن يتمتع بالنسب مع المسؤولين او بالواسطه فهذه الآفات هي التي ادت الى وجود بيئه خصبه للتطرف والخروج على القانون, نحتاج الى الوصول بالوطن الى تطبيق كامل للعداله الاجتماعيه حتى ننعم بالأمن والأمان لا أن نجاهر به فحسب.. حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات