جراسا -

لقد تابع حزب الجبهة الأردنية الموحدة المراحل التي مر بها مشروع محطة ال ATV الفضائية وقد كان من المتوقع في البداية أن يشكل المشروع نقطة انطلاق إعلامية كبيرة تسد الفجوة التي يعاني منها الإعلام الأردني على صعيد التواصل الفضائي المرئي مع المواطنين الأردنيين والعرب في كافة أنحاء العالم ، غير أن السنوات مرت وتعثر المشروع ودخل في قائمة المشاريع التي تلد ميتة في البيئة الاستثمارية الأردنية.

وما كنا لنهتم كثيرا ونتوقف عند هذا الفشل لولا معاناة المشروع ووجوده في غرفة الإنعاش التي قد لا يخرج منها ، و لولا أن آثار وانعكاسات هذا الفشل قد ارتدت على مجموعة من الأردنيين الذين وقعوا عقودا مع إدارة هذا المشروع ليجدوا أنفسهم في الشارع مطرودين من أعمالهم حتى قبل أن ينطلق المشروع انطلاقته المرجوة.

وانطلاقاً من إيمان الحزب الراسخ بمبادئه وثوابته ودوره الوطني وقناعته كما قال الحسين القائد رحمه الله بأن " الإنسان أغلى ما نملك " وان خدمة الإنسان الأردني واجب وطني فإن الحزب ليستغرب ما آلت إليه الأمور في محطة (ATV) من تطورات .

إن وضع إدارة القناة للموظفين ، ( الذين اضطر عدد كبير منهم للتخلي عن مواقعهم ووظائفهم الإعلامية في الخليج وغيرها للعودة إلى الوطن حرصاً منهم على الخدمة والإبداع فيه ) ، ان وضعهم بشكل مباشر أمام خيارات محددة فإما الاستقالة أو الإقالة أو الإجازة بدون راتب لا ينسجم وحق الموظفين بالعيش الكريم ولا يراعي التداعيات التي يتسبب بها هذا القرار على اسر الموظفين وحياتهم اليومية ولا يأخذ بعين الاعتبار أنهم كانوا ضحية لخلاف قائم بين القطاع العام والقطاع الخاص .

وحيث أن المشاكل الفنية والقانونية والإدارية المتعلقة بتوقف البث جاءت نتيجة لاختلاف الشركاء ورفض الطرف الرسمي التعاون مع الطرف الآخر لإطلاق عملية البث ، فإن الحكومة صاحبة الولاية في الشأن الوطني والمسئولة المباشرة عن الطرف الرسمي إضافة إلى مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في تحقيق العدالة وحماية الإنسان الأردني فهي مدعوة لمعالجة هذا الموضوع بالسرعة الممكنة والالتزام بتأمين حقوق الموظفين إلى أن يتم البت في هذا الموضوع وأملنا كبير بأن تكون الحكومة بحجم المسؤولية التي عهدناها بها والتي أولاها إياها جلالة الملك وفق رؤاه وتطلعاته وتوجيهاته .

إن حزب الجبهة الأردنية الموحدة يضم صوته إلى صوت الموظفين الأردنيين لمعالجة الوضع وصون حقوقهم ، ويناشد الشركاء في الوقت نفسه تغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى وأن يحاولوا إطلاق صوت هذه الفضائية حتى لا يتندر بنا القاصي والداني في قضايا الاستثمار والإدارة.