جراسا -

خاص - كانت قد دعت صديقاتها الصغيرات لحفلة عيد ميلادها التي تصادف يوم الجمعة القادم، قبل يوم من الاحداث الارهابية في محافظة الكرك، التي استشهد على اثرها ثلة من خيرة شباب أجهزتنا الامنية، مؤثرين أوطانهم على ارواحهم، باذلين أنفسهم في سبيل الحفاظ على أمن أهلهم ووطنهم ..

الطفلة الصغيرة ملاك، التي تبلغ من العمر 10 سنوات .. كانت تتابع الاحداث المؤسفة الدائرة في محافظة الكرك لحظة بلحظة ، وأبلغت والدتها "جراسا" كم كانت تشعر ابنتها بالحزن على خبر سقوط ضحايا اردنيين على يد مجموعة ارهابية ضالة، فقررت "ملاك" في لحظة حزن أن تلغي حفلة عيد ميلادها، تضامنا وحزنا على شهداء الوطن.

اعتذرت "ملاك" مساء الامس لصديقاتها .. وابلغتهن بالغاء حفلة عيد ميلادها ، وطلبت من والدها الغاء حجز "التورتة" التي كانت ستنير شمعاتها العشر بعد أيام، ووجبات الطعام من "ماكدونالدز" وقالت لوالدها : لا يمكنني ان احتفل يا ابي بعيد ميلادي وابناء الشهداء في اوطاننا يبكون على ابائهم ..

ملاك التي تاثرت بصورة ابنة الشهيد المقدم سائد المعايطة والتي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، آثرت وهي الطفلة الصغيرة الغاء يوم مفرح بعمرها، لان الحزن في قلبها كان أكبر من فرحة ميلادها، بل وابلغت صديقاتها انها ستكتفي يوم عيد ميلادها بتلاوة الفاتحة على ارواح شهداء الوطن.

تلك الحكاية على الرغم من بساطتها، والتي ارتأت "جراسا" نشرها، انما تدلل على أن الشعب الاردني العظيم لم يكن بالغا فخاره باصله وفصله ومواقفه الوطنية والقومية المشرفة الا وقد نشأوا منذ نعومة اظفارهم هذا التنشئة الوطنية وكبروا عليها وجبلوا معها في حب بلادهم وانتماءهم لها ..

والمراقب لمشهد مواقع التواصل الاجتماعي يلحظ بما لا يدع مجالا للشك مدى اصطفاف الاردنيين خلف قيادتهم واجهزتهم الامنية، وحرصهم وخشيتهم على ان يصاب اردني بضرر لا قدر الله، فتوحدت كلمتهم جميعهم تحت كلمة الوطن، وتوجهت بوصلتهم معه وخلفه.

الطفلة "ملاك" .. اخبرت والدها الذي انسابت دمعة على خده تأثرا بموقف ابنته الصغيرة مساء أمس : يا ابي .. سانام آمنة مطمئنة مادام الله يرعى بلادنا .. وما دام الملك وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية تسهر على حمايتنا !