الدوله العميقه والدوله الظاهره


لربما المصطلح غريب بعض الشيء عن ما يتداول في قواميس السياسه ولكن هو واقع تعيشه معظم الدول وحيث منشأه في تركيا ابان وجود اجاويد في الحكم,إذ تعتمد على مجموعه من التحالفات النافذه والمناقضه للديمقراطيه والتطبيق,وعناصر هذه التحالفات أجهزة الاستخبارات في الدوله ولربما هناك امتداد لاجهزه تعمل من خارج الوطن, والأمن والقضاء وحكومات الظل بما يؤسس الى رديف فاعل يعمل لمصالح شخصيه ولمجموعات متنفذه لتعيش, وسبب استمرارها قائم على تفشيل كل ما من شأنه يتعارض ومصالحهم..وقد يلجأون الى العنف احياناً او ممارسة ضغوط على سياسيين واقتصاديين لتمرير افعالهم تحت مسوغ الديمقراطيه الظاهره في حين هم ينبشون اساسات الدوله الظاهره ويعلنون على الدوام شهادة وفاتها..

هم دائما ومن خلال الاعلام يبررون على الدوام ويتداولون اشاعات من ان الدوله على حفة الهاويه والاوضاع القائمه مرشحه للتدهور وهم من يسعون الى تثبيت دعائمها للنجاة مما يحيق بالوطن من تهديدات منها أمني وآخر اقتصادي,,لكن على ارض الواقع هناك اختلاف بين الساسه في الدوله الظاهره وايدلوجيات الدوله العميقه اذ يرون افعالها على انها مناهضه للديمقراطيه الحقه والتي اتت بالنخب من خلال صناديق الانتخاب,ويخالفها الاسلاميون على اعتبار انها نتاج التطرف والعلمانيه ولا تتوافق مع طرحهم وايدليوجيتهم,لكن في واقع الحال ان اركان الدوله العميقه مختلفين فيما بينهم بما تمليه مصالح كل مجموعه, وبالتالي كل ما تحتاجه الدوله العميقه الابقاء على تبعية الدوله الظاهره لها كواجهه سياسيه او كناطق اعلامي يختبؤن خلفهم لتمرير مخططاتهم.

ما هي مواصفات الدوله العميقه التي نرغب ان تكون بعيداً عن جهويه زائفه او محاصصه قائمه على أثنيه او مناطقيه نرفضها..نريدها ان تكون عقلانيه في الاداء والتطلعات ونريدها تراقب تطبيق الديمقراطيه الحقه لا ان تتلاعب بمخرجاتها,,نريدها ان تحتضن الكفاءات الوطنيه لتنبذ الدخلاء, ونريدها ان تراقب لا ان تتدخل لتحرف البوصله,,بمعنى نريدها حكومة ظل هاجسها الوطن والمواطن والعمل على تفويت الفرصه على النزقين والمرتزقه ممن يعملون باجندات خارجيه..وهذا باعتقادي طموح لا ولن يتحقق في ظل تنامي لدور الدوله الظاهره وباجندة الدولة العميقه بمفهومها التقليدي الذي نعرف.

هل الدوله العميقه راسخه اذ تعمل على افشال الديمقراطيه من خلال قوانين انتخابيه ديسبوزابل بمعنى قانون لكل مجلس حتى نصاب بالدوار وفقدان البوصله او انحرافها,,هل الدوله العميقه تعمل لافشال العمل الحزبي والابقاء على الدعم الحكومي لاجهاض فكرة وجود حزب او اثنين يتداولان السلطه؟ هل الدوله العميقه تعمل على انتشار الجهل وتفشيل المؤسسات الرائده في الوطن لتبقى تدور في رحى الدوله الفاشله غير قادرين على البدء في تحقيق الاصلاح؟؟وهل الدوله العميقه راسخه حتى بتنا غير قادرين على اجتراء الحلول لمشكلات الوطن المستعصيه؟؟كيف نستطيع ان نشخص حالتنا الفرديه بعيداً عن الدوله العميقه في امريكا او في اي دوله عربيه شبيهه بنا,, أم انها امتداد لتلك وتلك, وجميعهم يسعى الى التفرد بنا فرادى لا مجتمعين؟؟خدمة لمنظمات دوليه كبرى تستولي على القرار العالمي من خلال ضغوط اقتصاديه واقحام اقتصاديات الدول الفقيره بالديون لتصبح تابعه لا تملك قرارها السياسي ولا السيادي؟؟

استبيحكم عذراً فلربما ابتعدت قليلاً , لا بل كثيراً وانتم تدركون من اننا لا نملك قرارنا ولا نملك اسباب استمراريتنا لطالما غير قادرين على توظيف امكاناتنا بما يخدم وطننا وانساننا,لا نريد ان نذهب بعيدا ولنسمي الاشياء بمسمياتها, أليس الفساد من نتاج الدوله العميقه وركن اساس من اركانها؟؟ليخدم مصالح فئه على حساب وطن بأكمله, وليس هناك من يعلق الجرس!! اليست مؤسسات الدوله العقيمه التي انشئت خدمة للذوات وابناءهم من نتاج الدوله العميقه؟؟من الذي يقف في وجه الاصلاح برغم الاعلان عن اراده سياسيه للعمل بهذا الاتجاه؟؟ألم تشكل اللجان تلو اللجان وكم من مخرجات لكل تلك اللجان لم ترى النور برغم ما صرف عليها من ملايين هي تجابه بالدوله العميقه وقراراتها تنتهي بالحفظ؟؟مسكينه الدوله الظاهره هي من تتحمل النقد وهي في الواجهه كممسحة زفر,, وهي التي تلام وهي التي تتحمل ولكن ليس من صلاحياتها غير تمرير قرارات الدوله العميقه ليس على مستوى دولنا فحسب بل في كبرى الدول ..قبل ان انهي حبذا لو كانت الدوله العميقه وطنيه وحكومة ظل ومجالس ظل تشريعيه تصوب اخطاء حكومات ومجالس الدوله الظاهره في وطننا فحسب فلربما اصبحنا من اكبر الاقتصاديات في المنطقه لكن...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات