جريمة طبربور وآفة المخدرات


ان العقل البشري السليم لا يمكن له ان يتقبل مجرد فكره ان يقوم شخص ما بضرب امه ضربه غير مؤذيه او رفع صوته عليها فكيف له ان يتقبل قيام شخص بقطع رأس امه واقتلاع عيناها دون ادنى رحمه

ان هذه الجريمه بالذات اكثر من كونها جريمة قتل عابره لان اسبابها اكبر من ذلك بكثير فالمخدرات مشكله اجتماعيه تهدد الامن الاجتماعي لاي مجتمع تنتشر فيه وذالك لانعكاساتها السلبيه على متعاطيها ومروجيها وتجارها وعائلاتهم واسرهم ومجتمعاتهم المحليه لانهم بافعالهم هذه يخترقون جميع قواعد الأديان السماويه والقوانين الوضعية والاجتماعيه وحتى الفطره الانسانيه السليمه ومن هنا حق لنا ان نفكر قليلا ما الذي يدفع شخص ما ان يعاند الفطره السليمه والقوانين السماويه والبشريه ويقدم على فعل شنيع كهذا الفعل بتعاطي المخدرات او المتاجره بها وترويجها

للاسف قد تكون المسؤوليه تقع علينا جميعا كدوله وكأفراد ومؤسسات مجتمع مدني من حيث لا ندري فلو تمعنا قليلا وبحثنا عن اسباب نمو هذه الظاهره لوجدناها لا تخلو من واحد من هذا الاسباب وأولها البطالة وما ينتج عنها من فراغ وحالة نفسية سيئه قد يدفعان مع غياب الوازع الديني والضابط الاخلاقي شخص ما للهروب من الواقع عن طريق تعاطيه للمخدرات و يصل به الأمر للإدمان والمتاجره بها ظنا منه إنها قد تجلب له السعاده او تخرجه من حالة اليأس التي دفع بنفسه اليها واي سعادة تلك التي قد تدفع انسان لقتل امه !!!!

وان من اسباب نمو هذه الظاهره ايضا وللإسف هي حالات التفكك الأسري او غياب دور الأسره الرقابي مما قد يدفع الابناء لإستبدال اسرهم برفاق سوء قد سبقوهم الى الانحراف لنفس الاسباب ونفسيا اندفاعك نحو القيام بخطأ ما مع مجموعة اشخاص تلتقوا بشكل سلبي يكون اكثر سهوله واسرع منال فالانسان بعمر ما يكون دائم الحاجه لموجه اجتماعي فاذا غابت الاسره السليمه واستقبلوه رفاق السوء سيتوجه نحو ما هو سيء طبعا فالاسره هي اللبنة الأساسيه بصلاح اي مجتمع فاذا انهدمت الأسره فعلى الجيل السلام واضافه على ما سبق من اسباب فان غياب دور المدرسه ودور العباده ووسائل الإعلام سيكون له اثرا سلبيا على الجيل ايضا فالمدرسه ودور العباده مع الأسره ووسائل الاعلام هما الاكثر تأثيرا بتوجيه وتكوين ثقافة المجتمع فاذا غابت هذه المؤسسات كيف لنا ان نحمي المجتمع من كل الآفات الخطيره التي من الممكن ان تغزوه يوما

ومن هنا وجب علينا ان نكون اكثر واقعيه بالطرح فالاسباب المذكوره وكلها مدعومه بدراسات وحتى بشكل بديهي قد تكون من اكثر الاسباب التي تساعد بتشويه ثقافة المجتمع وتسهيل ترويج كل ما يخالف ثقاقته ومعتقداته كالمخدرات وغيرها فاذا عرف السبب بطل العجب
فلا بد من استراتيجية واضحه من الدوله ومؤسساتها مدعومه بوسائل الاعلام ومؤسسات المجتمع المدني لمكافحة هذه الآفه من خلال اسلوب الوقايه واسلوب العلاج فالوقايه تكون عن طريق توعية ارباب الاسر باهمية متابعة ابنائهم ومراقبتهم ومعرفة توجهاتهم والسعي الجاد نحو ملئ اوقات فراغهم بما هو مفيد من مبادرات ترفيهيه وعلميه وانشطه رياضيه وثقافيه وتقوية وازعهم الديني وتنشئتهم على أسس وقواعد سليمه بالإضافة لتفعيل دور المدرسة والانتباه لخطورة هذا الخطر بالمناهج وحث المؤسسه الدينيه على التنبيه لخطورة الامر وتفعيل مؤسسات المجتمع المدني على استقبال العاطلين عن العمل واعدادهم وتأهيلهم اكثر لسوق العمل ومحاولة اشغالهم وقتل الفراغ القاتل الذي يعيشون به وجعلهم اكثر ايجاببه بتفاعلهم مع المجتمع من خلال المبادرات وغيرها من الانشطه التي تساهم في بناء شخصيه واعيه قادره على تحمل المسؤوليه

وختاما وهذه نقطه لا تقل اهميه عن ما سبق فالوقايه هي الاساس لكن اذا وقع المحظور فالعلاج مطلب اساسي وهام ولا يقل اهميه عن الوقايه فعلى مجلس النواب والحكومه التعاون بتشريع قوانين تكون اكثر ردعا وحزما وتغليظ العقوبه بما يكافئ خطورة الجرم الذي يقود الشباب نحو الخطر والعنف ويولد عندهم الاجرام مما قد يكون سببا بتشويه صورة اوطانهم من خلال جرائمهم وانحرافهم فمن امن العقوبه اساء الادب .

فالحزم الحزم مع كل من يحاول المساس باعظم النعم التي من الله علينا بها وهي العيش بامن وامان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات