علاج الاستسقاء الدماغي عن طريق المنظار الجراحي


جراسا -

الاستسقاء الدماغي عبارة عن تجمع السائل الشوكي في التجاويف الدماغية بكميات أكبر من الحجم الطبيعي. أي أن التجاويف الدماغية تحوي السائل الشوكي بكميات محددة، فإذا ما زادت هذه الكمية على المعدل الطبيعي كزيادة الإنتاج أو تقليل التخلص من السائل، يؤدي الى تراكمه في التجاويف الدماغية، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدماغ، وبالتالي انضغاط الخلايا العصبية وتورمها وموتها في النهاية.

ويصيب الاستسقاء الدماغي كلا الجنسين بنسبة متساوية، إلا أنه يصيب حديثي الولادة أكثر من البالغين. كما أن الإحصاءات في الدول المتقدمة بينت أنه يصيب حوالي 3 مواليد من كل 100000 مولود جديد. ولا توجد نسب واضحة للاستسقاء في حالات الاستسقاء المكتسب بعد الولادة أو بعد البلوغ.

ومع أن أعراض الاستسقاء تعتمد على عمر المريض، ففي الأطفال تغلب أعراض القيء المتكرر وكبر حجم الرأس (تحت عمر السنتين) والبكاء المستمر ونقص درجة الوعي وعدم القدرة على توجيه البصر إلى الأعلى، تكون في الكبار على شكل صداع، قيء ونقص الوعي والتشنجات. ولعل أسوأ مراحل أعراض الاستسقاء هي نقص الوعي وهو دليل على ارتفاع ضغط الحجرة الدماغية بشكل كبير، ما يؤدي إلى الغيبوبة التي تسبق توقف مراكز السيطرة على القلب والتنفس.

والعملية الأكثر انتشارا للاستسقاء الدماغي هي الصمامة الدماغية وتحويل السائل الى البطن والتجويف البريتوني، إلا أنها برأي غالبية المرضى غير مريحة وغير محبذة لوجود جهاز داخل الجسم طوال الوقت، ولوجود فرص عالية للالتهابات وانسداد الجهاز سواء في الرأس أو البطن.

وحاليا تتوفر صمامات من نوعيات مختلفة وبقياسات متعددة وبمواصفات متقدمة لتخفيف أعباء المشاكل من التهاب أو انسداد أو تغيير الضغط داخل الجهاز.

أما العملية الأخرى لتحويل مجرى السائل الشوكي الدماغي، فهي عملية قديمة متجددة. فهي كانت تجرى قديما عن طريق فتح الجمجمة وعمل مفاغرة في قاع التجويف الدماغي الثالث، ولكن الآن وبفضل التطور العلمي ووجود المنظار الجراحي، فيمكن عملها عن طريق ثقب صغير في الجمجمة يتم من خلاله إدخال المنظار إلى التجاويف الدماغية ثم إلى التجويف الثالث وعمل المفاغرة في قاع التجويف في زمن قياسي للغاية.

ولقد أثبتت هذه الطريقة فعالية عالية جدا وبدون الحاجة لوضع جهاز داخل الجسم. وتصل نسبة نجاح هذه العمليات إلى 90-95 % ويخرج المريض باليوم التالي للجراحة بجرح صغير في أعلى الرأس. ويمكن إجراء تداخلات عدة عن طريق المنظار والتجاويف الدماغية على سبيل المثال كي الظفيرة المشيمية الذكور وأخذ عينات من أورام أو إزالة أورام داخل التجاويف الدماغية، وعمل فتحات بين جدران الالتصاقات داخل التجاويف الدماغية، خصوصا بعد التهابات السحايا والالتهابات الدماغية وغيرها.

ومع أن نسبة النجاح عالية في مثل هذه العمليات، إلا أنها لا تخلو من المشاكل والتي لا تتعدى 5-7 % ومنها أنها لا تصلح للأطفال دون سن السنة، كما أن المفاغرة قد تغلق مع الوقت أو نتيجة الالتهابات. كما أن المنظار قد يؤدي إلى أذية في الدماغ أو حول التجاويف كالنزيف أو إصابة جذع الدماغ. ولكن بالعموم فهي من الطرق الحديثة والمأمونة في الصغار والكبار للتخلص من الاستسقاء الدماغي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات