متى نستوعب الدرس؟!


جراسا -

كشعوب عربية... متى نستوعب الدرس ونكشف الحقيقة!؟ إن التكتلات والتجمعات في العالم تساند بعضها بعضاً. فالولايات المتحدة الأميركية لديها التحالفات مع أوروبا في أكثر من دولة وبعضها كان متحالفاً مع الاتحاد السوفياتي سابقاً فاختار الولايات المتحدة. يضاف لذلك المسألة الأوكرانية التي قامت بسببها حرب روسيا بسبب رفضها لأن تكون أوكرانيا مضرب عصا من الغرب ضدها، فاتخذت قرار احتلال أوكرانيا والتزم الغرب بمساندة كييف بالمال والعتاد العسكري ورصد لها الميزانيات المليارية الضخمة لدعمها وصد الحرب التي بدأتها ضدها روسيا، ولم تألُ جهداً لذلك على الرغم من عدم وجود اتفاقيات حقيقية صريحة بينهما. وعلى أي حال، فإن هذا ليس مقصدنا الأساسي من سرد هذا النموذج وإنما مقصدنا هنا أن وقوف الغرب مع أوكرانيا بكل أنواع الأسلحة كان متوفراً لها وبكل قوة. وفي مقابل هذا المثال هناك أمثلة كثيرة في العالم ليس مجال حصرها هنا. ولكننا بالمقابل نجد أننا كعرب لا نجد السلاح اللازم للدفاع وليس للهجوم، نقول للدفاع عن أي اعتداء علينا، ولعلنا هنا نشير إلى أن إسرائيل لديها أحدث تكنولوجيا السلاح في العالم وهي تقوم بالهجوم على أي دولة عربية دون رادع حقيقي إذا ما اقتضت المصلحة لذلك. ولعلنا هنا نقرب المسافة قليلاً في موضوع مقالتنا هذه لنحصره في جزئية مختصرة تتمثل بما تقوم به إسرائيل من قصف جوي بأحدث الطائرات الحربية!؟.. فإننا بالمقابل لا نمتلك السلاح الرادع لتلك الطائرات من تكنولوجيا الصواريخ المضادة لسلاح الطيران الإسرائيلي الذي يعربد على طول مناطق ومساحات شاسعة من منطقة الشرق الأوسط!.. وبالتالي فإن أقصى ما يمكن عمله هنا في مواجهة هذه المواقف هو قذف الصواريخ غير الدقيقة في اتجاه العدو الإسرائيلي على الرغم من كثافتها إلّا أنها لا تحقق الردع المطلوب للجم هذا العدو الإسرائيلي. المطلوب هنا هو توفير منظومة صواريخ تضع حداً للاعتداءات الإسرائيلية والتي تهدد الوضع في الشرق الأوسط برمّته للتوتر الدائم. وتضع حداً حاسماً حقيقياً لهذا العدو الذي لا يفهم سوى لغة واحدة معروفة للجميع.

التشرذم الحاصل في مواقف العرب حالياً والذي لا نأتي بجديد إن ذكرناه هنا حيث إن الوضع العربي هو نفسه لم يتغير منذ عقود، بل وازداد في السنوات الأخيرة. وفي هذا الصدد نقول بأنه وفي تقديرنا المتواضع ومن وجهة نظر ورؤية بعض المراقبين السياسين بأن منطقة الشرق الأوسط تدخل في مرحلة جديدة سوف يتغير معها الكثير من الأوضاع، وغالب الظن بأنها للأسوأ وليس للأفضل. إنها ليست نظرة تشاؤمية بل هي نظرة تستند إلى معطيات نرى لها بدايات وتحولات جديدة في المنطقة وسوف تطالها بالتدريج. إذ إن الأوضاع الحالية هي التي تفرض على المنطقة حدوث تلك التغييرات والتحولات فيها وهو أمر لا مفر منه في ظل ما يحدث فيها من متغيرات شبه يومية نراها على الساحة السياسية ومتواصلة بطريقة يصعب معها تفسيرها. إن المرحلة الماضية فيها منطقة الشرق الأوسط والتغييرات التي نتحدث عنها وهي لا تصب في مصلحة دولة دون أخرى والضرر سوف يطال الجميع والخطر سوف يدهم الجميع إن لم تتكاتف دول الشرق الأوسط مع بعضها البعض، على الأقل على صعيد مواجهة الخطر الإسرائيلي مبدئياً ومن ثم يمكن الانتقال لمواجهة أخطار أخرى فهذا الخطر هو مصيري في تقديرنا ويستوجب الوقوف صفاً واحداً بعيداً عن أي خلافات، أو بمعنى تجميد الخلافات الحالية والنظر في توحيد مواجهة الخطر على الأقل في المرحلة الحالية. إذ ليس معقولاً أن تستمر الخلافات في وجهات النظر وانعكاسها على المواقف الخاصة بكل دولة إلى أبد الآبدين!.. إن المرحلة اليوم يا سادة مختلفة اختلافاً كلياً عما عهدته الشعوب والدول والقادة في السابق. إن الخطر داهم وحقيقي نرى مؤشراته في كل حين.

العرب اليوم مطالبون بتوحيد طريقة الرد على العدوان الإسرائيلي فقط نقول بطريقة الرد من خلال توفير منظومة فائقة الفعالية لردع هذا الطيران الحربي. فهل نجد هذا السلاح لدينا يوماً ما، أم يبقى الوضع على ما هو عليه؟ نبقى على نقطة معروفة للجميع وهي تهديد إسرائيل بعدد من الصواريخ لا يغير المعادلة الحالية تغيراً حاسماً، ولا يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وسفك دماء الضحايا بطبيعة الحال. ومن ناحية أخرى، نقول إن المعركة القادمة لن تختلف كثيراً عن السابق، وذلك بعكس تقارير المحللين العسكريين الذين يؤكدون أن المعركة القادمة مع إسرائيل ستكون في إسرائيل! إن إسرائيل لن يطالها ما يطالنا من أضرار وأرواح. إن الفرق هنا هو أن إسرائيل تقيس هزيمتها بمدى ما خسرته من أرواح بعكس ما يقيسه البعض في هذا الصدد.

إن حديثنا هذا إنما هو لمصلحة الجميع دون استثناء لنا كعرب وكشعوب عربية لاستيعاب الدرس بحقيقته، وهو أننا بحاجة لردع السلاح التكنولوجي لدى إسرائيل وليس مجموعة أسلحة لا تردع ردعاً حقيقياً يفرض قراراً وموقفاً في سياق الأحداث الجارية في المنطقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات