جراسا -

توج نشامى منتخبنا الوطني لكرة القدم رحلتهم الاسيوية الشاقة بالتأهل الى النهائيات التي ستقام العام المقبل في الشقيقة قطر ليحفروا اسماءهم بمداد من ذهب في سجل المشاركات الاسيوية للمرة الثانية في تاريخ المشاركات الاردنية لينضموا الى النخبة الاسيوية التي ستشارك في العرس الاسيوي الكبير.

الحلم تحقق اخيرا بفضل الاسلوب الحكيم الذي يتبعه اتحاد الكرة بقيادة سمو الامير علي بن الحسين الذي حرص على متابعة المنتخب في لقائه الحاسم امام سنغافورة معززا ثقة النجوم في الحصول على البطاقة الثانية للنهائيات وبفضل الادارة الفنية الرائعة للكابتن عدنان حمد الذي احسن اختيار كتيبة اللاعبين القادرين على تنفيذ المهمة التي كانت شبه مستحيلة في وقت من الاوقات اضافة لدور ادارة المنتخب الشابة والممثلة بمهند محادين وانتهاء بالجمهور الوفي الذي كشف عن معدنه الاصيل في الوقت المناسب حيث كان له الدور الاهم والاكبر في التأهل.

... وتحقق الحلم

من دون مجاملة فان منتخبنا الوطني استحق التأهل عن جدارة واستحقاق, لا لانه كسب مباراة سنغافورة الفاصلة فقط وانما لانه الافضل بعد المنتخب الايراني متصدر فرق المجموعة, فرغم تقديرنا واحترامنا لقدرات المنتخبين التايلندي والسنغافوري اللذين نافسا منتخبنا على بطاقة التأهل الثانية الا ان منتخبنا هو الافضل بدون منازع وكان من المفروض ان تكون بطاقة التأهل بين أيدينا في وقت مبكر من التصفيات لكن البداية الضعيفة للمنتخب تحت قيادة البرتغالي فينغادا وضعته في موقف حرج, اخر الاحتفال ببطاقة التأهل الاسيوية حتى المرحلة الاخيرة من التصفيات.

تحقق حلم منتخبنا الوطني بفضل نشامى المنتخب الذين نذروا انفسهم جنودا اشاوس هدفهم اسعاد الاردنيين جميعا بانتزاع بطاقة اسيا 2011 فكان لهم ما ارادوا ولا شك ان هذا التأهل سيكون انطلاقة جديدة للكرة الاردنية في الميادين الاسيوية لا سيما وانه ترافق مع الانجازات التي حققتها الكرة الاردنية عبر جميع منتخباتها حيث لحق منتخب النشامى بمنتخب الناشئين والشباب اللذين سبق وان تأهلا الى النهائيات الاسيوية في مشهد يدلل على ان كرتنا تسير في اتجاه صحيح نحو احتلال موقع مميز على الساحتين العربية والاسيوية.

الهجوم خير وسيلة للدفاع

لم يتلاعب الكابتن عدنان حمد بكلماته وهو يصرح للاعلام الرياضي عشية اللقاء الحاسم مع سنغافورة حين اشار الى انه مطمئن للغاية وبأن فرسان المنتخب جاهزون لتنفيذ فكر هجومي جديد يمكنهم من حسم اللقاء, وبالفعل تطابق اداء النجوم مع تصريحا حمد, فلأول مرة منذ فترة طويلة نشاهد منتخبنا يلعب بفكر هجومي منظم وباندفاع مدروس ودقيق بحيث كانت عمليات التحصير تتم وفق الاصول من الخط الخلفي بواسطة الثاني حاتم عقل وبشار بني وياسين وبمشاركة حقيقية من باسم فتحي وانس بني ياسين قبل ان يبدأ العمل من وسط الملعب عن طريق الثنائي بهاء عبد الرحمن ومحمد جمال وصولا الى عامر ذيب وحسونة الشيخ اللذين تقمصا دور المهاجمين بانطلاقاتهما المستمرة من مختلف المحاور لاسناد عدي الصيفي ومؤيد ابو كشك .

العمل الهجومي لمنتخبنا الوطني كان نموذجيا ويمكن قياس فاعليته عن طريق هدف السبق الذي تحقق في وقت مبكر من المباراة عن طريق عدي الصيفي وبعدد الفرص التي تهادت امام الشباك السنغافورية دون ان تترجم الى اهداف تهز الشباك.

الفاعلية الهجومية لمنتخبنا كان مردها الاستراتيجية التي نفذها نجوم المنتخب وتناغمت مع حجم الهدف المنشود, هذه الاستراتيجية جعلت منتخبنا الوطني يمتلك الملعب تماما ووضعت المنتخب الضيف تحت حالة متواصلة من الضغط لم يتمكن من التحرر منها على مدار الشوطين ولولا الهدف الذي سجله علان شاه من الهفوة الدفاعية الوحيدة التي ارتكبها الثنائي حاتم وبشار لما كان هناك اي تأثير للمحاولات الفردية للفريق الضيف.

تدخلات الكابتن عدنان حمد وقراءته الجيدة لمجريات اللعب كانت في مكانها وساهمت كثيرا في تغيير مجرى المباراة فمشاركة احمد عبد الحليم وان تأخرت جاءت فعالة حيث تمكن العندليب من تنفيذ ركلة ركنية نموذجية وجدت رأس انس بني ياسين ترسم لوحة الهدف الثمين في حين جاء ابقاءه على حسونة المجهد في الملعب وتبديله لعامر ذيب المتألق بهدف الابقاء على تماسك المنتخب في اللحظات الحرجة وعدم التفريط بحلم التأهل في الوقت القاتل.

وهنا يسجل لنجوم منتخبنا الوطني حسهم العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه الوطن وجماهيره الوفية فقد تحملوا الضغط النفسي الواقع عليهم من الاعلام والجماهير وكانوا بحق عند حسن الظن بهم فلعبوا كما لم يلعبوا من قبل راسمين النهاية السعيدة للحلم الآسيوي السعيد.

اللاعب الحاسم

رغم ان عدي الصيفي حلق بهدف السبق وانس بني ياسين زها بهدف التأهل الثاني وعلى الرغم من صواريخ الذيب عامر الا ان نجم المباراة الاول كان جمهورنا الوفي الذي زحف بآلاف الى مدرجات ستاد الملك عبد الله وملأها عن بكرة ابيها قبل ساعات من انطلاقة المباراة, فهذا الجمهور كان له الدور الابرز في رسم النهاية المثالية للأداء النموذجي لمنتخبنا نأمل ان يكرره في اللقاءات الرسمية والودية المقبلة.
(العرب اليوم)