الشخصية الاردنية .. مجرد رأي


يتزايد الحديث في العالم المتقدم عن الشخصية ودراستها وتحليلها والكتابة حولها، اما حول الشخصية في دولنا العربية فتكاد الكتابات محدودة ، ما عدا بعض الكتابات والابحاث حول الشخصية المصرية، واعتقد هذا يعد قصورا واضحا من المهتمين على كافة المستويات ، فلن تتقدم الامم الا بالتعرف على شخصيات افرادها وافكارهم وسلوكياتهم سلبياتها وأيجابياتها لتتمكن الامة من بناء مستقبل افرادها بصورة مناسبة.

وقليله هي الابحاث والكتابات في الشخصية الاردنية ولا اعرف السبب ( مجهول) والشخصية هي الصورة الكلية المنظمة لحياة الفرد وسلوكه وافكاره والمتمثلة في العديد من السمات التي تميزه عن غيره، وعندمحاولة وصف الشخصية فأننا نفسرها على اساس افكارها وسماتهاالتي تتجلى على صاحبها والتي تختلف من فرد لأخر، وليست الشخصية مجرد مجموعة من هذه السمات، بل انها فى الحقيقة حصيلة تفاعل هذه السمات بعضها مع بعض، واهم ما يميز الشخصية وجود تناسق وتوازن وتوافق ما بين الداخل والخارج. اما في علم النفس فقد اجمع العلماء على وجود ثلاثة ابعاد للشخصية هي: (الصورة الذاتية،الصورة الاجتماعية،الصورة المثالية).

وهنا اوجز لمقدمة ما بدأت بالعمل عليه منذ فترة على اجراء دراسة تحليلية للشخصية الاردنية ضمن فريق عمل والتي بحاجة الى الوقت والتأني لمعرفة جوهر الشخصية الاردنية وسلوكياتها وسماتها وافكارها،فمن الملامح الاولية ترى الغالبية من افراد الشخصية الاردنية من البسطاءالمتفاعلين اجتماعيا واحساسهم بالمسؤولية الوطنية وحبهم لوطنهم والتمسك بترابه وقيادته اضافة الى المسؤولية الاسرية والاجتماعية العميقة والمحافظة جدا والمتحيزة الى العشيرة والوطن، اضافة الى خصائص وسمات تترسخ في اعماق الشخصية الاردنية كالتدين والكرم والمحافظة على الارض والدفاع عن الشرف والتضحية والايثار رغم ظهور السطحية في بعض افرادها والعمق الشديد في شخصية البعض.

ومع ذلك توجد صفات وسمات في الشخصية الاردنية يعتريها الخلل وعدم التوازن ظهرت كمتناقضات في الشخصية الاردنية واكبت عصر التقدم والتكنولوجيا وكأنها في بعض افرادها تخلت عن موروث النقاء والصفاء والوضوح منقلبة بصورة انحدار شديد في الاتجاه المعاكس وهي تحتاج الى ايضاح وتفسير وتعديل، فالبعض منالاردنيين ظهر عليهم حديثا بانهم يتميزون بما يسمى بالشخصية السلبية العدوانيةالعنيفة والاعتمادية والاتكالية والعنجهيه احيانا وممارسة النفاق بكافة اشكاله من البعض , وينعكس ذلك على سبيل المثال فىالحوارات على صفحات التواصل والانشغال بعالم التكنولوجيا وادواتها لساعات طويلة تشكل هدرا ماليا واقتصاديا والاعتداء على الوقت بصورة مدمرة فلا ادارة للوقت ولا التخطيط للمستقبل بل الانشغال في امور لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، وتعكس صورا سلبية على الشخصية الاردنية اضافة الى ما نلاحظه في المواقف التمثيلية والفكاهية التي يطلقها الممثلون والمعلقون على الوسائل المرئية والمسموعة والصحافة وفي وسائل التواصل الاجتماعي، كما ظهر على البعض ضعف التواصل والحوار والنقاش والجد والمثابرة والتغير والتلون المستمر والعجز عن الابتكار والتصور الخاطئ للدين واهمال الواقع المادي والانغماس فى القرارات الانفعالية والعاطفية واخيرا فوضى اللغة والكلام( الشتم) وفوضى السلوك اللاأخلاقية في الاسوق واماكن التجمعات والمولات والتحيز الفئوي والوقوف على فكرة التشدد والرأي الواحد والفرد والواحد وحب الذات والانانية وكلها صور سلبية تعكس تلك الشخصية التي تهوي الى منحدر شديد ونفق مظلم مالم يتم تظافر جهود العديد من المؤسسات الوطنية لعمل مراجعة شاملة للسلوك الشخصي الاردني ، لعل وعسى ان ننقذ الايال القادمة التي اعتقد انها امليت عليها الافكار وملأت المعلومات الكمبيوتر العقلي الصغير الى الدرجة التي لا تزيلها من العقول بتقديري عشرات السنين فأي جيل هم ونحن والاتي .

ولا اريد هنا ان اشرح بالتفصيل ما توفر لدي من معلومات دقيقه حللتها من لقاءات واستبانات ومقاييس ووسائل مكتوبه ومسموعة ودراسات حالة ومقابلات على كافة المستويات والصعد في داخل الاردن وخارجه حتى طالت عدد من المفكرين والكبار ممكن تبؤوا مراكز قيادية اولئك الصامتين فقط كل همهم ان يسمعوا ويرواحوال الشخصية الاردنية التي هم جزءا منها ، وللحديث بقيه .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات