إضاءةٌ على المشهد في الأردن الأردن وطنٌ يتسعُ لِكل بَنيهِ


على وقع الورقة النقاشية الأخيرة لسيد البلاد ، أقرأ متبصرا في كتاب الوطن وفي خنادقه ، فأجد أن من الضرورة بمكان ، تذكير كل من لا يزال من الرسميين بحاجة لتذكير ، ان الولاء للوطن تحديدا ، لا يُؤتى بِغِلٍّ او بسيفٍ شديد .

بل تأتيه العقولُ والقول السديد والفعل الرشيد . وأن اهمس في الوقت ذاته ، لنفسي ولكل شريك في الوطن :

لا يَهمني إن اعتمرت غطاء لرأسك كوفية ، اوعمامة ، أو قلنسوة او طربوشا اوحتى برنيطة ، حوافُّ اي منها افرنجية كانت او بلدية التشذيب والتهذيب والتهديب . ولا يهمني بالطبع بأي لون جمالي من الوان قوس قزح صُبغت .

فكل الألوان جميلة ، انتقاؤك لاي منها ، شأنٌ من شؤونك الضيقة الخاصة . أقف على مسافة واحدة من جمالياتها ورمزياتها ، بلا محاباة او تمييز .

ولا يهمني يا رعاك الله ، ان كنت خريج الجامعة الأردنية ، او العربية ، او اليسوعية او الإسلامية او الأمريكية او جامعة باتريس لومومبا في موسكو .

أو إن كنت ما تزال مجتهدا في الرأي ، أو اغلقت على عقلك أبواب الإجتهاد ، وحرمته نعمة التفكير والتدبر والتدبير . تلك تفاصيل بهاراتٍ ومكياجاتٍ ونكهاتٍ فلسفية ، لكل منا له فيها أسبابه .

لا يهمني ان كانت ميولك الرياضية فيصلية او وحداتية او برشلونية او زملكاوية . او إن كنت ممن يطربهم ويُشجيهم ، تنويعاتُ سميرة توفيق ، او عمرعبد اللات او محمد العساف ، او سلوى او عبده موسى ، او كوكب الشرق ، او مطرب الجيل ، او فهد بلان او قيصر العصر او مارسيل خليفه او الشيخ امام او ابو بكر سالم بلفقيه او طلال المداح .

او إن كنت ممن يبتسمون أويقهقهون ، في حضرة الرائع سمعة (موسى حجازين ، الكركي تجميع الخليل على رأيه ) ، او الثنائي المبدع ا نبيل صوالحه وأمل الدباس ، او عادل امام ، او فاطمه حيص بيص أو حسين عبد الرضا .

ولا يهمني ، لو كان شاعرك هو عرار ، او حيدر محمود ، او حافظ ابراهيم او الأخطل الصغير او مظفر النواب او تميم البرغوثي ؟ أو إن كنت من متذوقي أدب ، غالب هلسه او رشاد ابو شاور او تيسير السبول او صبحي الفحماوي او مؤنس الرزاز ، او الرائع محمود الشمايله .

لا تهمني ثروات العائلة الكريمة ، أو حسبها او نسبها . ولا إن كان والدك تاجرا أوصانعا أو حراثا أومرشدا سياحيا او حتى من عمال الوطن.

وبالتأكيد لك ان تطمأن ، أنه لا يهمني بالقطع ، إن كنت من الشرق او من الغرب ، او من القوقاز او الشيشان ، او بلاد تركب ألأفيال . او انك تصل بأصولك الى عدنان او قيس او مضراو تغلب او تميم او بني كلاب او بني كعب . فتلك تفاصيل بصمتك المدنية ، لا املك حيالها ضُرّاً ولا نَفْعاً .

اعشق منسفك وأتلذذ بمقلوبتك . وتذكرانني من متذوقي المطازيز والمكبوس والبرياني والملوخية بالأرانب . وأضعف كثيرا امام التبولة وسمك المسقوف . واضطر لكسر حميتي امام الكبة الموصلية او الحلبية . تبا للسفهاء من المرجفين من حولي ومن حولك ، فتلك مذاهب فردية في التذوق .

المهم مواطنتك التي لا تنتج ارهابا ، ولا تهادن سيفه او كَلِمَه . حتى لو قيل لك إنه بإسم الرب وللرب مُهدى . فرب كل الناس ، رحمن رحيم غفور ، وإن كان شديد العقاب . ومن المؤكد انه لم يفوض سلطاته لأي ممن نعلم اليوم من خلقه .
المواطنة المقننة هي المعبِّر الحقيقي ، عن حبنا لوطننا الذي به نعتز. إعلانات الولاء والتفاني للأردن ، تبقى مجردة ونظرية ، في غياب الإحترام المطلق ، لك ولي ولها ولهم ، وللقوانين والتشريعات المدنية ايضا .

إن مسؤولية تطبيق وإنفاذ سيادة القانون ، بمساواة وعدالة ونزاهة ، تقع على عاتق الأذرع الإستراتيجية السيادية للدولة دون إستثناء . مبدأ سيادة القانون وقيم المواطنة الكاملة والإيجابية الفعالية ، لا يمكن لها أن تُمارَس بانتقائية او بمحاباة او تغول .

لتعيش وطنك مع كل شركاءك ، وكي لا ترثي احلامك فيه يوما ما ، لا تكتفي بالتغزل به . بل ثق بأن الأردن مع شُحِّ موارده ، وطن يتسع لكل بنيه . وعلى قدر عملك الشرعي ، يتسع لك الوطن . وتذكر ان من يفسد الأوطان ، هم الذين يظنون بلا وجه حق وبالإغتصاب ، انهم وحدهم الحريصون ، ووحدهم المصلحون ، ووحدهم المعصومون .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات