جراسا -

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن ظاهرة ازدياد عدد المسنين في اليابان أصبحت تحديا اقتصاديا، خاصة وأن هذه الفئة من السكان تستهلك موارد البلاد بمعدل لا تضاهيه معدلات الأجيال الأصغر.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن الإحصاءات الواردة من وزارة الصحة والعمل والرفاه الاجتماعي كشفت أن اليابان كسرت رقمها القياسي بالنسبة لمن تجاوزت أعمارهم مئة عام للمرة الـ46 على التوالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن 32 ألف شخص بلغوا هذا العام عامهم المئة من العمر ليبلغ مجموع من تجاوزوا المئة في البلاد 65 ألف شخص.
اليوم الوطني للاحترام

وذكرت أن اليابان هي الدولة الأولى في العالم من حيث نسبة من بلغوا المئة بالمقارنة بعدد السكان. وأضافت أنه ورغم أن ذلك يبدو إيجابيا، خاصة وأن اليابان تحتفي كثيرا بطول العمر وخصصت له يوما وطنيا وهو يوم 19 سبتمبر/أيلول من كل عام أسمته "يوم الاحترام للمسنين"، فإن وجود هذا العدد الكبير من المسنين الذين لا يعملون قد أصبح عبئا على اقتصاد البلاد.

وقال التقرير إن المسنين في اليابان يستهلكون موارد بمعدل أسرع من الأجيال الأصغر سنا، وإن من جملة 127 مليون نسمة هناك 25% قد تجاوزوا سن الـ65، في حين بلغت نسبتهم في الولايات المتحدة -على سبيل المقارنة- 13.5%، وفي عام 2060 ستبلغ نسبتهم في اليابان 40%.

انكماش سكاني واقتصادي

وأشار إلى أن ما يفاقم الأزمة هو أن الأجيال التي يُفترض أن تحل محل المسنين لا تنجب بما يكفي، فاليابان بحاجة إلى معدل خصوبة يبلغ 2.1 طفل لكل امرأة حتى تحتفظ بتعداد سكانها ثابتا، لكن معدل الخصوبة الفعلي حاليا هو 1.4 فقط، ونتيجة لذلك ظل اقتصاد البلاد ينكمش طوال العقود الماضية.

وقال التقرير إن هذا الخليط الخطر أدى إلى ما يسميها الاقتصاديون "القنبلة السكانية الزمنية"، ولا يستبعد بعضهم انقراض الشعب الياباني إذا لم يتم تشجيع الشباب على الانجاب.

يُذكر أن التحدي الذي يمثله كبار السن على المجتمعات أصبح من القضايا الهامة في دول أوروبا وجنوب شرق آسيا، وهناك ما اصطلح عليه الباحثون "معدل اعتماد كبار السن"، وهو نسبة من بلغوا 65 عاما أو أكثر من العمر إلى عدد من بلغوا من العمر ما بين 15 و64 عاما. فكلما زادت هذه النسبة زاد عدد المسنين الذين يعتمدون على عمل غيرهم.

كما أن نسبة الاعتماد هذه مستمرة في الزيادة على نطاق العالم، وستبلغ 72 مقابل 100 في اليابان عام 2050، بعد أن كانت 36 عام 2010، وستبلغ 66 في كوريا الجنوبية.