لو كنت مكان بشار لتنحّيت


ثار الشعب السوري في وجه حاكمه مثل كل الشعوب العربية بدءا من تونس فيما يسمى الربيع العربي السلمي الذي تحول الآن إلى ربيع عربي مسلّح بعد أن عجزت سلميته عن تحقيق أهدافها المشروعة بسبب عنف السلطة وتوكلها على الشرق الملحد أو الغرب المشرك وبدعم غير محدود من اليهود.

استخدم حاكم سوريا القوة والرصاص وبطش بالشعب السوري الثائر منذ اليوم الأول لثورة السلمية فحوّلها برصاصه وسلاحه الجوّي إلى ثورة مسلحة بانشقاق عدد كبير من جنود وضباط الجيش إليها.

العجيب في الأمر أن تستمر هذه الثورة لمدة 5 سنوات بالرغم من وجود سلاح الجو السوري بكامل طاقته في حين لا تملك الثورة السورية أية مضادات أو صواريخ لتمنع هذا السلاح من الفتك بهم، لكن ذلك لم يوقف ثورة الشعب السوري.

والعجيب أيضاً أن يحتاج حاكم سوريا إلى طلب النجدة من حزب الله الشيعي اللبناني ثم من شيعة العراق وباكستان وافغانستان ثم الحرس الثوري الإيراني مع سلامة سلاحه الجوي بكامل طاقته، لكن كل ذلك أيضا لم يستطع أن يوقف ثورة الشعب السوري.

والعجيب الآخر أن يحتاج حاكم سوريا بعد فشل سلاحه الجوي وحزب الله الشيعي اللبناني وكل الشيعة المرتزقة والحرس الثوري الإيراني يحتاج حاكم سوريا إلى طلب النجدة من دولة أجنبية نووية إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي "روسيا".

جاءت روسيا بسفنها الحربية المجهزة بالصواريخ وبأحدث الطائرات الحربية إلى الساحل السوري وبدأت تخبط خبط عشواء كحاطب ليل ثم استخدمت قاعدة همدان في إيران لدك مواقع الثورة السورية والمدنيين على حد سواء.

مضى على مجيء روسيا "الدولة العظمى" بقضها وقضيضها إلى الشام ما يقرب من سنة إلا أنها لم تنجح حتى الآن في وقف الثورة السورية المباركة، وإن نجحت في إبعادها عن محيط اللاذقية وعن غرفة نوم بشار وربما حلب في نهاية هذا العام والكر والفر سيّد الموقف ولا زالت ثورة الشعب السوري مشتعلة في كل أرجاء سوريا وتصل أحيانا حدود لبنان وحدود فلسطين وحدود الأردن كما هي مشتعلة في إدلب وحمص وحماة ودرعا والغوطة حتى طال القصف السفارة الروسية في العاصمة دمشق مؤخراُ، وإني لواثقٌ من أنها ستنجح قريبا بعون الله في تحرير كل الشام ثم تتجه شرقا لنصرة أهل العراق.

كل ذلك عجيب فعلاً، لكنّ الأعجب أن يعجز بشار بجيشه وسلاحه الجوي الذي كان محل فخره واعتزازه عن إخماد ثورة شعبية وقد كان يزعم أن هذا الجيش وسلاحه الجوي جاهز لمنازلة عصابة إسرائيل الإرهابية وتحرير الجولان ثم تحرير فلسطين يا هملالي.

حقيقةُ لو كنت مكان هذا العاجز المقعد لتنحّيت.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات